أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، اليوم السبت، عن مقتل موظف بالسفارة الإيرانية في دمشق، مشيراً إلى أنه يُدعى داود بيطرف، وقد قُتل الأحد الماضي، في عملية إطلاق نار على سيارته.
وأضاف بقائي أن جثمان بيطرف اكتُشف في الأيام الأخيرة ونُقل إلى داخل إيران، مؤكداً مسؤولية الحكومة الانتقالية السورية في الوصول إلى المتورطين في مقتل المواطن الإيراني ومحاكمته، ومشيراً إلى أن الخارجية الإيرانية تتابع الملف عبر القنوات الدبلوماسية والدولية "بشكل جاد".
يشار إلى أن السفارة الإيرانية في دمشق مغلقة حالياً. وكان بقائي قد أكد، الثلاثاء الماضي، أن إعادة فتح سفارة إيران في دمشق بحاجة إلى "تحضيرات، منها تأمين أمنها"، مشيراً إلى أن طاقم السفارة سيتابع عمله "بمجرد توفر الظروف اللازمة من ناحية تأمين الأمن والسياسة".
إيران لن تقاتل عن الأسدمن جهته، قال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران علي أكبر أحمديان، أمس الجمعة، في معرض رده على سؤال بشأن عدم تصدي القوات الإيرانية لهجمات المعارضة السورية التي أدت إلى إسقاط نظام الأسد، إنه "لم يكن من المقرر أبداً أن تقاتل إيران مكان الجيش السوري في مواجهة تيار لا يشكل تهديداً حازماً ضد الجمهورية الإسلامية" الإيرانية.
وأضاف أنه "لو كانت هناك قوة قتالية جاهزة أو فرصة وإمكانية لنقل القوات والمعدات ولم يحصل الانهيار بسرعة، لكنا سنقاوم حتماً، شريطة مقاومة الشعب والجيش السوريين. كما أن الحكومة السورية حتى أيامها الأخيرة لم تطلب منها ذلك".سوريا خارج محور المقاومة
بدوره، قال وزير الخارجية الإيرانية عباس عراقجي على قناة "الغد" المصرية، إن سوريا "خرجت من محور المقاومة"، معتبراً أن إسقاط نظام الأسد، يأتي في إطار "مشروع ضخم تخطط له أميركا وإسرائيل للقضاء على أي مقاومة ضد إسرائيل".
وأضاف عراقجي أن طهران لا تفرض أي قرارات على "محور المقاومة"، ولا تسعى للتدخل في الشأن السوري، وأن قرار وجودها هناك كان بدعوة من نظام بشار الأسد المخلوع لمكافحة "الجماعات المسلحة"، كما اعتبر أنها "ليست جريمة أن تقدم إيران الدعم لدول محور المقاومة في التصدي للكيان الصهيوني".
وجول سقوط نظام الأسد، اعتبر الوزير الإيراني أن "الجيش السوري هو الذي قرر الانسحاب من أمام الفصائل المسلحة، ولم تقُم طهران بأي فعل بديلا عن الجيش السوري"، مشيرا إلى أن إيران "بذلت جهودا فيما يخص العملية السياسية والإصلاحات في سوريا".
واعتبر أن ن العقوبات التي فرضتها أميركا منذ سنوات على سوريا كانت أحد أسباب انهيار الجيش، بعدما "أنهكت البلاد واقتصادها تماماً مع عجز الحكومة في دمشق عن الالتفاف على هذه العقوبات والتصدي لها ومقاومتها من خلال قدراتها".
وقال إن طهران "قدمت إيران الكثير من النصائح للحكومة السورية التي لم تكن موافقة على الخوض في مفاوضات مع الجانب التركي وكذلك مع المعارضة"، كما لفت إلى أن الأجهزة الأمنية والاستخباراتية الإيرانية سبق أن أنذرت الحكومة السورية في وقتها وقبل الأحداث بما تملكه من معلومات.
الوجود الإيراني في سوريا
في الاثناء، قال السفير الإيراني في لبنان، مجتبى أماني، في تغريدة على منصة "إكس"، إن الولايات المتحدة "اشترطت" خلال لقاء القائد العام لإدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني)، "عدم إعطاء أي دور لإيران من أجل إقامة علاقات جيدة مع الولايات المتحدة".
وأضاف "شهدت أنهم أصروا على مثل هذه النصيحة" على الرئيس المصري السابق محمد مرسي، "وقدموا له نفس الشرط، وعندما وجدوا مرسي وحيداً، كان الوقت قد حان للخيانة الأميركية. وحدث ما حدث وحصل ما حصل".