تداول مستخدمون في مواقع التواصل الاجتماعي صوراً للمفتي السابق في نظام الأسد، أحمد بدر الدين حسون، يظهر فيها في مدينة ستراسبورغ الفرنسية، ما أثار معلومات غير دقيقة بشأن هروبه من البلاد إثر سقوط النظام السوري قبل أسبوعين، رغم أنه "كان يهدد أوروبا بالانتحاريين"، في إشارة إلى تصريحاته الشهيرة العام 2011: "أقولها لكل أوروبا وأميركا، سنعد استشهاديين هم الآن عندكم إن قصفتم سوريا أو قصفتم لبنان".وأجرت منصة "تأكد" للتحقق من المعلومات، بحثاً للتحقق من صحة الصور والادعاء المرافق لها، وتبين أن الصور حقيقية لكنها قديمة، وأن الادعاء الذي رافقها ملفق.وأظهرت نتائج البحث أن الصور التقطت بالفعل في مدينة ستراسبورغ الفرنسية، وتحديداً في أحد الشوارع المؤدية إلى كاتدرائية المدينة، التي تعد من أبرز المعالم السياحية فيها. ومن خلال مقارنة المشهد الحالي للمنطقة، كما يظهر الجمعة 20 كانون الأول/ديسمبر عبر صور التقطت خصيصاً بواسطة أحد الزملاء المتطوعين، تبين وجود اختلاف ملحوظ في واجهات المباني الممتدة على طول الشارع، حيث تنتشر زينة عيد الميلاد منذ بداية الشهر الجاري.وأظهر تحليل البيانات الوصفية للصور، والتي تعد معلومات مخفية مرفقة بالملفات الرقمية مثل الصور ومقاطع الفيديو وتوفر تفاصيل دقيقة عن مصدرها، أن الصور التقطت بتاريخ 16 كانون الثاني/يناير 2007، باستخدام كاميرا من طراز "Canon PowerShot A550".وأكد مصدر مقرب من حسون، أنه مازال موجوداً في منزل أحد أقاربه في العاصمة السورية دمشق، ولم يغادر سوريا حتى اللحظة، فيما أكدت المصادر زيارة حسون إلى فرنسا العام 2007 والتقاطه صوراً هناك حينها.والعام 2021 ألغى النظام السوري منصب المفتي في البلاد، وكان حسون يرافق الأسد في أغلب المناسبات الدينية، وينقل روايته ويعزز خطاب السلطة، وكان أحد أبرز داعمي رئيس النظام السوري بشار الأسد بين المرجعيات الدينية المحلية، وعرف بتصريحاته المثيرة للجدل خلال السنوات الماضية، ولطالما اتهمه معارضون بأنه عالم سلطة يفتي بقتل السوريين، وظهر توقيعه على أوراق تم نشرها في مواقع التواصل ووسائل إعلام محلية، وجدت في "سجن صيدنايا" وفروع أمنية أخرى، وتعطي الموافقة على طلبات لإعدام معتقلين هناك.