مدّد مجلس الأمن الدولي بإجماع أعضائه، مهمة قوة مراقبة فض الاشتباك الأممية (الأندوف)، بين سوريا وإسرائيل في الجولان المحتل، لمدة 6 أشهر، وذلك بالتزامن مع استمرار التوغل الإسرائيلي في مناطق سورية جديدة، خارج المنطقة العازلة.
تحذير من التصعيد
ودعا المجلس في بيان، الأمين العام للأمم المتحدة أنطوينو غوتيرش، إلى "ضمان حصول القوة القدرة والموارد اللازمة للوفاء بولايتها بأمان"، مشدداً على ضرورة التزام إسرائيل وسوريا، ببنود اتفاق فض الاشتباك الموقّع بين الطرفين في العام 1974.
وأعرب أعضاء المجلس عن قلقهم من أن "العمليات العسكرية المستمرة التي ينفذها أي طرف في منطقة الفصل لا تزال تنطوي على إمكانية تصعيد التوتر" بين إسرائيل وسوريا، محذرين من أن ذلك يعرّض وقف إطلاق النار بين الجانبين للخطر، كما يشكّل خطراً على السكان المدنيين المحليين وموظفي الأمم المتحدة على الأرض.
وجرت العادة أن يمدد أعضاء المجلس مهمة "أندوف" 6 أشهر أو عام واحد، والتي تنتشر في المنطقة العازلة منزوعة السلاح في جنوب غرب سوريا، عند الحدود مع المناطق المحتلة في الجولان، لكنها المرة الأولى التي يتم فيها التمديد في ظل استمرار التوغل الإسرائيلي داخل الأراضي السورية، والذي بدأ بعد سقوط النظام السوري، باحتلال المنطقة العازلة، ومرتفعات جبل الشيخ السورية.
توغل جديد
في الأثناء، قالت مصادر محلية لـ"المدن"، إن القوات الإسرائيلية توغلت خلال الساعات الماضية خارج المنطقة العازلة، في أقصى الجهة الجنوبية منها، حيث دخلت إلى عدة قرى داخل منطقة حوض اليرموك في ريف درعا الغربي، واستقرت في عدد منها، كما توغلت للمرة الأولى في قريتي جبا وصيدا الجولان في ريف القنيطرة، في الجهة الوسطى من المنطقة العازلة.
وأوضحت المصادر أن القوات المتوغلة اعتقلت شخصين من قرية جبا، قبل أن تنسحب منها إلى داخل المنطقة العازلة، كما سحبت أسلحة ثقيلة من قرية صيدا الحانوت، كانت قوات النظام المخلوع قد تركتها خلفها، في الساعات الأخيرة لسقوط نظام الأسد.
إضافة لذلك، فقد استقرت القوات الإسرائيلية في عدد من التلال الحاكمة في قريتي جملة ومعربة، بعد أن توغلت فيها لساعات، كما أطلقت النار على متظاهرين سلميين رافضين لوجود قوات الاحتلال، ما أدى لإصابة متظاهر، واعترف الاحتلال بذلك.
يُشار إلى أن جيش الاحتلال كان قد توغل في هذه المناطق، ووصل لقطع الطريق بين قريتي صيدا الجولان والمعلقة، لكنه لم يستقر فيها، ولم يدخلها، قبل أن يعود للتوغل داخلها ويحتل هذه القرى، الواقعة خارج المنطقة العازلة.
وكانت دورية تابعة للأندوف قد دخلت إلى قرى في منطقة حوض اليرموك، لأجل طمأنتهم من أن التوغل الإسرائيلي مؤقت، وليس دائماً.