بعد حرب قاسية دامت 66 يوماً، ها هي بيروت عروس الميلاد تزينت بأبهى حللها وحضرت بكامل أناقتها مرتدية ثوب العيد فتحولت الى لوحة فنية ساحرة جذابة مليئة بالأضواء والزينة.
جالت في شوارع العاصمة بيروت، فكيف بدت حركة الأسواق؟
شوارع بيروت تعيش فرح العيد حيث غطت الأشجار الساحات الى جانب الزينة المنتشرة بأشكالها المختلفة من الكرات الملونة الى الأكاليل الذهبية في مشهد يعكس سحر المدينة.
كل من يجول في شوارع العاصمة يدرك انها تمتلك قوة جبارة، فهي ترفض الاستسلام، وبالرغم من كل ما مرّت به تواصل الإحتفال بالحياة برفقة أبنائها وأبناء المناطق المجاورة فعيد الميلاد ليس مجرد عيد ديني فقط بل هو فسحة أمل ورمز للنهوض والتجدد.
من شارع الحمرا الى الجميزة وصولاً الى وسط بيروت تحولت واجهات المحال التجارية الى لوحات فنية تفيض بالأضواء والزينة ولا تقتصر هذه الزينة على المحال الكبيرة والفاخرة فقط بل حتى المحال الصغيرة في الأحياء الشعبية تزينت بألوان العيد لاستقبال الزبائن الذين لا يفوتون فرصة لادخال الفرحة الى قلوبهم و قلوب أبنائهم كما تحولت المطاعم و المقاهي الى خلية تعج بأحاديث وضحكات زوارها الوافدين من مختلف المناطق اللبنانية.
ماري كنجو تقف في إحدى المحال التجارية تستعد لشراء مستلزمات الميلاد وتقول:”هذا العام قررت أن أشتري شجرة أكبر من الحجم الذي إعتدت عليه كل عام لأنني أريد أن أعيش هذا العيد بكل تفاصيله وأتمنى أن تجلب الفرح و السلام لنا ولبلدنا بعد كل التحديات التي مررنا بها”.
ويقول طوني فرام (صاحب المحل): “رغم كل الصعوبات التي مررنا بها لا شيء يمكن أن يحجب فرحة العيد في كل مرة أضع الزينة على الأشجار أسترجع ذكرياتي وعائلتي “.
وعن حركة البيع و أسعار الأشجار و الزينة يقول فرام: “حركة البيع ممتازة لكن المختلف هو أن الزبون بات يميل الى الشجرة الصغيرة وهي تتراوح بين ال 100$ و 200$ نظراً لارتفاع أسعار الأشجار الكبيرة “.
سعاد الخوري تجلس و عائلتها في المقهى وتقول ل: “كانت سنة صعبة علينا كلبنانيين جراء ما مررنا به لكن لا بد من أن نجد فسحة أمل للخروج من كل الضغوطات التي عشناها وننتظر هذه الأيام بفارغ الصبر والأجواء رائعة تعكس إرادة بيروت القوية على الحياة و إصرار اللبنانيين محاربة كل الأزمات بأمل و إيمان “.
رالف النجار صاحب أحد المطاعم في شارع الحمرا يقول: “هذه الفترة هي الأجمل بالنسبة لنا الزبائن يتوافدون بأعداد كبيرة اللبناني معروف بحبه للحياة و سرعة التأقلم مع أي ظرف من الجيد أن نرى هذا المشهد المشجع للبناني في الداخل وحتى اللبناني المغترب”.
لبنان الذي مر بالكثير من المحن و الآلام لا يزال يرفض أن يموت لتبقى الأعياد شهادة حية على قدرة هذا البلد على النهوض من جديد في مشهد لا يعكس سوى حب اللبناني للحياة ولبلده رغم كل الظروف.
The post بيروت ترفض الانكسار وتستقبل الميلاد بفرح.. ماذا عن حركة الأسواق والمطاعم!.. صبحية دريعي appeared first on .