ضجّت وسائل التواصل الاجتماعي بسقوط بشار الأسد وهروبه. هنا بعض الفسبكات والتغريدات حول الحدث وأهميته في التاريخ الحديث، بعد الجزء الأول، والثاني، والثالث، والرابع، والخامس، والسادس، والسابع، والثامن، والتاسع، هنا الجزء العاشر:رائد وحش
لا يوجد تناقض فكري عميق بين التيارات العلمانية والدينية في سوريا، بمقدار ما يوجد خلل في التعبير عن البنية الكلية والجزئية في المجتمع.
تتحدث التيارات العلمانية عن حقوق الإنسان والديمقراطية والحريات الفردية. ورغم أن هذه القيم قابلة للتحول إلى واقع ملموس، إلا أن افتقار هذه التيارات إلى رؤية موحّدة واتفاق داخليّ حول الأولويات والآليات يمنعها من تشكيل صورة واضحة ومتماسكة. يرسم أصحابها أجزاء متفرقة من المشهد، لكنهم يخفقون في إنهاء اللوحة الشاملة التي تعكس طموحات المجتمع.
في المقابل، تبدو التيارات الدينية، خصوصًا المتشددة، أكثر وضوحًا وتنظيمًا في رؤيتها الكلية. لديهم مشروع واضح ومتماسك لبناء الدولة، ووسائل محدّدة لتحقيق ذلك، لكنهم يخفقون عند مواجهة التفاصيل: حقوق الأفراد وحرياتهم الشخصية وإدارة التنوع المجتمع.
في النهاية، الفريق الأول يقتله قصورُه في الكليّ والشامل، في حين تقضي التفاصيل على الفريق الثاني.
ورغم تجاربنا المريرة التي تؤكد أن أحدًا لا يرغب في أن يتعلّم من الآخر، يظل الحوار بين قيم المدنيين وتنظيم الإسلاميين مفتاحًا للاستقرار، كما أنه يظل عامل توازن بين الرؤية الشاملة والتفاصيل العملية.رشا عمران
أنا امرأة سورية علمانية من منبت علوي ومن أسرة لا علاقة لها بالأديان والطوائف.. أنا ابنة المجتمع السوري المسلم السني بقدر ما أنا ابنة المحتمع السوري العلوي والمتعدّد الطوائف، أحب الاستماع إلى الأذان يوم الجمعة وصباحات الأعياد مثلما أحب صوت أجراس الكنائس يوم الأحد وفي الأعياد. أحب سماع القرآن الكريم بأصوات مقرئي مصر العظماء اشعرها تسكن روحي تمنحي سلاماً خاصا مثلما أحب التراتيل الكنسية بأصواتها الجميلة. أنا ابنة سوريا المتعدّدة. أريد أن تحظى ابنتي وأولادها بسوريا تتسع للجميع عادلة مع الجميع، قابلة للجميع، متنوعة وملونة بأديانها وطوائفها ومذاهبها وقومياتها ولهجاتها ولغاتها وأغانيها ورقصها وتراثها الحضاري المتنوع. أريد سوريا تليق بأحلام أبنائنا عنها.ياسين الحاج صالح
بلى، كانت العلمانية في سورية إيديولوجية داجنة دون أدنى حد من المحتوى النقدي حيال الحكم الأسدي طوال عقود. لا بل كانت ضرباً من الإيديولوجية العضوية لتي تربط ضباط مخابرات وفنانين ومثقفين، وتضفي الشرعية على اغتياب قطاعات متسعة من المجتمع السوري، وليس الإسلاميين وحدهم. لم يخط كبار دعاة ما أسميها العلمانية السلطوية، أو أحياناً العلمانية الجهادية، مقالة واحدة في نقد النظام، ولم يكونوا عدائيين ضد الإسلاميين فقط، وإنما كذلك ضد أمثالنا من الديمقراطيين، ممن يدافعون عن أولوية التغير السياسي والحريات العامة والانتخابات الحرة.
لا تستعيد العلمانية كرامتها وشحنتها النقدية في سورية دون مراجعة جذرية لهذا السجل المشين. بل هي مرشحة اليوم لأن تكون إيديولوجية الفلول، شاهدة زور على الحاضر مثلما كانت شاهدة زور على الماضي القريب.
مع احترامي لبعض من كانوا في ساحة الأمويين البارحة، أخشى أننا حيال ما يقارب حركة تمرد المصرية التي أعارت كتفيها لصعود السيسي.برهان غليون
من المؤكد ان هيئة تحرير الشام ليست القوة التي يمكن المراهنة عليها لصناعة الديمقراطية، لكن من دون كسرها الحلقة المقفلة التي وضع الاسد السوريين فيها، وهو هدف لايزال لم يكتمل بعد، لن تكون هناك سياسة ولا امل في التغيير. من يراهن عليها لتحقيق الديمقراطية ساذج، لكن من يوجه حرابه الان نحوها بدل العمل الجاد على بناء القوى الاجتماعية والسياسية القادرة على التقدم نحو الديمقراطية لا يساعد على تعبيد الطريق نحو الهدف المنشود، وربما يدفع إلى العكس من ذلك تماما. الديمقراطية يصنعها الديمقراطيون بمقدار ما ينجحون في تنظيم صفوفهم والتحول إلى قوة شعبية فعالة وهو ما يستدعي بلورة اجندة سياسية وخطة وتكتيكات وأساليب عمل سليمة، واقعية وناجعة ويحتاج إلى وقت ووعي وتضحيات كبيرة من قبل النخب الاجتماعية المتناحرة.
والمقصود ان الديمقراطية لا تصنعها السلطة، اي سلطة، حتى لو ادعت الديمقراطية او امتلكتها قوى سياسية تتبنى مفاهيمها، وانما المجتمع بمقدار ما ينجح في توليد قوى منظمة وفاعلة تراقب السلطة وتتدخل لتقويم عملها. وهذه هي الضمانة الوحيدة. تماما كما ان الجسم من دون عضلات يصبح هيكلا عظميا لا يستطيع الوقوف ولا السير على الأقدام. ومهمتنا اليوم بموازاة تغيير السلطة بناء المجتمع اي القوى السياسية والنقابيّة والمدنية على مختلف أنواعها. وهذا يعني ان جذور الديمقراطية وحمايتها تكمن في المجتمع اساسا وليست الدولة سوى التعبير الشفاف عنها. هذا انتقاد للمتعجلين والمتعلمنين سكر زيادة وليس العكس.إبراهيم غرايبة
قبل أربعة عشر عاما فرحنا لأجل الحرية في تونس ثم مصر وليس لأجل الإخوان المسلمين.
تقدم الليبرالية خطابا متقدما وملائما. لكن الليبراليين في بلادنا يقولون ما لا يفعلون ولا يضحون ولا يعملون لأجل ما يؤمنون به ان كانوا ليبراليين بالفعل. أما اليسار فقد تحولوا الى جماعات من الاحتجاجيين كلاميا. وليس لديهم سوى كراهية الجماعات الإسلامية والاستعلاء على الواقع الى درجة الانفصال عنه.
سقطت التجربة الديمقراطية في تونس ومصر على يد الجيش وفرح الليبراليون واليساريون بالديكتاتورية ولسان الحال لتذهب الديمقراطية الى الجحيم ان كانت ستأتي بالإخوان المسلمين فلا معنى للحرية والديمقراطية سوى ان ينتخبنا الناس حتى لو لم يكن لدينا سوى الخواء.
لا اؤمن بالإسلام السياسي وأتمنى ان يجد الناخبون أفضل منهم لكن الليبراليين واليساريين (اني ليبرالي ماركسي) لا يقنعون الناخبين ليس بسبب الليبرالية أو الماركسية لكن لان أشخاص وسلوك ومواقف المنتسبين إلى اليسار والليبرالية لا تعجب احدا.
اليوم نفرح لأجل الحرية في سوريا وليس لأجل الجماعات الإسلامية. لا أعلق أمالا كبيرة على الجماعات الإسلامية وليس لدي اوهام بالجدوى والايجابية متعلقة بهم. لكن اذا استمر الليبراليون واليساريون في عجرفتهم فانهم يحكمون على أنفسهم بالفناء. وليس لديهم سوى انتظار غودو والذي لن يكون سوى عسكري مغامر وديكتاتور ليس لديه ما يقدمه او يعد به سوى الإبادة والمجازر.عبد الرحمن آياس
وهل كان النظام الساقط علمانيًا؟ كآن طائفيًا ومذهبيًا وكثيرًا ما تحالف مع تيارات أصولية من مذاهب أخرى. أنا مع ما يختاره السوريون بأنفسهم بحرية مع تفضيلي طبعًا الدولة العلمانية عندهم وعندنا.أحمد نسيم برقاوي
العلمانية والمدنية
تعرض مفهوم العلمانية إلى لغط كثير، وآية ذلك أن بعض الكارهين لها قد ربط بينها وبين الإلحاد. لكن العلمانية أبعد ما تكون عن الإلحاد كما سأبين؛ فالعلمانية طريقة في النظر إلى مسألة الحكم، وليس موقفاً من الإيمان الديني
فما معنى العلمانية بالأصل؟ أود أن أشير في البداية إلى أن الكتاب العرب قد اختلفوا في نطق هذه الكلمة، وبالتالي في كتابتها. فمنهم من كتبها بفتح العين ومن كتبها بكسرها.
فقد ردّ الفيلسوف زكي نجيب محمود في مقال بعنوان «عين فتحة عا»، العلمانية إلى العالم وليس إلى العِلم. بينما كتب أحمد حاطوم «العلمانية بكسر العين لا بفتحها»، أي راداً العلمانية إلى العِلم.
ورأى عزيز العظمة العلمانية من منظور مختلف: «وليس تاريخ العبارة هو وحده المتسم بشيء من الغموض، فمن غير الواضح أيضاً كيف تم اشتقاقها، وهل كان الاشتقاق من العلم علمانية بكسر العين، أم من العالم، العلمانية بفتح العين بناء على اشتقاق غير سليم، ولكن الأرجح أن الاشتقاق الأول هو الأولى فهو ذو أساس ثابت في حاضر اللسان العربي المتحقق وهو مندرج في قاعدة صرفية صريحة».
إن الاختلاف حول نطق المصطلح ليس شكلياً، لا سيما حين يؤدي نطقها بكسر العين أو بفتحها معنيين مختلفين. وعندها فإن إيجاد العلاقة بين العَلمانية والعِلمانية يحتاج إلى بحث وليس الأمر من قبيل تحصيل حاصل.
والثابت أن الكلمة في اللغة الإنكليزية ليست هي العلم Science بل Scular العالم الدنيوي وبالتالي فـScientism وSecularism نزعتان تؤديان معنيين مختلفين، فإذا ما ترجمنا المصطلحين بمصطلح واحد هو العلمانية، فإن الحدود تضيع بين هاتين النزعتين.
وعندها يجب أن نعود إلى سياق النص للوقوف على المعنى المقصود (بالعَلمانية). وحتى لو كانت العلمانية ترجمة لكلمة Laicism التي تعني عامة الجمهور المتميز عن الايكروس فإنها لا تفيد معنى العِلمانية، أي ليست مشتقة من العِلْم.
ولكن من أين جاءت كلمة العَلمانية بفتح العين لا سيما أن اثنين من جهابذة اللغة هما زكي نجيب محمود والعلايلي، استخدماها بفتح العين.
لو رجعنا إلى ما قاله العظمة، فسنجده يرى أن اشتقاق العلمانية غير سليم وبالتالي فهو يخطئ العلايلي. وما أدراك ما العلايلي.
ولكن اشتقاق الكلمة عَلمانية لم يكن من العالم، بل من العَلْم بمعنى العالم.
ولقد جاء في قطر المحيط لبطرس البستاني: العَلْم = العالم. العَلماني للعامي الذي ليس بإكريليكي، كما جاء في المعجم الرائد العَلم والعالم. أما المعجم الوسيط الصادر على مجمع اللغة العربية في القاهرة، فقد جاء العَلماني نسبة إلى العَلْم بمعنى العالم.
وقد جاء مصطلح العَلمانية أثناء الصراع بين أنصار الحكم المدني الذي ينتجه العقد الاجتماعي وأنصار الكنيسة التي كانت تحكم باسم الدين. وتحول المفهوم إلى موقف من الحكم وطبيعته وليس موقف من الدين ومعتقده.
وبلغة معاصرة أكثر نقول: العَلمانية ليست ضد الدين بل ضد فكرة الحاكمية لله التي يطرحها الإسلاميون مقتفين أثر سيد قطب الذي أخذ مفهوم الحاكمية لله من الباكستاني أبو الأعلى المودودي.
إذا كان الأمر كذلك، وهو كذلك، فإن الشيخ الأفغاني هو عَلماني، أليس هو القائل بأن الأمة تختار حاكمها. وقس على ذلك الشيخ محمد عبده مفتي الديار المصرية الأسبق الذي قال في كتابه (الإسلام بين العلم والمدنية) بقلب السلطة الدينية، أي لا سلطة سياسية دينية في الإسلام، والحاكم مدني من جميع الوجوه.
واستمرت هذه النظرة عند الشيخ خالد محمد خالد في كتابه (مواطنون لا رعايا). وهذا يعني بأن جوهر العلمانية موجود في خطاب الإصلاح الديني الإسلامي، وإن كان المصلحون الدينيون لم يستعملوا مصطلح العلمانية.
وليس هذا فحسب، بل إن أحداً من دعاة الحكم العلماني، لم يقل أبداً بأن العلمانية ضد الدين، بل على العكس. العلمانية تدافع عن حق الناس بالتدين، وممارسة شعائرهم الدينية. فالترابط ليس بين العَلمانية والإلحاد، بل الترابط بين العَلمانية والتسامح.
بقي أن نقول: إن تحرير الإسلام من التوظيف السياسي ومن المصالح التي ترتدي عباءة الدين هو جوهر العَلمانية. وإذا كان البعض يتكدر من مصطلح العلمانية، ويفضل مصطلح المدنية، فليكن. وعندها سيكون مصطلحا العَلمانية والمدنية مترادفين، لأن جوهرهما واحد.عدي الزعبي
يتسم خطاب الأيام الأخيرة بعودة التوتر العلماني/الإسلامي. يتخفى الطرف العلماني تحت شعار "مدني"، وهي تسمية سادت في مصر أيضاً للتغطية على موضوع العلمانية.
يبدأ الأمر من أكبر الأسئلة: من حرر سوريا؟ مقاتلو ردع العدوان؟ أم النضال الطويل خلال 13 سنة؟ ثم يتحوّل إلى صراع بين مسؤولي هيئة تحرير الشام ووزارتها، وبقية أطياف المعارضة السورية: هل يمكن فرض النموذج الإدلبي على دمشق؟ ويتفرع الأمر إلى بقية الأسئلة.
الحل، بالطبع، كما أكد كثيرون، يكمن في التحول نحو هيئة انتقالية متعددة تعدّ دستوراً يصوّت عليه الناس، تمهيداً لانتخابات، وهو جوهر القرار 2254، بعد تعديله ليتناسب مع سقوط الأسد.
ولكن، أيضاً، هناك رغبة بالإقصاء: صحيح أن تحرير سوريا يعود إلى جهود كل السوريين وتضحياتهم، خلال الثورة، بل وما قبلها. وهذا ما يقوله العلمانيون. أيضاً، قدمت إدلب، خلال السنوات الماضية، بأهلها والمهجرين إليها، شعلة وحيدة في مواجهة التوحش الأسدي والروسي. وحارب شبابها خلال الأيام العشرة لإسقاط الأسد، خصوصاً في المعارك قبل تسليم حماة، في زين العابدين وقمحانة، ببسالة لا مثيل لها. كما يؤكد الإسلاميون. لا يوجد جواب واحد لمن حرر سوريا. الكل ساهم في تحرير سوريا.
لا يجوز للهيئة أن تتحكم بسوريا اليوم، بالطبع. الوزراء لم ينتخبهم السوريون. وفرضهم أتى نتيحة السقوط السريع للنظام السابق. وهناك محاولة واضحة لفرض رؤيتهم بشكل سريع على البلد بأكملها، قبل أية انتخابات. ولكن، أيضاً، هناك شيء من التعالي عند بقية المعارضة، والسخرية من كل ما يأتي من إدلب، ومن تعليمهم الجامعي، وإنجازاتهم، وطريقة كلامهم، ومنطقهم، ورؤيتهم للأمور.
يبدو أن الطرفين لا يثقان ببعضهم البعض، ولا يريدان الإصغاء، ولا الوصول إلى أي تفاهم على ماضي سوريا، ومستقبلها، ومعنى التنوّع فيها. يجب الخروج من هذا الاستقطاب، ومن انعدام الثقة، ومن التعالي بين الطرفين. الاختلاف موجود، وكبير، وهذا طبيعي، وصحي. التشكيك بالآخر، والسخرية، والخوف المستمر والعميق، غير طبيعي، وغير منتج، وغير مثمر.
أمامنا أيام صعبة جداً، والطريق نحو التعايش يجب أن يمر من خلال القبول بأننا مختلفون، وبأننا يجب أن نعيش هذا الاختلاف، وننصت، ونستمع.جورج برشيني
هل تريدون دولة علمانية لشعب مسلم كتركيا؟
ألمانيا العلمانية تحمي المسلمين أكثر من أفغانستان وإيران حيث الحكم ديني ....
على سبيل المثال، يوجد اليوم مليوني سوري في ألمانيا، هل لديكم مشكلة مع نظام الحكم الألماني؟
هل هناك من يتدخل في دينك وعباداتك كمسلم سوري في ألمانيا؟
في ألمانيا العلمانية كل الحريات الدينية مصانة وكل المواطنين متساويين في الحقوق والواجبات.
المسلم الالماني مع أن المسلمين 5% يحق له الترشح لكل المناصب حتى أن يكون مستشاراً ورئيساً لألمانيا.
تركيا دولة علمانية لشعب مسلم، كيف رأيتم العلمانية في تركيا؟!
إنهم يكذبون عليكم بتخويفكم من العلمانية....
السوريين أمام خيارين، إما دولة مدنية علمانية لشعب غالبيته مسلم مثل تركيا، أو دولة دينية شرعية مثل ايران وأفغانستان تقمع كل من يخالفها حتى لو كان مسلماً.يزن الهاجري
على المثقفين من الخلفيات الدينية والسنية والأغلبية، بدل الخوف من العلمانية والفزع من قول هذه الكلمة "الفظيعة"، أن يشعروا بالتعاطف تجاه الأقليات في بلادهم وأخواتهم في المواطنة. المثقف من خلفية دينية، افعل ذلك من أجل أخيك في المواطنة، فأنت قوته اليوم. هو يطالب في حقك وانت افعل مثله، طالب من أجله وكن صوته.
وعلى مثقفي الأقليات في المقابل أن يكونوا واضحين وأكثر شجاعة رغم صعوبة ذلك وتاريخ المنطقة التي لا تعرف ما هي حرية التعبير والصدق، بل تعتمد المجاملات والتلطيف في العلن وغير ذلك في السر.
لذلك لنكن جميعًا صادقين، نثق بالآخر، ونحمي حقوق الأقليات قبل حقوقنا، ونطالب بالعلمانية والعلمانية وحدها، وليس نسخًا خجولة وملطفة مثل المدنية، لأنها ستسمح بتدخل الدين في الدولة والدستور والتشريع، وستقود الجميع إلى الفساد والطائفية.
أنا علماني، وسأنتقد الدين وقصصه والعادات القديمه علنًا لأن النقد جزء من التقدم، لكن في الوقت نفسه سأدافع عن حق كل إنسان في الإيمان وممارسة معتقداته بحرية، بشرط فصل الدين عن الدولة والمجتمع كليًا. العلمانية ليست ضد الدين، بل ضد استغلاله كأداة سياسية، وهي الطريق الوحيد لبناء دولة تحترم الجميع، وتضمن المساواة والعدالة بين المواطنين.رزان ابراهيم
هل إيرلندا دولة علمانية؟
انا اعيش بايرلندا وهي دولة رائدة بالحرية والمساواة وحقوق الإنسان والديمقراطية. تاريخ وثقافة ايرلندا هي كاثوليكية لكن مع التقدم الاقتصادي والتكنولوجي الكبير وايضا الهجرات إليها أدى الى تنوع بالمجتمع.
خلال ١٤ سنة من حياتي.. لم اشعر او اصادف اي تمييز على اساس الدين او اللادين او العرق او الجندر. عندما اذهب للتحدث في المدارس العامة.. إلى الآن أشاهد الصليب وتماثيل للسيد المسيح ومريم العذراء في مداخل المدارس (وهذا شيء احترمه وأقدره جدا).
لا ينص الدستور الأيرلندي صراحة على أن الدولة علمانية، لكنه يضمن حرية الدين والمساواة بين الجميع.
المقدمة: تشير إلى "واجباتنا تجاه ربنا الإلهي"، مما يعكس تأثيرًا مسيحيًا.
المادة 44: تضمن حرية العقيدة وتحظر التمييز الديني، وتؤكد أن الدولة لا تُمَوِّل أي دين.
التاريخ: أزيل الاعتراف بـ"المكانة الخاصة" للكنيسة الكاثوليكية في 1973.
القسم : تتضمن صيَغ القسم إشارات دينية، مما قد يعكس نقص العلمانية الكاملة.
الدولة الإيرلندية ليست علمانية تمامًا، لكنها تسعى لضمان الحرية الدينية والمساواة.مصطفى حداد
عن الدين في النقاش العمومي السياسي
يرى الفيلسوف رورتي أن الدين عندما يُحشر في النقاش السياسي العمومي يصبح كابحا لهذا النقاش. الطريقة الوحيدة التي تسمح في نظره بإجراء نقاش عمومي هي تلك التي تستحضر "تسوية جيفيرسون" التي عقدها بين الدين والتنوير، أي التسوية التي تقضي بالعلمنة مقابل ضمان الحرية الدينية..
على العكس من رورتي، يرى رولز أن المواطنين يستطيعون استدعاء المذاهب الشاملة، بما في ذلك مذاهبهم الدينية، في أثناء مناقشاتهم واستدلالاتهم العمومية. بمعنى أن المواطن يستطيع أن يعرض أسبابا أو مقدمات دينية للوصول إلى نتيجة سياسية معينة، لكن ذلك لا يكون سائغا في نظره إلا إذا أردف المواطن تلك الأسباب أو المقدمات وأسندها بحجج تحيل على العقد الاجتماعي وتتأسس عليه. يلوح هنا أن موقف رولز يقضي بأن إيراد أسباب دينية للوصول إلى نتيجة سياسية يكون سائغا متى كانت هذه الأسباب آخذة بعناق أسباب علمانية تكملها يستطيع العقلاء مجتمعون أن يقبلوها..
في تعارض صريح مع رولز، يذهب هابرماس إلى أن المواطنين بإمكانهم أن يعبروا عن قناعاتهم السياسية في لغة دينية ويستندوا إليها في التسويغ حتى عندما لا يكون بمقدورهم العثور على "ترجمات" علمانية لهذه القناعات. تقييد إيراد الأسباب الدينية على نحو ما رأينا لدى رولز يمثل في نظر هابرماس خرقا للمبدأ الليبرالي القاضي بحرية المواطنين في التعبير الديني. العلمانية تتدخل حسب هابرماس في مستوى المؤسسات السياسية. فإذا كان يتعين على ممارسة السلطة السياسية أن تكون محايدة إزاء رؤى العالم المتنافسة (بما في ذلك الرؤى الدينية بالطبع)، فإن من الضروري أن تجري ترجمة الأسباب الدينية عند الانتقال من "الفضاء العمومي السياسي المفتوح" إلى "المعالجة الصورية في قلب المؤسسات السياسية الرسمية" أو عند الانتقال مما يسميه هابرماس بالسلطة التواصلية إلى السلطة الإدارية...مروان أبي سمرا
يبدو أن المكوّعين والمكوّعات من أزلام الأسد يعتبرون أن التكويع صك براءة يمحو الأمس والماضي والذاكرة - ليس ذاكرتهم هم فحسب، بل وذاكرتنا نحن أيضاً، فننسى شرورهم وسفالاتهم كلها. وفوق هذا كله، يصدقون أنهم ولدوا ولادة جديدة كرسل حماية للديمقراطية والتعددية والعلمانية وحقوق المرأة والحريات، وانه يجب علينا وعلى الجميع، بمن فيهم ضحايا سفالاتهم، أن يتبعوهم ويتعلموا منهم ويسيروا خلفهم شاكرين.
ولا يقتصر الأمر على أزلام الأسد السوريين. فها هو ابراهيم الأمين، مخبر حزبالله والنظام الأسدي في لبنان، يعطي دروساً للسوريين في الحرية وسبل حمايتها.
على قدر نذالة الأمس تحضر وقاحة اليوم وفجوره.عمر قدور
أنا لا أريد العلمانية
أكتفي بدولة ينص دستورها على الالتزام التام بالمواثيق الدولية لحقوق الإنسان.