فيما لا تزال مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، تسير ببطء على وقع "نقاط خلافية"، في ظل ضغوط تمارسها واشنطن على طرفي النزاع، لتخريج "الإعلان" المرتقب، رفعت قوات الاحتلال الإسرائيلي، رصيدها من المجازر المرتكبة، لترتفع معها حصيلة الشهداء والجرحى، لحرب الإبادة المستمرة منذ 441 يوماً على قطاع غزة.
تقريب وجهات النظروكشفت مصادر مطلعة على مسار المفاوضات لموقع "العربي الجديد"، عن نقاط خلافية لا تزال تعيق التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، موضحة أن زيارة مدير وكالة الاستخبارات الأميركية وليام بيرنز، إلى العاصمة القطرية الدوحة، جاءت في إطار الدفع نحو تقريب وجهات النظر والضغط من أجل حسم الخلافات.
إنهاء الحربووفقاً للمعلومات التي أوردها "العربي الجديد"، يأتي في مقدمة تلك النقاط، تمسك حماس بوضع جملة صريحة تنص بشكل مباشر على "إنهاء الحرب" مع نهاية استحقاقات المرحلة الثالثة من الاتفاق، فيما يرفض الطرف الإسرائيلي حتى الآن تلك الصيغة، مقترحا عبارة "إنهاء العملية العسكرية"، وهي الصيغة التي ترفضها "حماس". أما النقطة الثانية فتتعلق بالفيتو الإسرائيلي على قائمة الأسرى أصحاب المحكوميات العالية التي قدمتها حماس، والتي ضمت 250 إسماً، إذ اشترط وفد التفاوض الإسرائيلي، أن يكون من حق حكومة الاحتلال الاعتراض، بدون إبداء أسباب، على إطلاق سراح 70 أسيراً، تحددهم إسرائيل من القائمة، من دون أن يؤدي ذلك لانهيار الاتفاق، أو انسحاب حماس، وهو العدد الذي رفضته الحركة، فيما اقترح الوفد الفني الأميركي المشارك في التفاوض، تخفيض العدد إلى 50، وهو ما لم يتم حسمه بعد. وعلم "العربي الجديد"، أن هناك مقترحاً مرجحاً بإبعاد كل أعضاء هذه القائمة خارج الأراضي المحتلة عقب إطلاق سراحهم.
الانسحاب وحرية الحركةوأشار "العربي الجديد"، إلى انه على الرغم من توافق الطرفين، حماس وحكومة الاحتلال، على بند انسحاب الجيش الإسرائيلي بشكل كامل من معبر رفح، إلا أن هناك خلافاً بشأن بعض النقاط التي تتمسك إسرائيل ببقاء الجيش فيها، من ضمنها مراكز بعض المدن، ومحور فيلادلفيا، إذ وافقت إسرائيل على البدء بالانسحاب من مراكز المدن، لكن بعض المواقع لا يزال هناك "أخد ورد" بشأنها.وذكر "العربي الجديد"، أنه إضافة إلى ما سبق، لا يزال هناك تبايناً في الرؤى حول حرية الحركة بين شمال القطاع وجنوبه، إذ أكد وفد التفاوض الإسرائيلي سماح جيش الاحتلال بحرية كاملة في الانتقال من شمال القطاع إلى جنوبه، لكنه تمسك بفرض قيود وتفتيش على حركة التنقل من الجنوب إلى الشمال، وهو ما اعترضت عليه حماس، التي طالبت بحرية حركة كاملة في الاتجاهين. لكن مصدراً مصرياً مطلعاً قال لـ"العربي الجديد"، إن تلك النقاط الخلافية تعد هي الأقل منذ انطلاق المفاوضات بجولاتها المختلفة عقب انتهاء الهدنة الأولى العام الماضي، مؤكدا في الوقت نفسه، أن قيادة حماس والوسطاء يلمسون جدية حقيقية من الجانب الأميركي بإدارتيه الحالية والمنتخبة من أجل إنجاز الاتفاق قبل نهاية العام.وأوضح المصدر نفسه، أنه للمرة الأولى، يستشعر الوسطاء وقيادة حماس، أن هناك ضغوطاً جادة تمارسها واشنطن على تل أبيب من أجل التوصل لاتفاق، وأن الضغوط تسير في الاتجاهين، على حماس، وعلى إسرائيل، وليست في اتجاه واحد كما كان يحدث في السابق.
3 مجازرفي غضون ذلك، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، اليوم الجمعة، أن حصيلة الحرب الإسرائيلية على غزة، ارتفعت إلى 45 ألفا و206 شهداء، و107 آلاف و512 مصابا، منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.وأشارت الوزارة، إلى أن الجيش الإسرائيلي، ارتكب "3 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، وصل منها للمستشفيات 77 شهيدا و174 مصابا خلال الـ24 ساعة الماضية"، كما استهدفت بوابة مستشفى "كمال عدوان" شماليّ القطاع، بقذيفة مدفعيّة.ونسف جيش الاحتلال الإسرائيلي عددا من المباني السكنية في حي الزيتون، جنوب شرق مدينة غزة، فيما استشهد سبعة فلسطينيين، بينهم طفلان، بالإضافة إلى عدد من الإصابات، في قصف استهدف شقة سكنية مخيم النصيرات، وسط قطاع غزة.عملية استشهاديةفي المقابل، ردّت المقاومة الفلسطينية، باستهداف قوات وجنود الاحتلال، إذ أعلنت كتائب "القسّام" عن عملية نوعية، نفذها أحد عناصرها، موضحة، في بيان، أنه " في عملية أمنية معقدة... تمكن مُجاهد قسامي من الإجهاز على قناص صهيوني ومساعده بعد ظهر اليوم (الجمعة) من مسافة صفر في مخيم جباليا شمال القطاع، وبعد ساعة من الحدث.. تنكر نفس المُجاهد بلباس جنود الاحتلال، واستطاع الوصول لقوة صهيونية مكونة من 6 جنود، وتفجير نفسه بواسطة حزام ناسف في القوة وإيقاعها بين قتيل وجريح".من جهتها، أعلنت "سرايا القدس"، قصف مقر قيادة وسيطرة تابع للاحتلال في محور "نتساريم"، بصاروخ بدر 1 وصواريخ 107.