للأسبوع الثاني على التوالي، تتواصل الاحتفالات بسقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، في المحافظات والمدن السورية، وهي احتفالات يرغب الشعب السوري، من خلالها، بتقديم رسالة للعالم، بأنه حقق انتصاره على "الظلم" بإرادته وصموده، وأن الثورة، لم تكن مجرد حراك، عابر، بل هي مسار استمر لسنوات طويلة تخللها تضحيات كبيرة للوصول إلى الحرية.
وشهدت مدن سورية عدة، اليوم الجمعة، تجمعات حاشدة، بدأت في السويداء، ولم تنتهِ، في مختلف المدن الأخرى، لتتوّج في دمشق التي فاح فيها عبق الحرية ممزوجاً بالياسمين، وبدا واضحاً في وجوه المشاركين، فرحة الانتصار، الذي كان يعدّ إلى الأمس القريب، من سابع المستحيلات.
اليوم الجمعة، كانت العاصمة السورية بصورتها الجديدة، على موعد مع عشرات آلاف السوريين، الذين تداعوا للمشاركة في "مهرجان التحرير". انتهت صلاة الجمعة، وبدأت التجمعات. تظاهرات وهتافات. كان مصير المشاركين بمثلها، قبل أيام، يقود مباشرة إلى سجون مظلمة، خصص القسم الأكبر منها، لاعتقال المعترضين، وأصحاب الرأي، والمطالبين بالحرية، وبالخبز أيضاً، طوال أكثر من 10 سنوات.
بدأت الاحتفالات الدمشقية عصراً، بفعاليات متنوعة بدأت بالتظاهرات الحاشدة، وتواصلت من خلال عروض غنائية وثقافية، استعادت الأهازيج الثورية، التي ألهمت السوريين منذ بدايات الثورة.
وكان لافتاً للانتباه، قيام شبان سوريين بإزالة اسم الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد، عن جدار المسجد الأموي، في خطوة رمزية تعكس نهاية حقبة حكم عائلة الأسد الذي استمر لعقود. وجاء ذلك، بعد ثاني صلاة جمعة، في المسجد، منذ سقوط نظام الرئيس السوري المخلوع، بشار الأسد.
وفي السويداء الواقعة في جنوب سوريا، خرجت حشودٌ في ساحة الكرامة للاحتفال بسقوط نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد. ونظم أهالي المنطقة، فعاليات متنوعة وعروضاً مختلفة، بينها عروض راقصة للأطفال في الساحة، التي كانت شهدت في السابق، تظاهرات حاشدة ومتواصلة، ضد النظام المخلوع، لأكثر من عام ونصف.
رسالة الثورة
ولأن الزمن قد تغير، فإن هناك رسالة للثورة، من خلال مهرجاناتها المختلفة، وأهمها المهرجان الدمشقي، الذي اعتبر منظموه أن احتفالاته، تمثل رسالة للعالم أجمع بأن الشعب السوري حقق انتصاره، بصناعة محلية أساسها الإرادة والصمود، والأبرز هو إخبار العالم بأن الثورة لم تكن مجرد حراك، بل هي مسار استمر لسنوات طويلة تخللها تضحيات كبيرة للوصول إلى هذا اليوم.
وجاءت فعاليات "مهرجان التحرير" في دمشق، واحتفالات السويداء، بعد احتفالات مماثلة، أقيمت خلال الأيام الماضية في عدد من المدن السورية، إذ شهدت ساحة الساعة في مدينة حمص، تظاهرة ضخمة جمعت آلاف المحتفلين، الذين رفعوا أعلام الثورة ورددوا شعاراتها.
كما شهدت ساحة العاصي في حماة يوم أمس الخميس، أجواء احتفالية مماثلة، فقد استعاد المحتفلون ذكريات الأيام الأولى للثورة بأهازيج وهتافات مثل "حرية للأبد، غصباً عنك يا أسد".
حوار وطني موسع
وعلى وقع احتفالات الانتصار، أفادت قناة "الجزيرة"، بأن الإدارة السورية الجديدة تسعى لإطلاق حوار وطني شامل وموسع، حول المرحلة الانتقالية وآلية، إدارة شؤون الدولة في الفترة المقبلة.
ونقلت "الجزيرة"، عن مصادر، أن الإدارة الجديدة، أكملت تحضيراتها للاجتماع، مشيرة إلى أنه سيتم عقده خلال الأيام المقبلة، وستحضره كل الهيئات وممثلون عن الشعب السوري ومكوناته.
وأضافت أن الدعوة للحوار الموسع ستوجه إلى ممثلي التجمعات السياسية والمجتمع المدني والكفاءات العلمية والمستقلين، إلى جانب مشاركة ممثلين عن الفصائل العسكرية للثورة.
ويتزامن ذلك، مع الحراك الدولي والانفتاح تجاه سوريا، والتي كان آخرها الوفد الأميركي الذي وصل إلى دمشق اليوم الجمعة، للقاء القائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع.