عاد الممثل السوري مكسيم خليل إلى سوريا لأول مرة منذ اندلاع الثورة السورية العام 2011، في حدث استحوذ على اهتمام واسع على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام. وجاءت العودة مصحوبة بمشاعر متباينة من الفرح والترقب لما قد يحمله المستقبل.
وانتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي صور ومقاطع فيديو توثق لحظة وصول خليل إلى سوريا، حيث تم استقباله بعراضة شامية تقليدية وإطلاق للألعاب النارية، بحسب تقرير مصور نشره " تلفزيون سوريا"، علماً أن الممثل الذي نال شهرة عربية واسعة، كان من أبرز الفنانين المعارضين لنظام الأسد منذ العام 2011.
وفور وصوله، أجرى خليل جولة في مدينة جوبر، إحدى المناطق التي تعرضت لحصار وقصف مكثف من قبل قوات النظام السوري خلال سنوات الحرب. وأكد خليل في تصريحات صحافية أنه نذر قراءة الفاتحة وزيارة هذه المناطق التي تحمل رمزية كبيرة للثورة والمعاناة التي تعرض لها السوريون.كما التقى خليل بعائلة الشهيد غياث مطر في داريا، أحد أُوَل شهداء الثورة السورية، وأعرب عن حزنه العميق لما رآه من دمار في المناطق التي زارها، قائلاً: "داخل كل منزل معتقل أو شهيد أو مغيب أو مهجر، وكلهم دفعوا أثمان ضريبة الحرية التي طالبوا بها".واحتفت مواقع التواصل الاجتماعي بخبر عودة الفنان، ونشر ناشطون صوراً ومقاطع فيديو وهو محمول على الأكتاف، مع عبارة سيطرت على التعليقات وهي: "لقد عدت أيها الجنرال"، في إشارة إلى مسلسل "ابتسم أيها الجنرال" الذي أدى فيه مكسيم دور البطولة، وتحدث عن عائلة دكتاتورية تحاكي عائلة الأسد في سوريا.ونشرت صفحة "الست جاكلين" السياسية الساخرة صورة للفنان مع عبارة "قلو رجعت يا حبيب.. قلو رجعت يا غالي"، في إشارة إلى عبارة قالها الفنان في المسلسل الكوميدي الشهير "هومي هون"، ولعب فيها دور ابن أحد المسؤولين في عهد نظام الأسد، وذكر معلقون عبارات مثل: "ما لازم ربي البلد متل ما رباني البابا"، وهي عبارة ذات دلالة للسطوة السياسية والعسكرية لأبناء المسؤولين أيضاً، كان خليل يكررها في السلسلة الكوميدية التي تم إنتاجها العام 2004.ومنذ اندلاع الثورة السورية، اتخذ خليل موقفاً صريحاً ومعارضاً للنظام السوري، ما عرضه وعائلته لتهديدات مباشرة. وفي مقابلة مع شبكة "سي إن إن" العام 2021، كشف خليل عن تلقيه تهديدات متكررة من موالين للنظام، بدأت بتهديدات مبطنة وتحولت إلى تهديدات مباشرة، شملت اعتراضه على الحدود وتهديده بالسلاح أثناء عودته من تصوير مسلسل في لبنان، كما استهدفت التهديدات أطفاله بتفاصيل دقيقة عن حياتهم اليومية.وفي العام 2015، أصدر النظام مذكرتي اعتقال بحق خليل وزوجته الفنانة سوسن أرشيد، صادرتين عن "المخابرات العامة" و"الأمن السياسي" نتيجة لمواقفهما الداعمة للثورة، ما اضطر الزوجين إلى مغادرة سوريا حفاظاً على سلامتهما، كما تم فصلهما من نقابة الفنانين، وتعرضا لخطاب تخويني من قبل الإعلام الرسمي طوال سنوات.وخلال سنوات معارضته، رفض خليل المشاركة في الأعمال الدرامية المنتجة تحت إشراف النظام، مشيراً إلى أن الدراما السورية بحاجة إلى تطوير شامل، وأكد أن استمرار تقديم الأفكار نفسها من دون تغيير يعكس حالة من الجمود التي كان يرفضها.