نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم الجمعة والليلة الماضية، قصفاً متفرقاً على عدة مناطق في قطاع غزة، ونسفت مباني سكنية في جباليا، وذلك بعد يوم شهد مجازر أسفرت عن استشهاد أكثر من 50 فلسطينياً. وفي أحدث التطورات، نفذ الطيران الحربي الإسرائيلي فجر اليوم غارة على منزل في حي الشيخ رضوان شمالي مدينة غزة.استهداف مراكز الإيواءوكان الدفاع المدني في غزة قال إن ثلاثين فلسطينياً على الأقل استشهدوا الخميس في القصف الإسرائيلي على القطاع، بينما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه استهدف عناصر من حركة حماس في إحدى هذه الغارات.وأكد المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل لوكالة "فرانس برس" استشهاد ثلاثين شخصاً على الأقل، مشيراً إلى "انتشال 13 شهيداً على الأقل، بينهم أطفال ونساء، جراء استهداف الاحتلال مدرسة شعبان الريس ومدرسة الكرامة في حي الدرج شرق مدينة غزة".وأعلن عن نقل 30 جريحاً "والعدد مرشح للزيادة"، مع الإشارة إلى أن "المدارس مكتظة بالنازحين والاحتلال لا يتوقف عن سياسة استهداف النازحين ومراكز الإيواء".كما كشف عن "انتشال 4 شهداء في قصف من طائرات الاحتلال استهدف منزلاً في نفس الحي" شرق مدينة غزة.وفي غرب مدينة غزة، قتل 13 شخصاً آخر في قصف الطائرات الإسرائيلية لمجموعة من المواطنين وهم يقومون بتعبئة المياه في مخيم الشاطئ، بحسب المصدر عينه.وقال الجيش الإسرائيلي في بيان من جانبه إنه "نفذ ضربة دقيقة على إرهابيين" كانوا يعملون في المدرستين في حي الدرج.وفجر اليوم الجمعة، قصفت المدفعية الإسرائيلية بيت لاهيا، وبالتزامن، نسفت قوات الاحتلال المزيد من المباني السكنية في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة.طعن ضابطفي المقابل، أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، الخميس، عن عملية طعن نفذها أحد عناصرها بحق ضابط وثلاثة من جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي واغتنام أسلحهتم في شمال قطاع غزة.وقالت الكتائب في تصريح: "تمكن أحد مجاهدي القسام، صباح اليوم (الخميس)، من طعن ضابط صهيوني وثلاثة جنود من نقطة الصفر والإجهاز عليهم واغتنام أسلحتهم الشخصية في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة". كما أعلنت الكتائب استهداف موقع "ماجين" العسكري بطائرة "الزواري" الانتحارية.إبادة جماعيةوفي سياق متصل، أعربت الولايات المتحدة عن معارضتها لخلاصات تقرير أصدرته منظمة "هيومن رايتس ووتش"، اتهمت فيه إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في قطاع غزة من خلال حرمان السكان من المياه النظيفة.وقالت وزارة الخارجية الأميركية، أمس الخميس، إن واشنطن لا تتفق مع اتهام المنظمة لإسرائيل بارتكاب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في القطاع، لكنها قالت إن أميركا "تواصل الضغط" على إسرائيل بشأن هذه القضية.وقال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيدانت باتل "عند تحديد ما إذا كانت إبادة جماعية قد حصلت، يكون المعيار القانوني مرتفعاً بشكل فائق، لذا نحن نعارض خلاصات هذه الفرضية". وأوضح أن ذلك "لا يخفي واقع حدوث أزمة إنسانية كارثية في غزة".وقالت هيومن رايتس ووتش، أمس الخميس، إن إسرائيل قتلت آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة من خلال حرمانهم من المياه النظيفة، وأوضحت أن ذلك يرقى من الناحية القانونية إلى عمل من أعمال الإبادة الجماعية.البقاء في غزةمن جهة أخرى، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن إسرائيل حققت هدفها الأساسي بتدمير حماس، ومن مصلحتها أن تجد طريقة للخروج من قطاع غزة، كما دعت ألمانيا وبريطانيا لوقف إطلاق النار في القطاع.وأكد بلينكن أن بلاده ترفض احتلال إسرائيل لغزة، لأنه سيشجع من تبقى من حماس على الاستمرار في القتال حسب قوله.وشدد الوزير الأميركي من ناحية أخرى على أن بقاء الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة إلى أجل غير مسمى لا يصب في مصلحة إسرائيل. وقال إنه إذا قرر الإسرائيليون البقاء في القطاع "فسيتعين عليهم مواجهة تمرد لسنوات عديدة، وهذا أمر ليس في مصلحتهم".