سؤالان رئيسيان، من بين أسئلة عديدة، طُرحا في السّاعات الـ48 الماضية، بعدما أعلنت كتلة اللقاء الديمقراطي في لقاء عاجل لها يوم أول من أمس “تأييدها لانتخاب قائد الجيش العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية”؛ السّؤال الأول هل أنّ الرئيس السّابق للحزب التقدمي الإشتراكي واللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط، الذي حرص على حضور لقاء الكتلة لإعطاء موقفها دفعاً وقوة، وصلته “كلمة السّر” الخارجية بضرورة إنتخاب العماد عون رئيساً ثم قام بإبلاغها من يعنيهم الأمر بالداخل بشكل مباشر أو غير مباشر؛ والسّؤال الثاني مزدوج التوجّه: أولاً لجهة معرفة إذا كانت جلسة الإنتخاب في دورتها الثانية سوف تُعقد ولن يتم تطييرها، وثانياً حول ما هية عدد الأصوات التي يحتمل أن ينالها عون، سواء إنتخب رئيساً أم لا، في جلسة 9 كانون الثاني المرتقبة؟
هذه الأسئلة وغيرها طُرحت ولبنان على بعد 20 يوماً من جلسة الإنتخاب المرتقبة، حيث تشهد السّاحة الدّاخلية سباقاً محموماً بين التفاؤل بانتخاب رئيس جديد يُنهي الفراغ الرئاسي الذي مضى عليه أكثر من سنتين وشهرين، وبين التشاؤم بأن لا تختلف الجلسة المقبلة التي تحمل الرقم 13، عن الجلسات الـ12 السّابقة التي كان مصيرها الفشل.
هناك إحتمال أن يكون جنبلاط قد وصلته كلمة السّر قبل غيره، والتقطها بـ”أنتيناته” التي يشتهر بها، وهناك إحتمال يحتاج إلى ترجمة فعلية وهو تأييد كتل ونواب لانتخاب عون وتشكيلهم أكثرية وهذا أمر قد يتضح في الأيّام المقبلة، وهي أيّام ستكشف أيضاً مواقف كتل ونوّاب لم يحسموا أمرهم بعد، وستكسر غموضا قد يستمر حتى السّاعات الأخيرة التي تسبق جلسة الإنتخاب.
باستثناء كتلة اللقاء الديمقراطي وبعض النوّاب المستقلين ونوّاب التغيير لم تعلن أيّ كتلة نيابية أو سائر النوّاب تأييدهم إنتخاب عون، وإنْ كانوا يؤيّدون ذلك ضمناً أو أنّهم لا يعارضونه، بانتظار أن تكشف الأيّام الـ20 المتبقية مواقفهم النهائية من هذا الخيار الرئاسي.
معارضو إنتخاب عون لم يتأخرّوا في الردّ. فرئيس التيّار الوطني الحرّ النائب جبران باسيل المعروف عنه معارضته الشّرسة لانتخاب عون ردّ سريعاً على جنبلاط، معتبراً أنّ الزعيم الدرزي “مش هو يلّي بيرشّح عن المسيحيين”، ما أعطى إشارة واضحة عن أنّ باسيل وتيّاره البرتقالي، الذين ليس لديهم مرشّحاً معلناً حتى الآن، لن يتأخّروا في تطيير نصاب جلسة 9 كانون الثاني إذا استطاعوا مع اخرين، وقطع الطريق على عون بالوصول إلى قصر بعبدا.
أمّا بقية الكتل الرئيسية فاكتفت حتى الآن بالصّمت، أو عدم إعلانها عن موقفها نتيجة حسابات سياسية خاصة بها، مثل كتل القوّات اللبنانية وحزب الكتائب والنوّاب السنّة، ونوّاب مستقلين من المعارضة، وهو ما تُرجم في إبقائهم موقفهم مضمراً خلال لقائهم أوّل من أمس في بكفيا، حيث أعلنوا بوضوح أنّهم لم يرشّحوا أحداً لأنّهم في مرحلة البحث والتشاور، وأنّ قائد الجيش من بين الأسماء التي يتناقشون بها.
أمّا فريق السّلطة، وتحديداً الثنائي الشّيعي وحلفائه، فقد وضعهم رئيس تيّار المردة سليمان فرنجية في موقف حرج، عندما أعلن أوّل من أمس أنّه مستمر بالترشّح، بمقابل أنّه “منفتح على أيّ إسم يتلاءم مع المرحلة”، ما يعني أنّه وضع حلفاءه بين خيارين: إمّا أن يكون رئيساً أو أن يكون صانع الرئيس، مع أنّه أكّد أنّه لن يختلف مع أصدقائه لأنّه “ليست لدينا رفاهية الإختلاف” على حدّ قوله.
The post على مسافة 20 يوماً من جلسة 9 كانون الثاني.. الغموض سيّد الموقف!.. عبدالكافي الصمد appeared first on .