حدثان هامان سيطرا على المشهد الرئاسي اللبناني، الأول، كسر كتلة اللقاء الديمقراطي الصمت وإعلانها تأييد ترشيح قائد الجيش العماد جوزيف عون لرئاسة الجمهورية، والثاني، موقف رئيس تيار المرده سليمان فرنجية الذي أكد من خلاله أنه لن ينسحب من المعركة الانتخابية إلا “لمرشح على قدر المرحلة والموقع”، وفي ذلك إشارة واضحة منه الى العماد عون.
قلبَ موقف اللقاء الديمقراطي الطاولة على أكثرية الكتل النيابية، واضعا إياها أمام حتمية التسمية والتخلي عن مناورات المواصفات، وفاتحا الباب لمن يرغب منها للدخول الى الاطار الداعم لقائد الجيش، في حين قطع موقف فرنجية الطريق على كثير من الطامحين الذين يقود ترشيحهم عدد القيادات السياسية، واصفا إياهم بأنهم لا يملكون الحيثية، ومشددا على أننا “لا نريد رئيسا على قدر الكرسي، ولا نريد رئيسا لإعطاء حقيبة وزارية هنا أو مقعدا نيابيا هناك أو مديرا عاما هنالك، بل نريد رئيسا لبناء البلد”.
شكل موقفا اللقاء الديمقراطي وفرنجية أرضية صلبة لقائد الجيش العماد جوزيف عون الذي لن يكون تسويقه كمرشح رئاسي صعبا، كونه يقف على مسافة واحدة من كل التيارات السياسية، وهو سبق ونجح في إستحقاقات كثيرة، أبرزها الحفاظ على هيكيلية الجيش ووحدته وعقيدته خلال أزمة الإنهيار المالي، وهذا الأمر يسجل له وطنيا وعربيا ودوليا، لأن إنهيار الجيش في تلك المرحلة كان من شأنه أن يودي بالبلاد والعباد الى الهاوية بعد الارتطام الكبير.
لا شك في أن الموقف المتوتر لرئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل من خطوة اللقاء الديمقراطي أكدت إستشعاره خطرا حقيقيا من إمكانية وصول العماد عون الى سدة الرئاسة، وهو العارف أنه بات يشكل مطلبا دوليا ويتمتع بغطاء وطني داخليا من المفترض أن تتكشف معالمه قريبا، لذلك، ذهب بإتجاه الاثارة الطائفية عبر مصادره في رفض “أن يسمي وليد جنبلاط مرشح المسيحيين، وإعتبار ذلك هنري حلو ثانٍ”.
ما قالته مصادر باسيل وإعتبره البعض كلاما عنصريا ومحاولة لإحتكار الموقع الوطني لرئاسة الجمهورية لفئة معينة، إستدعى ردا عنيفا من النائب السابق هنري حلو الذي إعتبر في تغريدة له أن “المهم في الرئيس المقبل كائنا من كان أن لا يكون ميشال عون ثانٍ”.
بات مؤكدا أن باسيل يرفض رفضا قاطعا السير بترشيح قائد الجيش، وهو الذي بذل جهودا مضنية على مدار سنتين لقطع الطريق عليه وعلى سليمان فرنجية على حد سواء، فإذا بالأول يتحول الى مرشح أكثر من جدي وينتظر مواقف التأييد، أما الثاني فوضع إنسحابه شرطا لدعم ترشيحه.
هذا الواقع، سيدفع باسيل الى التفتيش عن خيارات يستطيع من خلالها تعطيل أو عرقلة وصول العماد عون الى سدة الرئاسة في جلسة 9 كانون الثاني، ومن بين هذه الخيارات:
أولا: أن يستمر رئيس التيار البرتقالي بالتفاهم مع رئيس مجلس النواب نبيه بري على دعم ترشيح العميد جورج خوري أو العميد إلياس البيسري، والسعي لتأمين مروحة من الأصوات لأي منهما لمواجهة ترشيح قائد الجيش.
ثانيا: أن يرد باسيل “الإجر” الى سمير جعجع ويسير في ترشيحه حيث سبق وطلب الأخير منه أن يرد الجميل على دعم القوات للعماد ميشال عون في الوصول الى قصر بعبدا في العام 2016، وهو أمر من شأنه إعادة خلط الأوراق من جديد.
ثالثا: أن يعود باسيل الى رشده السياسي فيستأنف التحالف مع حزب الله ويتوافقان على دعم فرنجية.
رابعا: أن يتعرض باسيل لضغوط دولية كبرى تجبره على حضور الجلسة الرئاسية من دون التصويت لعون.
يبدو الخيار الأول هو الأقرب الى الواقعية، لكن النكاية السياسية قد تفعل فعلها خلال الأسبوعين المقبلين، وفي كل الأحوال يبدو أن جلسة التاسع من كانون الثاني لن تنتج رئيسا إلا في حال توافقت الأكثرية على قائد الجيش.
البنتاغون: هناك 2000 جندي أميركي في سوريا
سباق رئاسي مع الوقت!.. ديانا غسطين
على مسافة 20 يوماً من جلسة 9 كانون الثاني.. الغموض سيّد الموقف!.. عبدالكافي الصمد
The post بعد موقف جنبلاط وكلام فرنجية.. ما هي خيارات باسيل؟!.. غسان ريفي appeared first on .
اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار
طباعة المقال
ارسل إلى صديق
اضافة إلى المفضلة
حفظ الموضوع