قال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إنّ “لبنان اليوم يُعوّل كثيراً عليكم للوقوف إلى جانبه لتخطّي المصاعب التي تُواجهه”.
وأشار ميقاتي في أعمال القمة الـ11 لـ”منظمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي، إلى أنّ “العدوان الإسرائيليّ أعاد الكثير من القطاعات سنوات إلى الوراء”. وسأل: “هل يستقيم الحديث عن التنمية ونحن نشهد انتهاكاً لحرمة سيادتنا يوميّاً؟”
وأضاف: “بلغ عدد القتلى ما يزيد عن 4000 شهيد بينهم 290 طفلاً و790 إمرأة وأكثر من 14 ألف جريح”. وقال: “بحسب تقديرات البنك الدولي فان كلفة اعادة الاعمار تحتاج الى ما لا يقل عن خمسة مليارات دولار منها ملياران ومئة مليون دولار لاعمار وتأهيل اكثر من 100 الف منزل ووحدة سكنية تدمروا بفعل العدوان، وكذلك اعادة تأهيل المنشآت الحيوية مثل محطات ضخ المياه والمستشفيات والمدارس وابراج الاتصالات”.
وأكّد ميقاتي أنّ “لا تنمية من دون عدالة”، وقال: “نُعوّل على مؤتمركم اليوم لدعم لبنان على تخطي محنته ومساندته في مسيرة اعادة البناء وتحفيز مسار التنمية المستدامة”.
وتابع: “نُؤكّد التزامنا الثابت بالقرارات الدولية ولا سيما الـ1701”.
كلمة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي
فخامة الرئيس
بداية اريد ان اهنئكم على هذه التحفة الفنية التي تحتضن هذا المؤتمر وادعو الله العزيز القدير ان يجعل هذه الواحة واحة خير واستقرار وازدهار لمصر الحبيبة.
أيها الحفل الكريم
آت اليوم من بيروت، تلك العاصمة الصامدة، عاصمة كل العرب، العاصمة التي تعاني بصبر وايمان بأن المستقبل سيكون أفضل. ولولا جهود جميع الأشقاء والاصدقاء، ومحبة الشعوب العربية والاسلامية قاطبة، لما استطاع لبنان مواجهة التحديات الكبرى.وهو اليوم يعوّل كثيرا على وقوفكم إلى جانبه في محنته المستجدة ، لكي يستطيع أن ينهض من جديد ويتخطى المصاعب الكبيرة التي تواجهه، بدءا بمعالجة تداعيات العدوان الاسرائيلي الاخير.
أيها الحفل الكريم
جئتكم اليوم من بلدي لبنان برسالة أمل بأننا كنا وسنبقى شركاء فاعلين في كل اللقاءات التي تجمع دول العالم للبحث في الهموم المشتركة والسعي لحل الازمات المتراكمة. لكن هل يستقيم الحديث عن التعاون الاقتصادي ، فيما يستمر العدوان الاسرائيلي على لبنان وسوريا وغزة، حاصدا الشهداء والجرحى والدمار غير المسبوق في كل القطاعات.
هل يستقيم الحديث عن التنمية ونحن نشهد كل يوم انتهاكا جديدا لحرمة ارضنا وسيادتها؟
ان المدخل الحقيقي لولوج باب التنمية يبدأ باحترام الشرعية الدولية وتطبيق القوانين والمعاهدات والقرارات ذات الصلة بدءا من القانون الدولي الانساني والضغط على اسرائيل التي تواظب على عدوانها التدميري الذي لم يوقف عجلة التنمية في لبنان فحسب، بل اعاد الكثير من القطاعات سنوات طويلة الى الوراء.
بلغ عدد القتلى خلال الفترة الماضية في لبنان ما يزيد على 4 الاف شهيد، بينهم 290 طفلا و790 امرأة و241 من العاملين في القطاع الصحي والاسعاف واكثر من 14 الف جريح.كما تسبب العدوان بتهجير اكثر من مليون نسمة خلال ساعات من منازلهم.
وبحسب تقديرات البنك الدولي فان كلفة اعادة الاعمار تحتاج الى ما لا يقل عن خمسة مليارات دولار منها ملياران ومئة مليون دولار لاعمار وتأهيل اكثر من ١٠٠ الف منزل ووحدة سكنية تدمروا بفعل العدوان، وكذلك اعادة تأهيل المنشآت الحيوية مثل محطات ضخ المياه والمستشفيات والمدارس وابراج الاتصالات.
والان وقد بدأنا بعملية مسح الاضرار، نقدر كلفة الحرب على الاقتصاد والبيئة والزراعة اعلى بكثير حيث ادى العدوان الى حرق آلاف الهكتارات من الاراضي الزراعية والحرجية،وتدمير سبل العيش لمئات الالاف من اللبنانيين وتهجيرهم من قراهم ومدنهم مخلفا اكبر حالة تهجير في تاريخ لبنان.
ان سبل التنمية لا تستوِ الا بوقف الحروب المدمرة وانسحاب الجيوش المحتلة وتحقيق العدالة للشعوب وتحديد مصيرها واكتساب استقلالها وبسط سيادتها على كامل اراضيها. فلا تنمية من دون عدالة.
ان التنمية ايضا هي فعل تعاون وعمل مشترك، لذلك نعول على مؤتمركم اليوم لدعم لبنان على تخطي محنته ومساندته في مسيرة اعادة البناء وتحفيز مسار التنمية المستدامة.
ومن جهتنا نؤكد موقفنا الثابت بالالتزام بالقرارات الدولية لا سيما القرار 1701.
السيد الرئيس
ختاما لا بد لي من التذكير بالموقف الثابت الذي عبّرتم عنه خلال العدوان الاسرئيلي حيث قلتم لي شخصيا”مصر تدعم لبنان بالكامل وتقف الى جانبه في هذه الظروف الدقيقة، وترفض المساس بأمنه أو استقراره أو سيادته ووحدة أراضيه”.
وهذا الموقف يحفظ للتاريخ في سجل العلاقات الاخوية الصادقة بين مصر ولبنان وشعبي البلدين .
شكرا السيد الرئيس