في الوقت الذي يواصل فيه، جيش الاحتلال الإسرائيلي، ارتكاب المجازر في قطاع غزة، والذي ذهب ضحيتها اليوم الخميس، عشرات الشهداء والجرحى، اتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية، إسرائيل بارتكاب "اعمال إبادة جماعية"، في إطار حربها المستمرة على القطاع، منذ 440 يوماً.
وفي تقرير جديد، ركّز على المياه، اتهمت المنظمة، إسرائيل بـ"الإبادة الجماعية"، مطالبة بفرض عقوبات عليها، والتوقف عن إمدادها بالسلاح.
وأوضح التقرير أن "السلطات الإسرائيلية، فرضت على السكان الفلسطينيين عمداً، ظروفاً معيشية مصممة لتدمير جزء من السكان، وذلك عبر تعمّد حرمان، المدنيين الفلسطينيين هناك من الوصول إلى المياه بشكل كاف"، مشيراً إلى ان "هذه القيود أدت، على الأرجح، إلى آلاف الوفيات، ومن المحتمل استمرار التسبب بالوفيات".
وشدد التقرير، على أنّ هذه الأفعال تشكّل جريمة حرب متمثلة بـ"الإبادة" وبـ "أفعال إبادة جماعية"، لافتاً النظر إلى "وجود قصد للإبادة الجماعية من هذه السياسة"، كان عبّر عنها مسؤولون إسرائيليون، منهم وزير الدفاع السابق يوآف غالانت.
وذكر التقرير أنه "منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023، عمدت السلطات الإسرائيلية إلى عرقلة وصول الفلسطينيين إلى الكمية الكافية من المياه اللازمة للبقاء على قيد الحياة في قطاع غزة".
واستند التقرير الجديد لـ "هيومن رايتس"، والذي استغرق إعداده عاماً كاملاً إلى مقابلات مع عشرات من سكان القطاع وموظفين في منشآت المياه والصرف الصحي، ومسعفين، وعمال إغاثة، بالإضافة إلى صور بالأقمار الاصطناعية، وبيانات، وتحليل للصور والفيديوهات.
وفيما تحدث أطباء عن أن العديد من مرضاهم توفوا بسبب أمراض وعدوى يمكن الوقاية منها. قالت إحدى الممرضات إنها اضطرت إلى اتخاذ قرار "بعدم إنعاش الأطفال الذين كانوا يعانون من سوء تغذية وجفاف شديد".
مطالبات للمجتمع الدولي
وطالبت هيومن رايتس المجتمع الدولي بـ "اتخاذ كل الخطوات الممكنة لمنع المزيد من الأذى"، داعية الحكومات التي تسلّح إسرائيل إلى "وضع حد لخطر التواطؤ في الجرائم الفظيعة في غزة، واتخاذ إجراءات فورية لحماية المدنيين بحظر الأسلحة والعقوبات الموجهة ودعم العدالة".
وعلقت وزارة الخارجية الإسرائيلية، على التقرير، مدعية أنه "افتراء"، الهدف منه تعزيز المنظمة لدعايتها المناهضة لإسرائيل، وقالت إن "هذا التقرير مليء بالأكاذيب المروعة، حتى عند مقارنته بمعايير هيومن رايتس ووتش غير الدقيقة فعلا".
يذكر أن منظمة العفو الدولية، اتهمت في بداية الشهر الحالي، إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في القطاع.
غارات وعشرات الشهداء والجرحى
في غضون ذلك، واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، اعتداءاته على قطاع غزة، فشنت الطائرات الحربية، سلسلة غارات أسفرت عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى معظمهم من الأطفال والنساء.
واستهدفت غارة، منزلا في جباليا البلد شمال القطاع، ونتج عنها استشهاد 10 مدنيين جلهم من الأطفال، ومنزلا آخر، كان يأوي العشرات من النازحين، أسفر عن استشهاد 6 مدنيين، وسبق ذلك استشهاد 6 مدنيين في غارة على منزل في عزبة بيت حانون.
وقصفت المدفعية الإسرائيلية بلدتي خزاعة والفخاري شرق خانيونس، فيما نسفت الدبابات منازل سكنية جنوب منطقة المصلّبة في حي الزيتون في مدينة غزة، كما استهدفت المدفعية منطقتي حي الصفطاوي وجباليا النزلة.
المقاومة ترد
ورداً على الاعتداءات المتواصلة، أعلنت المقاومة الفلسطينية عن عمليات نوعية جديدة، ضد القوات الإسرائيلية، مؤكدة أنها أسفرت عن قتلى وجرحى من الجنود الإسرائيليين.
وأعلنت كتائب "القسام"، عن تنفيذ ست عمليات استهدفت تجمعات ومواقع وآليات للجيش الإسرائيلي، واستهداف موقع قيادة وسيطرة للقوات الإسرائيلية في محور "نتساريم" بصواريخ "107"، فيما تمكّن عناصرها من قنص جندي إسرائيلي وإصابته إصابة مباشرة في منطقة "التوام" شمال مدينة غزة. كما استهدف عناصرها أيضاً، قوّة إسرائيلية تحصنت داخل أحد المنازل بقذيفة "تي بي جي"، قرب دوار أبو شرخ غرب جباليا شمالي قطاع غزة.