أثارت تصريحات المرشد الإيراني علي خامنئي حول المرأة موجة من السخرية في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث انتقد مغردون التناقض بين تصريحاته التي تتحدث عن حقوق النساء مقابل الممارسات الفعلية في إيران تجاه حقوق المرأة.وجاءت ردود الفعل بعد سلسلة من التغريدات نشرها خامنئي تناولت موضوع المرأة في السياقات الأخلاقية والاجتماعية. ففي إحدى تغريداته، قال: "الانحلال الأخلاقي المنتشر في الغرب اليوم هو من نتاج العصر الحديث. عندما يقرأ الإنسان الكتب المتعلقة بالقرنين الثامن عشر والتاسع عشر ويرى وصف المرأة الأوروبية، يجد أن هناك العديد من الضوابط والاعتبارات التي كانت موجودة في ذلك الوقت، لم تعد موجودة اليوم بين الغربيين، مثل الحجاب".
الانحلال الأخلاقي المنتشر في الغرب اليوم هو من نتاج العصر الحديث. عندما يقرأ الإنسان الكتب المتعلقة بالقرنين الثامن عشر والتاسع عشر ويرى وصف #المرأة الأوروبية، يجد أن هناك العديد من الضوابط والاعتبارات التي كانت موجودة في ذلك الوقت، لم تعد موجودة اليوم بين الغربيين، مثل الحجاب.
— الإمام الخامنئي (@ar_khamenei) December 18, 2024
هذه التغريدة تحديداً، قوبلت بانتقادات واسعة، حيث أشار مغردون إلى أن إيران نفسها تفرض الحجاب الإجباري على النساء وتواجه احتجاجات متواصلة بسبب ذلك من قبل نسائها اللواتي يتقن إلى الحرية، فيما تحدث آخرون عن التطور الغربي على الصعيد السياسي والقانوني ما أفضى إلى المساواة بين الجنسين في كثير من الأصعدة، بدل النظر إلى المرأة على أنها أقل من الرجال.
هيدا الخطاب صار مثير للغثيان... زعامة مبنية على الخرافة وتحكم بعقل متحجر ويريد أن يحاضر فينا عن "المرأة" ومكانتها و"عبيرها" و"نضارتها".. حلوا عن المرأة وحاج تتعاملوا معها على أنها مشكلة بدها حل أو بدها صيانة.. المشكلة هو انت واللي متلك وعقلك الرجعي اللي سبب بلاء نساء إيران… https://t.co/ZYaYz29W6q
— ديانا مقلد Diana Moukalled (@dianamoukalled) December 18, 2024
وفي تغريدة أخرى، قال خامنئي: "المرأة ريحانة وليست بقهرمانة. يجب النظر إلى المرأة داخل البيت كزهرة. ينبغي العناية بالزهرة، والحفاظ على نضارتها، والاستفادة من عبيرها الذي يعطّر الأجواء"، وهي اوصاف شاعرية لا تقلل من مدى كونها مهينة للمرأة التي تحتاج إلى الرعاية الذكورية ضمن المنزل تحديداً، فيما أطلق الناشطون على خامئني لقب "النسوي الجديد" استهزاء بما يكتبه في الأيام القليلة الماضية.
"المَرأَةُ رَيْحَانَةٌ وَلَيسَت بِقَهرَمَانَةٍ". يجب النظر إلى #المرأة داخل البيت كزهرة. ينبغي العناية بالزهرة، والحفاظ على نضارتها، والاستفادة من عبيرها الذي يُعطّر الأجواء.
— الإمام الخامنئي (@ar_khamenei) December 18, 2024
من جهة أخرى، حاول خامنئي التأكيد على المساواة بين الجنسين قائلاً: "لا فرق بين المرأة والرجل في بلوغ الحياة الطيبة، وهي غاية خلق الإنسان، ولا فضيلة لأحدهما على الآخر". إلا أنه أضاف في تغريدة لاحقة: "تختلف الأدوار بين المرأة والرجل داخل الأسرة. هذه الاختلافات لا تعني تفوق أحد على الآخر. فمثلاً، يتحمل الرجل عادةً مسؤولية الإنفاق على الأسرة، في حين تتحمل المرأة مسؤولية الإنجاب". هذا التناقض الظاهر في حديثه عن المساواة أثار موجة من الانتقادات بشأن الحياة المعاصرة والأدوار الجندرية والتنميط الاجتماعي، وحقيقة أن المرأة ليست مجرد أداة للتناسل والتكاثر، مثلما يصر رجال الدين.
رغم الاختلافات الجسدية الظاهرة بين الرجل والمرأة - كفارق الطول وخشونة الصوت -، إلا أن القدرات العقلية والروحية متساوية بين الجنسين، وكلاهما يمتلك إمكانات لا حدود لها.
— الإمام الخامنئي (@ar_khamenei) December 18, 2024
وفي تناوله لوضع المرأة في الغرب، صرّح خامنئي: "قبل نحو قرن في أوروبا، طرحوا فكرة أن تتمتع المرأة بالاستقلال المالي والحرية. كان ظاهر الأمر جيداً، لكن ما هو باطنه؟ كانت مصانعهم بحاجة إلى عمال، فكانوا يريدون جلب النساء للعمل بأجور أقل من الرجال". لاقت هذه التغريدة أيضاً تعجباً وسخرية، حيث اعتبرها المغردون تقليلاً من شأن التقدم الذي حققته المرأة في الغرب مشيرين إلى أن المرأة في أوروبا والعديد من دول العالم الغربي تشغل مواقع قيادية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وتتمتع بحقوق متساوية مع الرجل وفق قوانين وتشريعات تدعم المساواة بين الجنسين.وأضاف المنتقدون أن تصوير المرأة كوسيلة اقتصادية فحسب يتجاهل الإنجازات البارزة التي حققتها في الغرب، حيث قادت دولاً وشركات كبرى، وأسهمت في صنع القرارات الدولية. وتساءل البعض عن مفارقة نقد خامنئي لأوضاع المرأة في الخارج، في حين أن المرأة في إيران تواجه قيوداً صارمة على حريتها الشخصية والمهنية.
شو صاير معو نازل فينا المرأة والمرأة؟ https://t.co/1DYMXxWiZl
— المارشال (@We7deWataniye) December 18, 2024
في سياق منفصل، قالت وسائل إعلام إيرانية أن البرلمان الإيراني طلب رسمياً إجراء تعديل على مشروع قانون مثير للجدل بشأن إلزامية ارتداء الحجاب، حسبما نقلت وكالة "فرانس برس".ونقلت وكالة أنباء الطلبة "إسنا" عن نائب الرئيس الإيراني للشؤون البرلمانية شهرام دابيري قوله: "طلبنا عدم رفع قانون العفة والحجاب إلى الحكومة" بصيغته الحالية، مضيفاً أن "رئيس مجلس الشورى طلب تعديل مشروع القانون" من دون تحديد طبيعة التعديلات المطلوبة.وكان الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أعرب مطلع شهر كانون الأول/ديسمبر الجاري عن تحفظه حيال جدوى قانون جديد يقضي بتشديد العقوبة على النساء غير المحجبات، علماً انه منذ قيام الثورة الإسلامية العام 1979، أصبح لزاماً على النساء في إيران وضع الحجاب في الأماكن العامة، لكن مزيداً من النساء أصبحن يخرجن الآن من دون حجاب، خصوصاً بعد مقتل الشابة مهسا أميني على يد الشرطة التي أوقفتها بتهمة انتهاك قواعد اللباس، ما أدى إلى موجة غير مسبوقة من الاحتجاجات في أيلول/سبتمبر 2022.
Community notes