نفى مسؤول في وزارة الدفاع التركية، لوكالة "رويترز"، التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار بين تركيا وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، في شمال شرق سوريا، فيما أصدر أهالي مدينة منبج، بياناً يسلط الضوء على الانتهاكات التي تمارسها الفصائل المعارضة المدعومة من أنقرة.
لا وقف لإطلاق النار
وأكد المسؤول أن "تركيا لم تبرم أي اتفاق مع الميليشيات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة"، مضيفاً أن "التهديدات التي تواجهها أنقرة من شمال سوريا ما زالت مستمرة".
وقال إن تركيا ستواصل استعداداتها العسكرية حتى "تتخلى الميليشيات عن أسلحتها ويغادر المقاتلون الأجانب الأراضي السورية"، بينما شدد على أن الفصائل المعارضة في الجيش الوطني المدعوم من أنقرة، "لديها القدرة على تحرير المناطق التي تحتلها ميليشيات حزب (العمال) الكردستاني ووحدات حماية الشعب"، المدرجة على لوائح الإرهاب لدى تركيا.
ويأتي تصريح المسؤول الدفاعي معاكساً لما أعلنته الولايات المتحدة، عن تمديد الهدنة بين تركيا والفصائل التي تدعمها حتى نهاية الأسبوع، حول منطقة منبج شمال شرق سوريا.
وجاء الإعلان الأميركي الثلاثاء، على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر، والذي قال إن واشنطن توسطت في اتفاق وقف إطلاق نار مبدئي الأسبوع الماضي، لكن سريانه انتهى، مضيفا أن واشنطن ترغب في تمديد وقف إطلاق النار لأطول فترة ممكنة.
وأردف ميلر أن واشنطن "تواصل الانخراط مع قوات سوريا الديمقراطية وتركيا بشأن مسار للمضي قدما"، مشدداً على أنه ليس من مصلحة أي طرف تصاعد الصراع في سوريا.
وفي 8 كانون الأول/ديسمبر، تمكنت الفصائل المعارضة المدعومة من أنقرة، من السيطرة على منطقة منبج، في إطار معركة أطلقت عليها "فجر الحرية"، والتي سيطرت على إثرها قبل ذلك بأيام، على مدينة تل رفعت وقرى الشهباء في منطقة عفرين، شمال حلب، والتي كانت جميعها تخضع لسيطرة المقاتلين الأكراد، وذلك بالتزامن مع معركة "ردع العدوان" التي انتهت بإسقاط نظام الأسد، على يد فصائل إدارة العمليات العسكرية.
وعقب السيطرة على منبج، جرى التوصل إلى هدنة مؤقتة بوساطة أميركية، وذلك بالتزامن مع دفع الفصائل وكذلك الجيش التركي، لقوات عسكرية إلى محيط منطقة عين العرب (كوباني)، والتي تضم آخر معاقل المقاتلين الأكراد في محافظة حلب، إضافة إلى أحياء ضمن المدينة وبعض المناطق في أقصى ريف حلب الشرقي، من جهة محافظة الرقة.
يُشار إلى أن السيطرة على منبج جرت دون عمليات قتال فعلية، وجاءت بعد اتفاق يقضي بانسحاب قوات قسد المتمثلة بـ"مجلس منبج العسكري".
انتهاكات الفصائل
في الأثناء، وجّه أهالي مدينة منبج نداءً، اليوم الخميس، إلى فصائل إدارة العمليات العسكرية في دمشق، للتدخل لوقف الانتهاكات التي تقوم بها الفصائل المدعومة من أنقرة. وأوضحت مصادر "المدن"، أن تلك الانتهاكات أصبحت ممنهجة، وتقودها مجموعات من القوة المشتركة (العمشات والحمزات).
وقال الأهالي في بيان، إن "الفصائل التي دخلت المدينة وادّعت أنها صاحبة فتح وتحرير، تحاول إذلال المواطنين وامتهان كراماتهم من خلال سلوكها القائم على السرقات والنهب والاعتداء على الأملاك العامة والخاصة".
وأضافوا أن "العديد من أفراد تلك الفصائل يستغلون نفوذهم العسكري لاضطهاد المواطنين والسطو على أملاكهم تحت تهديد قوّة السلاح، ولا يردعهم رادع من إطلاق الرصاص على أي مواطن يرفض الانصياع لنزواتهم العدوانية".
وناشدوا "قيادة الدولة الجديدة بإخراج تلك الفصائل التي عاثت فساداً واعتدت على المواطنين وروّعت أطفالهم وشيوخهم ونساءهم"، محذرين من أن "تداعيات هذا الفساد لن تكون محصورة بتلك الفصائل بل ستطال سمعة سواها من قوى الثورة وتعمل على تشويه الجانب الأخلاقي والحضاري الذي جسّدته فصائل عملية (ردع العدوان) أثناء تحريرها لكبرى المدن السورية".