بعدما توغلت دبابات الجيش الإسرائيلي أمس الأربعاء داخل بلدة بني حيان في الجنوب، في خطوة هي الأولى من نوعها منذ بداية الحرب، وقيام الجيش الإسرائيلي بتمشيط واسع للبلدة، حيث أطلق النيران تجاه المنازل، أفادت معلومات اليوم عن بدء انسحاب القوات الإسرائيلية من بني حيان باتجاه مركباً شرقاً.
وكان الجيش الإسرائيلي قد فشل طيلة أيام الحرب في الدخول إلى البلدة، وهو ما يُعد مسألة مهمة لجهة دخول إسرائيل إليها وانسحابها لاحقاً، بعدما واصلت جرافات ودبابات ميركافا وناقلات جند من نوع ناميرا تحركها داخل وعند أطراف بلدة بني حيان الشمالية بعد التوغل إليها أمس، وسط عملية تمشيط واسعة ورمي قنابل على المنازل وهدم بعض منها، مما أدى إلى أضرار في الممتلكات.مسيرات تجسسيةإلى ذلك، أُفيد أنّه، لليوم الثالث على التوالي، تعمل الجرافات الإسرائيلية على تدمير وجرف منازل في الأحياء الداخلية في بلدة الناقورة. كما تم رصد تحرك للدبابات الإسرائيلية عند المدخل الغربي للبلدة قبالة مقر قيادة اليونيفيل. وعليه، أجرت الوحدة الفرنسية في قوات اليونيفيل، دوريات مكثفة داخل الأحياء السكنية والوديان في بلدتي دير سريان والطيبة، وكذلك قامت وحدات من اليونيفيل بالكشف على الأودية الواقعة عند مجرى نهر الليطاني في ظل تحليق للمسيرات التجسسية على علو منخفض في أجواء المنطقة.وكان قد عُقد أمس الاجتماع الثاني للجنة الإشراف على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في بلدة الناقورة، وبحسب المعلومات فإنّ الجيش الإسرائيلي لم يقدّم مهلة واضحة ومحددة للانسحاب الكامل من جنوب لبنان.خروقات إسرائيليةوالجدير ذكره أنّه بحسب التقارير الأمنية والاعلامية التي تحصي الخروقات الإسرائيلية فإنّ عددها بلغ لغاية يوم أمس 253 خرقاً منذ دخول الاتفاق حيز التنفيذ في 27 تشرين الثاني الماضي، سُجل منها 5 البارحة، حيث تقوم القوات الإسرائيلية بنسف ما تبقى من منازل في أحياء قرى وبلدات جنوبية كثيرة.أزمة في الجيش الإسرائيليفي المقابل، تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن أزمة قوة بشرية يعاني منها الجيش الإسرائيلي، كاشفةً أنّ مئات الضباط يتركون الجيش في ذروة الحرب. ونقلت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أنّ القتال الطويل يؤدي إلى تآكل الانضباط العسكري "عندما يكون الجندي في قتال مستمر لمدة شهر أو شهر ونصف في جباليا أو في لبنان فمن الصعب بعض الشيء مطالبته بالوفاء بمعايير الانضباط العسكري". بينما أشارت صحيفة "يسرائيل هيوم" إلى أنّ نحو 500 ضابط برتبة رائد تركوا الجيش الاسرائيلي بملء إرادتهم خلال النصف الأخير من العام الجاري، لافتة إلى ان قيادة الجيش الإسرائيلي تفاجأت من حجم ظاهرة الانسحاب وتقديرات بأنها ستتسع بعد وقف إطلاق النار مع لبنان.وذكرت "يسرائيل هيوم" بأنّ أعداد الضباط المنسحبين من الجيش تعد "مزعزعة في ظل التحديات الأمنية المتفاقمة بإسرائيل"، موضحة بأنّ أسباب كثيرة وراء انسحاب الضباط منها الضغط بسبب استمرار الحرب إضافة إلى مشكلات اقتصادية.
من جهتها، أفادت "القناة 12 الإسرائيلية"، بأن "الجيش الإسرائيلي يعاني من نقص حاد في صفوفه بنحو 7 آلاف مقاتل بسبب الحرب المستمرة".