أعلنت وسائل إعلام كيان الاحتلال عن حال استنفار جوي شرقاً وجنوباً تحسباً لطائرات مسيرة وصواريخ يمينة، بينما قالت مصادر يمنية إن عمليات مشتركة بين اليمن والمقاومة العراقية نحو عمق الكيان وميناء إيلات في طريق الإنجاز، بعدما تناقلت وسائل الإعلام اليمنية والعالمية أنباء عن استهداف يمني بالصواريخ والطائرات المسيّرة لحاملات الطائرات والسفن الحربية الأميركية في البحر الأحمر.
في جنوب لبنان توسّعت رقعة ونوعية الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار، فسجلت عمليات تفجير في عدد من القرى الحدودية طالت منازل ومساجد، بينما توسعت قوات الاحتلال نحو بلدة بني حيان التي لم تدخلها خلال الحرب، وكانت ذروة التصعيد في الانتهاكات للسيادة اللبنانية دخول مستوطنين من المتطرفين الدينيين للمرة الأولى الى الجنوب اللبناني، عندما اصطحب عدد من هؤلاء خيامهم وجاؤوا لنصبها في بلدة مارون الراس، وقد حدث كل ذلك بينما لجنة الإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار تجتمع في الناقورة، دون أن يخرج عنها موقف، بحيث بدا أن لبنان عندما تتريث المقاومة بالرد منزوع السيادة كامل العجز، لا حول ولا قوة، ليصبح السؤال برسم كل الذين لم يتوقفوا عن الحديث عن جدوى الرهان على المعادلات الدولية في حماية لبنان.
في الملف الرئاسي أعلن اللقاء الديمقراطي برئاسة النائب تيمور جنبلاط تأييد ترشيح قائد الجيش العماد جوزف عون لرئاسة الجمهورية، وجاء أول رد فعل اعتراضاً من رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بأن يقوم غير المسيحيين بترشيح رئيس الجمهورية المسيحي، فيما أعلن الوزير السابق سليمان فرنجيه أنه لا يزال مرشحاً للرئاسة وأنه منفتح على النقاش حول مرشح يلبي المواصفات المطلوبة للموقع.
الحراك السياسي على قدم وساق بين القوى السياسية حول الجلسة المقبلة لانتخاب رئيس الجمهورية، والتي يريدها رئيس مجلس النواب نبيه بري جدّية ونهائيّة، علماً أن إجازة الأعياد التي تبدأ الأسبوع المقبل ستستمرّ حتى أسبوع الجلسة المفترضة وقد تتجمّد معها المشاورات السياسية الجدية.
وأمس، أعلن رئيس تيار المرده سليمان فرنجيه أننا طرحنا سلَّة أسماء لرئاسة الجمهورية ولن ندخل بها الآن لكنَّ تركيزنا هو على معايير الرئيس العتيد. وأوضح باننا «نريدُ رئيساً «مش على قد الكرسي بل بدنا رئيس على قد الموقع» ويعمل على نقل لبنان إلى مرحلة جديدة». وقال: «أنا مُستمرّ بترشيحي لرئاسة الجمهورية وأنا مُنفتح على أي اسم يتلاءم مع المرحلة، لن أختلف مع أصدقائي وليست لدينا «رفاهية الاختلاف» خصوصاً في هذه المرحلة حتى وإن لم نلتقِ على اسم للرئاسة، ونحن نريد بناء الدولة ونحتاجُ إلى رجل مؤسساتي»، داعياً جعجع كما الجميع للمشاركة في جلسة 9 كانون الثاني وانتخاب رئيس قادر على الحكم وإدارة المؤسسات، مضيفاً: نحتاج إلى شخص بحجم الشهيد رفيق الحريري في الطائفة المارونية فمستقبل لبنان «بالدقّ». وأردف فرنجيه: «نتمنى لسورية التوفيق والازدهار والخير، ونأمل أن تبقى موحدة وعربيّة ولجميع أبنائها كما نتمنى أن تبقى بوابة الشرق للبنان».
ولفت فرنجيّه في العشاء التكريمي لخلية أزمة النازحين في تيار المرده، إلى أن الحرب الإسرائيلية التي شهدها لبنان مؤخراً «وسخة جداً» وهجّرت الكثير من اللبنانيين.
وأعلنت كتلة «اللقاء الديمقراطيّ»، عن تأييدها انتخاب قائد الجيش العماد جوزاف عون رئيسًا للجمهوريّة في جلسة التاسع من كانون الثاني المُزمع عقدها لانتخاب رئيس. وشدّد البيان الذي تمّت تلاوته بعد الاجتماع على تأكيد الكتلة بضرورة تنفيذ وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في 27 تشرين الثاني الماضي وتطبيق القرار الدولي 1701 وسائر القرارات الدولية واتفاق الطائف خصوصًا في ما يتعلق باتفاقية الهدنة. وأكدّت الكتلة ضرورة وضع الخطط اللازمة للمباشرة في إعادة إعمار الجنوب والضاحية الجنوبية والبقاع. وجرى التذكّير بمؤتمر باريس الذي دعا إليه الرئيس إيمانويل ماكرون والذي أقرّ مساعدات بقيمة مليار يورو للبنان وللجيش اللبناني نظراً لأهمية دعم الجيش والقوى الأمنية اللبنانية.
أفادت المعلومات بأن «الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط طلب مسبقاً حضور اجتماع الكتلة خصيصاً لإعلان تبني ترشيح قائد الجيش للرئاسة»، لافتةً الى أن «إعلان الديمقراطي ترشيح عون يأتي بعد عودة جنبلاط من باريس ونقله رسالة إلى الرئيس بري مفادها أن القوات الدولية تدعم وصول قائد الجيش».
وذكرت مصادر رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل بأنه «مش الوزير السابق وليد جنبلاط يلّي بيرشّح عن المسيحيين هيدا هنري حلو تاني».
وكشفت المعلومات، أن «موقف التقدمي ستتبعه مواقف مشابهة تباعاً فالكتلة السنية في البرلمان ستعلن دعمها لقائد الجيش، علماً أنه سبق للتكتل النيابي المستقل أن أعلن دعمه له، على ان تنضم كتلة تجدد وكتلة الكتائب الى الكتل المرشحة لقائد الجيش».
واستقبل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في بكركي، النائب فريد هيكل الخازن الذي اقترح فرنجيه اسمه للرئاسة. وبعد اللقاء قال الخازن «هذا الاستحقاق يجب أن يكون مثمرًا وينتج عنه انتخاب رئيس جديد للجمهورية». وقال الخازن «وضعت البطريــرك الراعــي في أجواء الاتصالات التي أقوم بها بهدف تقريب وجهات النظر بين الكتل النيابية للوصول إلى توافق حول اسم رئيس للجمهورية. وليس صحيحًا أن الكتل متمسكة بمواقفها بشكل مطلق، فقد لمست في أماكن معينة وعند كتل أساسيّة نية للتقارب والتفاهم، وهناك استعداد للأخذ والردّ للوصول إلى اتفاق حول اسم الرئيس». وأضاف «أكدت للبطريرك أن سيكون للبنان رئيس جديد في 9 كانون الثاني المقبل، وكل الكلام عن تأجيل للجلسة أو وجود شروط تعيقها هو كلام غير صحيح».
وأكد عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب ميشال موسى أن «برّي لا يضع فيتو على أيّ مرشّح للرئاسة»، وبالنسبة إلى قبول رئيس المجلس دعم ترشيح قائد الجيش العماد جوزاف عون، قال «إنّ الموضوع الأهم هو تلبية حاجات البلد في المرحلة المقبلة نتيجة تراكم الأزمات والتغيرات في المنطقة وهذا الأمر يتقدّم على أهمية الأسماء». وأوضح في حديث إذاعي، أنّ «حزب الله لم يبلّغ الرئيس بري موقفه من الخيارات الرئاسية بعد»، مشدداً في الوقت عينه على أنّ «التواصل بين الأفرقاء حثيث من أجل الوصول إلى الهدف المنشود، وهناك متّسع من الوقت لبلورة الأمور لا سيما أنّ في لبنان كل شيء يحصل في ربع الساعة الأخير».
وجدّد رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، بعد الاجتماع المُوسّع الذي جمعه بين الرئيس التركيّ رجب طيب أردوغان في العاصمة التركيّة أنقرة، أن «الخروق اليومية التي يقوم بها العدو الإسرائيلي مخالفة لاتفاق وقف إطلاق النار»، وقال: «إن دعمكم أساسي بتعجيل وقف العدوان والانصراف الى ترميم المجتمعات المتضرّرة». وخلال المؤتمر الصحافيّ الذي عُقد بعد الاجتماع، قال ميقاتي: «العدوان الإسرائيلي ما زال متواصلًا عسكريًّا بشكلٍ مباشر من خلال الخروق اليومية لورقة الالتزامات الخاصة بوقف إطلاق النار».
وأضاف ميقاتي: «لقد بتنا اليوم أيضًا نعوّل على الدور الذي تتمتعون به والحضور الفاعل لتركيا في المنطقة والعالم، خصوصاً في ما يحفل به محيطنا الجغرافي من تغييرات سياسية جذرية خاصة في سورية التي تشهد احتلالًا لجزء من أرضها ويجب الضغط بقوة لإنهائه فورًا».
وأكدّ أردوغان من جهته أن «إسرائيل» تجر المنطقة إلى الهاوية بمهاجمتها لبنان وغزة وسنقف أمام أي محاولات لزعزعة الاستقرار في لبنان». وأشار الى أن «تركيا ولبنان اتفقا على العمل معاً في سورية». وتابع: «أي دولة تؤمن انه بزيادة القتل تستطيع تحقيق أمنها فهي تقع في خطأ فادح. «إسرائيل» لا تريد ان تفهم هذه الحقيقة. تركيا ستبقى الى جانب لبنان ضد اعتداءات «إسرائيل» من خلال تقديم المساعدات الإنسانية، ونؤكد ضرورة وقف إطلاق النار والتزام «إسرائيل» بهذه الاتفاقية، ومن الضروري الضغط على «إسرائيل» من قبل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي من أجل الالتزام بوعودها ونحن سنراقب هذا الأمر عن كثب».
وأكمل «هناك اتفاقيات عديدة للتعاون بين البلدين ونحن خلال هذا اللقاء قمنا ببحث ما يمكن اتخاذ خطوات أكثر لزيادة التعاون وتعميق العلاقات التركية اللبنانية. سنقف أمام أي محاولات تصبو إلى زعزعة الإستقرار في لبنان وسنستمر في متابعة الأوضاع عن قرب». وأشار «بحثنا التطورات في سورية ونؤكد أنه تمّ البدء بمرحلة جديدة ونتفق على ضرورة استقرار سورية، وهذا الأمر يعني استقرار المنطقة».
واستقبل رئيس حكومة قبيل توجهه الى تركيا، سفير قطر في لبنان الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني في السرايا وعرض معه الأوضاع والمستجدات المحلية والإقليمية كافة. كما استقبل عضو اللقاء الديمقراطي النائب وائل ابو فاعور وعرض معه الأوضاع والتطورات الراهنة.
وأكد وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب بعد لقائه المديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة ايمي بوب «هناك فرصة حقيقية للبدء بعملية إعادة النازحين السوريين من خلال برامج نموذجية وبتمويل دولي».
وعلى وقع الخروق الإسرائيلية المستمرة لاتفاق وقف النار، عقد اجتماع لجنة مراقبة تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في رأس الناقورة. وأشار بيان مشترك صادر عن سفارتي الولايات المتحدة وفرنسا في لبنان وعن اليونيفيل حول التنسيق لدعم القرار 1701، إلى أنه اجتمعت الولايات المتحدة وفرنسا واليونيفيل والجيش اللبناني وقوات الجيش الإسرائيلية مرة أخرى في 18 كانون الأول في الناقورة. استضافت قوات اليونيفيل الاجتماع الذي انعقد برئاسة الولايات المتحدة، بمساعدة فرنسا، وبمشاركة الجيش اللبناني وقوات الجيش الإسرائيلي. سوف تجتمع لجنة الإشراف بهذه الطريقة بانتظام وستنسّق عملها بشكل وثيق لتحقيق التقدّم في تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار والقرار 1701.
وفي الميدان، أفيد عن تقدم آليات للجيش الإسرائيلي داخل بلدة بني حيان في الجنوب مع تمشيط بالأسلحة الرشاشة، توازياً مع عمليات تفجير لمنازل قامت بها القوات الإسرائيلية في منطقة طير حرفا، الجبين وشيحين في قضاء صور. وقد سُمِع دويُّ الانفجارات إلى صور، فيما يستمرّ جيش العدو الإسرائيلي بتفجير المنازل التي يحتلها في القرى الحدودية ويمعن في هدمها كلياً. ولليوم الثالث على التوالي تستمرّ الجرافات الإسرائيليّة بهدم أحياء في بلدة الناقورة جنوب صور.
وأشار رئيس بلدية الناقورة عباس عواضة إلى أن: «الجيش الاسرائيلي يقوم بتدميرٍ ممنهج للبلدة الواقعة على بُعد 3 كلم من الحدود، حيث ارتفعت نسبة الدمار إلى 70% منذ سريان الهدنة، في حين أن نسبة الدمار قبل دخول الهدنة حيّز التنفيذ كان 35% تقريباً».
في مسألة نصب الخيام، أكد الجيش الإسرائيلي في بيان رسمي أن «التحقيق جارٍ لمعرفة ملابسات الحادث ودوافع «المواطنين» الذين عبروا الحدود»، إلاّ أنّه لم يذكر ما إذا كان هذا الأمر قد حدث بالفعل اليوم، أو أنّ الجيش يتحدّث عن حدث مماثل حصل قبل أيام.
من جهتها، أفادت إذاعة جيش العدو الإسرائيلي بأنّ نشطاء في حركة تُسمى «استيقظي يا شمال»، تجاوزوا بالفعل الخط الأزرق بعدة أمتار في منطقة مارون الراس، وبعدما تمّ رصدهم من قبل قوات جيش العدو، جرى إبعادهم من الموقع. وفي تعليق على الحادثة، قال المتحدث باسم جيـش العدو الإسرائيلي: «هذه حادثة خطيرة تخضع للتحقيق. أي محاولة للاقتراب أو عبور الحدود إلى الأراضي اللبنانية دون تنسيق تشكل خطرًا على الحياة وتضرّ بقدرة الجيش على العمل في المنطقة وتنفيذ المهمة».
وأشار إلى أنّه «خلال الأسابيع الأخيرة، تم تنفيذ عدة إجراءات لإغلاق المعابر في السياج، بالإضافة إلى تشديد التعليمات المتعلقة بالوصول إلى منطقة الحدود أمام القوات».