كشف الممثل السوري بسام دكاك، تفاصيل صادمة عاشها خلال فترة اعتقاله في سجون النظام السوري، وذلك في مقابلة مع قناة "Amman TV"، موضحاً حجم التعذيب الجسدي والنفسي الذي تعرض له، ومحاولات مستمرة لإجباره على الإدلاء بمعلومات تضر بالثوار وأبناء منطقته.
وأوضح دكاك أنه كان مختاراً لمنطقة "دف الشوك" في ريف دمشق العام 2011، وعندما اندلعت الثورة السورية، طلبت منه الأجهزة الأمنية تزويدها بأسماء الثوار في المنطقة، لكنه رفض التعاون. وذكر حادثة وفاة شاب يدعى حسين جارية العام 2012 على أيدي قوات النظام، حيث تدخل لإتمام جنازته رغم الضغوط الأمنية، ما أدى إلى استهدافه لاحقاً.في 13 مايو 2013، اعتُقل دكاك أثناء وجوده في مشفى ابن النفيس، بعدما اقتاده ضابط إلى فرع الخطيب الشهير بسوء السمعة، حيث بدأت رحلة معاناته التي استمرت عاماً وعشرة أشهر.وروى دكاك تفاصيل التعذيب الوحشي داخل فرع الخطيب، حيث أُجبر على البصم على وثائق لا يعرف محتواها، وتعرض لحروق بالسجائر وصدمات كهربائية، وتعرض لتهديدات بإحضار والدته وزوجته لإجباره على الاعتراف، لكنه رفض تسليم أي أسماء أو معلومات.ووصف الممثل الظروف المأسوية داخل الزنازين، من الاكتظاظ الشديد ونقص الطعام والماء إلى جانب المعاملة المهينة للمعتقلين، والتي تضمنت الوقوف في أوضاع مذلة ومشاهدة زملائه يموتون بسبب التعذيب والإهمال.وعبّر بسام دكاك عن ألمه لفقدان عدد من أفراد عائلته وأصدقائه بسبب معارضتهم للنظام، مؤكداً أن هذه التجربة عززت إيمانه بالحرية والعدالة وضرورة التغيير في سوريا. وأوضح أن الممارسات القمعية التي شهدها لم تُثنه عن تمسكه بالأمل في مستقبل أفضل.واتهم دكاك نقيب الفنانين السوريين السابق، زهير رمضان، بالوقوف وراء فصله من النقابة ومنعه من المشاركة في الأعمال الفنية داخل سوريا. وأكد أن استبعاده كان بتدخل مباشر من الأجهزة الأمنية، التي كانت تراقب كل الإنتاجات الفنية وتوافق عليها.ورغم إعادة عضويته للنقابة بصفة "مُفرغ" من قِبل النقيب الحالي محسن غازي، طالب دكاك باستعادة عضويته الكاملة التي فقدها منذ العام 1985.
وانتشرت صور لدكاك مؤخراً وهو يبيع الفطائر في إحدى حدائق دمشق، وأوضح أن اضطراره للعمل على عربة فطائر جاء نتيجة تهميشه فنيًا لسنوات، مشددًا على أن "العمل ليس عيباً".ووجه الممثل السوري رسالة تدعو إلى المصالحة الوطنية وإنهاء الطائفية التي زرعها النظام من أجل بناء سوريا جديدة خالية من القمع والفساد. وأضاف: "سوريا الجديدة ستكون بلا طوائف أو واسطات، وسيسود فيها العدل والمساواة بين الجميع".