أعلنت نقابة الفنانين السوريين، في خطوة غير مسبوقة بعد سقوط نظام الأسد، عن إعادة جميع الفنانين الذين فصلوا أو شطبت قيودهم من سجلات النقابة خلال حكم النظام السابق. ويأتي هذا القرار في ظل التطورات الأخيرة التي تشهدها البلاد، حيث أعلنت النقابة استئناف نشاطاتها من مقرها في دمشق اعتباراً من 15 كانون الأول/ديسمبر الجاري بعدما توقفت عن العمل خلال الأسبوعين الماضيين.
ووفقاً لبيان النقابة، يشمل القرار "إعادة قيد كافة الزملاء المفصولين أو المشطوب قيدهم إلى سجلات فروعهم النقابية أصولًا"، مع توجيه جميع فروع النقابة إلى "إعداد لوائح بأسماء الفنانين المفصولين، كلٌّ حسب فرعه". كما ينص القرار على عدم احتساب سنوات الفصل ضمن المدة المؤهلة للتقاعد، وذلك استناداً إلى قرارات مجلس النقابة منذ العام 2015 والتي شهدت فصل العديد من الفنانين لأسباب مختلفة.وتضم اللائحة، التي يُتوقع أن تشمل أكثر من 100 فنان، نخبة من نجوم الدراما الذين غادروا البلاد، ومنهم يارا صبري ورامي حنا، وريم علي وعبد الحكيم قطيفان ومحمد آل رشي ومكسيم خليل وسامر المصري أصالة نصري وعزة البحرة وجمال سليمان.يذكر أن الفنان مكسيم خليل، أحد الأسماء المشمولة بالقرار، كان قد أثار جدلاً واسعاً بعد مشاركته في بطولة مسلسل "ابتسم أيها الجنرال"، الذي عرض خلال شهر رمضان الماضي. واعتبر مؤيدو النظام أن العمل استهداف مباشر للرئيس بشار الأسد وشقيقه ماهر، ما أدى إلى تصاعد حدة الانتقادات.
وكان فرع نقابة دمشق تمنى في تدوينة في صفحته الرسمية في فايسبوك "التوفيق لحكومة الإنقاذ بما فيه الخير لسوريا الحرة" ونُشرت التدوينة مرفقة بعلم الثورة.
من جانبهم، دعا ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى عدم تجاهل الانتهاكات التعسفية التي طاولت الفنانين المعارضين، كما طالبوا بإعادة هيكلة النقابة بما يضمن استقلاليتها وإنصاف جميع أعضائها بعيداً من أي اعتبارات سياسية.
وخلال السنوات الماضية، لا سيما في فترة ولاية النقيب الراحل زهير رمضان، تم فصل عدد كبير من الفنانين السوريين المقيمين خارج البلاد، بينهم أسماء بارزة في الدراما السورية. جاء الفصل بحجّة عدم سدادهم الاشتراكات المالية الخاصة بعضوية النقابة، مع اشتراط حضورهم شخصياً إلى مقر النقابة لدفع الرسوم، وهو ما كان أمراً شبه مستحيل بسبب مخاوف الاعتقال.