قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الأربعاء، إن إسرائيل ستبقى في موقع جبل الشيخ الإستراتيجي على الحدود السورية، لحين التوصل لترتيب مختلف.
وذكرت القناة (12) الإسرائيلية، أن رئيس الحكومة وجّه الجيش بالبقاء في جبل الشيخ والمنطقة العازلة، حتى نهاية عام 2025 على الأقل.
واحتلت القوات الإسرائيلية جبل الشيخ عندما دخلت المنطقة منزوعة السلاح بين سوريا وهضبة الجولان المحتلة، مستغلة حالة الارتباك بعد نجاح الثورة السورية في الإطاحة بنظام الرئيس المخلوع بشار الأسد هذا الشهر.
وحسب وكالة رويترز، فقد وصف مسؤولون إسرائيليون الخطوة بأنها محدودة وإجراء مؤقت لضمان أمن الحدود، لكنهم لم يشيروا إلى موعد محدد لاحتمال انسحاب القوات.مواجهات مع الفصائل
وانتقدت مصادر أمنية إسرائيلية تصريحات بعض المسؤولين تجاه سوريا وقطاع غزة، محذرة من أن مثل تلك التصريحات قد تقود إلى مواجهات مع فصائل المعارضة السورية والمسذ بشرعية إسرائيل الدولية بالعمل في هذه المناطق، وذلك في إشارة إلى تصرحيات نتنياهو الأخيرة، وأخرى لوزير أمنه يسرائيل كاتس.
ونقلت صحيفة "هآرتس"، اليوم الأربعاء، عن هذه المصادر، قولها إن "هذه التصريحات من شأنها أن تُفسر على أنها "تحدٍ لجهات مختلفة تعمل في سوريا، والتي تمتنع حالياً عن الاحتكاك مع قوات الجيش الإسرائيلي، ويوجد اتصالات متواصلة بمستويات مختلفة مع قسم منها".
وأشارت المصادر إلى أن مواجهات من هذا النوع، من شأنها "أن تلحق ضرراً بمهمة الجيش الإسرائيلي المركزية في سوريا، والمتمثلة باستهداف الأسلحة والمنظومات العسكرية التي تركها الجيش السوري، ويوجد تخوف من سقوطها بأيدي منظمات معادية".وخلال جولة في جبل الشيخ الذي احتلته إسرائيل، قال نتنياهو أمس الثلاثاء: "نحن هنا كي نقرر بشأن انتشار إسرائيل في هذه المنطقة الهامة إلى حين التوصل إلى ترتيبات أخرى تضمن أمن إسرائيل. وأهمية هذا المكان بالنسبة لأمن إسرائيل تزايدت في السنوات الأخيرة، وبشكل خاص في الأسابيع الأخيرة في أعقاب الأحداث الدراماتيكية من تحتنا هنا في سورية. ونحن سنقرر الترتيبات الأفضل التي ستضمن أمننا".الإضرار بصفقة غزة
من جهته، قال كاتس، خلال الجولة نفسها، إن احتلال الجيش الإسرائيلي لهذه الأراضي السورية يُحدث "ردعا مقابل المتمردين في دمشق، الذي يتظاهرون بالاعتدال لكنهم ينتمون إلى التيارات الإسلامية الأكثر تطرفا".
وبحسب "هآرتس"، انتقدت المصادر الأمنية الإسرائيلية هذه التصريحات، معبرة عن مفاجأتها من تصريح آخر لكاتس حول غزة، بأنه "بعد أن نهزم حماس العسكرية والسلطوية في غزة، ستسيطر إسرائيل أمنيا في غزة مع حرية عمل كاملة، كما في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) تماماً". واعتبرت أن تصريح كاتس من شأنه إلحاق ضرر بالمفاوضات حول اتفاق تبادل أسرى.
وأوضحت المصادر أن أداء رئيس القيادة العسكرية أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني)، "مدروسة ومنسقة مع جهات دولية"، مشيرة إلى أن "الشرع تشاور أخيراً مع مستشارين غربيين ومستشارين إعلاميين لتحسين صورته، بهدف تقديمه كشخص معتدل".
ولفتت المصادر نفسها، إلى أن الجولاني أوضح في مقابلات صحافية، أن قواته ليست موجودة في مواجهة مع إسرائيل وليست معنية "بخوض حرب ضدها"، متطرقة إلى تصريح الجولاني بأنه لم تعد هناك "ذرائع لتدخل أجنبي في سوريا بعد خروج الإيرانيين".