2024- 12 - 18   |   بحث في الموقع  
logo جمهور "الحزب" عن توقيف غدار وغندور: "استغلال ضعفنا" logo ميقاتي التقى سفير قطر.. والراعي: "لتطبيق الدستور و"الطائف" logo نقابة الفنانين السوريين تُعيد "المفصولين" logo الأردن يفتح معبر جابر باتجاه واحد.. والمعاملة لبنان بالمثل logo دويّ قويّ تسبّب بحالة من الهلع… ما الذي حصل؟ logo الاتحاد الوطني لنقابات العمال دعا للتعويض عن المتضررين من العدوان وطالب بإجراءات عاجلة logo الأبيض: لردع استهدافات فرق الإنقاذ والإسعاف logo التجّار يستغلّون أضرار الحرب: لا معامل زجاج في لبنان
مسيحيو سوريا...خيار إسلامي؟
2024-12-18 12:55:51

منذ سقوط النظام في سوريا، تتعالى أصوات غربية تهتم بالوجود المسيحي في الشرق، بالمطالبة بحماية الوجود المسيحي.طبعاً، من الواضح أن الحضور المسيحي تقلّص في الشرق عموماً، وفي سوريا بطبيعة الحال، وقبله في العراق ولبنان وفلسطين أيضاً حيث تتمثل الكارثة الحقيقة. والحق أن الأسباب كثيرة ويرجع معظمها إلى عوامل اقتصادية من أواخر القرن الماضي. إنّ الغرب الذي يتشدّق دائماً بالحديث عن حماية المسيحيين لم يقمْ بخطوة واحدة حقيقية في هذا الاتجاه عبر سنوات وسنوات، وبالتالي لن يقوم الآن بها، الا من خلال تصريحات جوفاء هنا وهناك لذر الرماد في العيون. إنّ الطريق الوحيد التي يمكن سلوكها للوصول إلى الغاية المطلوبة المتمثلة في بقاء المسيحيين في سوريا بقوة هو قيام دولة المواطنة حيث يتساوى الجميع فيها. طبعاً يجب أن يكون الجميع حريصاً على تطبيق هذا البند وخصوصاً المسلمون، حتى يصير الحفاظ على الوجود المسيحي في سوريا خياراً إسلامياً صرفاً، ويقطع المسلمون أنفسهم الطريق على الدول الغربية التي تنادي بحماية الأقليات! وكأن المسيحيين في سوريا هم جالية غربية تعيش في الشرق. والحق أن المسيحيين في الشرق هم من صدّروا المسيحية للغرب وليس العكس، بل إنّ الغرب في واقع حاله اليوم لم يُبق من المسيحية الأصلية إلا اسمها.
من الصواب أن يكون الحفاظ على الوجود المسيحي في سوريا خياراً إسلامياً، لا من باب الذمّية أو الحماية، بل من خلال الاشتراك في بناء سوريا الحرة الديموقراطية بلا محاصصة طائفية. نحن بحاجة إلى الابتعاد عن الصور النمطية لتصوير التعايش الإسلامي المسيحي، التي لم تسمن ولم تغن من جوع والتي استعملها النظام السابق كثيرا وتشدّق بها المتشدقون.
ان تشابك الأيدي بين القيادات الدينية ما هو إلا بداية لمسيرة طويلة، قائمة على المواطنة. فالتشابك الحقيقي لا يكون بالصور والزيارات بل بخلق فضاءات للعمل الوطني البناء. إن الخيار الإسلامي الصادق بوجود مسيحي فعال وقادر على المساهمة في البناء الوطني والتنمية ليس محصوراً في عدم فرض الحجاب أو غيرها من أمور كثيرة يراها عوام المسيحيون جوهرية، بل يكون من خلال خوض التحدّي المقبل معا انطلاقاً من الاعتماد على الكفاءات العلمية والوطنية في سياق البناء الوطني. فأكثر ما يسىء للوجود المسيحي في سوريا هو التعامل معه على أنها "تزييني" الطابع، أو أنّه الدليل على التسامح الديني في البلاد. لطالما افتخرنا نحن المسيحيين في الشرق، بالدور الذي نقوم به وبما نقدمه لبلادنا من مساهمات فكرية وسياسية واقتصادية واجتماعية كثيرة. لم ولن ندخل في لعبة العدد، بل إن يسوع يسمينا في الانجيل "القطيع الصغير". والأعداد البشرية في كثير من الأحيان تكدسات واختناقات وأفواه تأكل الأخضر واليابس ولا تنتج فكراً حضارياً يساهم في بناء المجتمع.أخيراً، يجب أن يثق المسيحيون في سوريا، في شركاء الوطن، فلا يستجيبوا للتخويف والتهويل من بعبع غير موجود لأن المثل الشعبي يقول: "يلي بيخاف من العفريت بيطلعلوا".


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top