في حادثة خطيرة، أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، أنّ مواطنين إسرائيليين عبروا الحدود إلى لبنان ونصبوا خياماً، مشيراً إلى ان التحقيق "جار في هذا الحادث الخطير". وانتشرت مجموعة من الصور عبر مواقع ووسائل اعلام إسرائيلية تؤكد وجود أشخاص إسرائيليين في منطقة مارون الراس. وإذ يشكل ذلك خرقاً فاضحاً لإسرائيل على الحدود الجنوبية، يتابع لبنان مسألة الخروقات، وللغاية تعقد لجنة الإشراف على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار بعد ظهر اليوم اجتماعها الثاني في مقر قيادة "اليونيفيل" في الناقورة في الوقت الذي لا تزال قوات الإحتلال منتشرة على التلال المقابلة منذ ظهر أمس وتقوم بأعمال تجريف للمنازل. نصب الخيام وفي مسألة نصب الخيام، أكد الجيش الإسرائيلي في بيان رسمي أن التحقيق جارٍ لمعرفة ملابسات الحادث ودوافع المواطنين الذين عبروا الحدود، إلاّ أنّه لم يذكر ما إذا كان هذا الأمر قد حدث بالفعل اليوم، أو أنّ الجيش يتحدث عن حدث مماثل حصل قبل أيام.من جهتها، أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأنّ نشطاء في حركة تُسمى "استيقظي يا شمال"، تجاوزوا بالفعل الخط الأزرق بعدة أمتار في منطقة مارون الراس، وبعدما تم رصدهم من قبل قوات الجيش الإسرائيلي، جرى إبعادهم من الموقع. وفي تعليق على الحادثة، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: "هذه حادثة خطيرة تخضع للتحقيق. أي محاولة للاقتراب أو عبور الحدود إلى الأراضي اللبنانية دون تنسيق تشكل خطرًا على الحياة وتضر بقدرة الجيش على العمل في المنطقة وتنفيذ المهمة".
وأشار إلى أنّه "خلال الأسابيع الأخيرة، تم تنفيذ عدة إجراءات لإغلاق المعابر في السياج، بالإضافة إلى تشديد التعليمات المتعلقة بالوصول إلى منطقة الحدود أمام القوات".إقامة المستوطناتوعند البحث في تفاصيل وخلفيات الحادثة، يتبين أنّ مجموعة أعضاء هذه الحركة قاموا بأول نشاط ميداني لهم بتاريخ 9 كانون الأول. و"استيقظي يا ريح الشمال" تهدف إلى إقامة المستوطنات اليهودية في جنوب لبنان، حسبما ذكرت صحيفة jewish press، التي أشارت إلى أنّ عشرات الإسرائيليين وصلوا في هذا التاريخ إلى بلدة مارون الرأس، حيث أقاموا تجمعاً وأطلقوا عليه اسم مي ماروم (ماء من السماء).
وقالت المجموعة في بيان إن "إسرائيل وجدت في كثير من الأحيان أنه ليس لديها خيار سوى غزو لبنان لضمان أمنها". وتابع البيان: "عندما تنظر إلى الحدود، لا فرق بين راميا اللبنانية وشتولا الإسرائيلية، ولا فرق بين يارون اللبنانية وكيبوتس يارون الإسرائيلي. إن الحدود الإسرائيلية الحالية مصطنعة تماما مثل الجدار الذي بنته إسرائيل على طولها في السنوات الأخيرة".التطورات الميدانيةميدانياً، أُفيد عن تقدم آليات للجيش الاسرائيلي داخل بلدة بني حيان في الجنوب مع تمشيط بالاسلحة الرشاشة، توازياً مع عمليات تفجير لمنازل قامت بها القوات الإسرائيلية في منطقة طير حرفا، الجبين وشيحين في قضاء صور. وقد سمع دوي الانفجارات إلى صور، فيما يستمر الجيش الإسرائيلي بتفجير المنازل التي يحتلها في القرى الحدودية ويمعن في هدمها كلياً. ولليوم الثالث على التوالي تستمر الجرافات الإسرائيلية بهدم أحياء في بلدة الناقورة جنوب صور. وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي زعم في وقت سابق أنّ الجيش الإسرائيلي "نفذ غارة جوية في جنوب لبنان بعد رصد عنصر من حزب الله أثناء تحميل وسائل قتالية على مركبا". وأضاف أدرعي أن ما وصفه بـ"النشاط" يشكل انتهاكًا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان.
ومساء أغار الطيران الحربي الإسرائيلي بمسيرة على بلدة مجدل زون أدت إلى إصابة ثلاثة أشخاص بجروح.
وصباحاً، سُجل تحليق للطيران الحربي المسيّر الإسرائيلي في أجواء العاصمة بيروت والضاحية الجنوبية، على علو منخفض.