على وقع المجازر المستمرة التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، تتواصل المفاوضات في العاصمة القطرية الدوحة، في محاولة للتوصل إلى صفقة لوقف إطلاق النار، وإنهاء حرب الإبادة على القطاع.
ويجتمع رئيس وكالة رئيس وكالة الاستخبارات الأميركية وليام بيرنز، في الدوحة، اليوم الأربعاء، مع رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في إطار البحث عن مخارج للفجوات التي لا تزال عالقة، لإبرام صفقة محتملة، لا تزال محل اعتراض من بعض المسؤولين الإسرائيليين، ومنهم وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش، والتي وصفها "بأنها جزئية وسيئة ولا تخدم أهداف ومصالح إسرائيل".
سموتريتش: لا طوق نجاة لحماس
وقال سموتريتش في حديث إذاعي، إن "حماس في أعمق حضيض منذ بداية الحرب، وهذا ليس الوقت المناسب لمنحها حبل إنقاذ. وهذا الوقت لمواصلة توجيه الضربات لها والضغط عليها كي تعيد المخطوفين ولكن بصفقة استسلامها وليس استسلامنا". وأضاف أن صفقات يتم فيها تحرير مئات الأسرى الفلسطينيين، وتقضي بانسحاب الجيش الإسرائيلي من شمال قطاع غزة والسماح لمليون غزي بالعودة إلى هناك، "هي خطأ ذريع".
وقال إن نتنياهو "يعلم ما هي خطوطنا الحمراء، ولدينا تأثير كبير على خطوات الحكومة". وادعى أن "ثمة أمراً واحداً فقط يهمنا، وهو مصلحة إسرائيل، والحديث يدور الآن عن صفقة أخرى، وليست كتلك التي تخدم أمن الدولة ولا إعادة جميع المخطوفين. وهذه مشكلة بنظري أن نقرر من سيعود ومن لن يعود".
من جهتها، اعتبرت حركة "نحالا" أن الصفقة المزمع إبرامها، "كارثة أمنية" لإسرائيل، وتمهد للخروج من غزة، مضيفة أن "الحل الوحيد لعودة المختطفين هو الوقف الفوري لجميع المساعدات الإنسانية وإقامة المستوطنات في غزة."
ونشرت وسائل إعلام إسرائيلية، أمس الثلاثاء، بعض التفاصيل عن الصفقة المرتقبة، مشيرة إلى وجود بعض الفجوات أمام إبرام الصفقة، والتي لا يمكن تجاوزها عبر المباحثات الجارية في الدوحة.
المستشفيات تحت "النار"
ميدانياً، كررت قوات الاحتلال، هجماتها على المنشآت الطبية، فاستهدفت آليات عسكرية مستشفى كمال عدوان ومحيطه، فيما أصيب عدد من أفراد الطاقم الطبي في مستشفى العودة، جراء تفجير "روبوت" بجواره.
وشنّت طائرات إسرائيلية 9 غارات استهدفت منازل عدة في محيط مستشفى كمال عدوان، شمالي غزة، وتسبب إطلاق نار كثيف من الآليات الإسرائيلية على المستشفى باشتعال النيران في قسم العناية المركزة.
وأفاد الدفاع المدني بسقوط 12 شهيداً في قصف أحد المنازل في محيط مستشفى كمال عدوان، مشيراً إلى تعذر الوصول إلى عشرات الجثامين وأعداد من الجرحى سقطوا نتيجة استهداف الاحتلال لهم في بيت لاهيا وجباليا.
وواصل الجيش الإسرائيلي فرض حصاره على شمال القطاع، مانعاً دخول المساعدات إلى المنطقة التي تتعرض منذ 74 يوما إلى عمليات عسكرية وحملة إبادة جماعية.
في المقابل، أكدت فصائل المقاومة الفلسطينية أنها كبدت قوات الجيش الإسرائيلي المتوغلة شمالي قطاع غزة قتلى وجرحى، في وقت تواصل المقاومة نصب الكمائن والاشتباك مع القوات الإسرائيلية في مختلف محاور التوغل.