علم موقع "العربي الجديد" أن وفداً قيادياً من حركة حماس، سيصل إلى العاصمة المصرية القاهرة، في غضون يومين، لاستكمال المناقشات بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، التي تشهد مراحلها النهائية، وهو ما سيتزامن مع وصول وفد إسرائيلي أيضاً للهدف نفسه.مفاوضات الدوحة قطعت شوطاً
وبحسب ما علمه "العربي الجديد"، فإن الاجتماعات التي تستضيفها قطر بمشاركة وفد إسرائيلي معني بالجوانب الفنية من الاتفاق، قطعت شوطاً كبيراً في حسم النقاط الخلافية في التصور المطروح. كما أن مشاركة حركة حماس بإيجابية، أسهمت كثيراً في الوصول إلى محطة جيدة في المفاوضات الجارية، ربما لم يُوصَل إليها في أي جولة سابقة منذ نجاح اتفاق الوساطة في تشرين الثاني/نوفمبر 2023.
وقدمت الحركة إجابات شافية عن مصير عدد من الأسرى ودلائل على أنهم ما زالوا على قيد الحياة، بعد تواصلها مع عدد من الفصائل التي تحتجز عدداً منهم.
وقالت مصادر مطلعة على المفاوضات إن حماس لم تمانع في تقديم البيانات والأدلة المطلوبة من جانب الاحتلال، لكنها في الوقت ذاته أكدت صعوبة، وربما استحالة، التوصل إلى بعض المعلومات بشأن عدد من الأسرى، في ظل الأوضاع الأمنية الحالية في القطاع، مشيرة إلى أنها فور توقف الحرب سيكون بوسعها تقديم البيانات والأدلة المطلوبة كافة من جانب حكومة الاحتلال.الفجوات موجودة
في المقابل، ورغم "التفاؤل" الذي تبثه إسرائيل بشأن المفاوضات، قالت هيئة البث الإسرائيلية إنه لا تزال هناك فجوات كبيرة تعيق التوصل إلى اتفاق نهائي حول تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة.
ونقلت الهيئة عن مصادر إسرائيلية رفيعة مطلعة على تفاصيل المباحثات، أن التقدم الأخير في المفاوضات لم يُفضِ إلى "اختراق"، مشيرة إلى استمرار الخلاف حول قضايا الوجود الإسرائيلي في محور فيلادلفيا، ومخطط تبادل الأسرى، وعدد الأسرى الذين قد تشملهم الصفقة.
فيما نقل موقع "واللا" عن ثلاثة مسؤولين إسرائيليين كبار، أن الفجوات لا تزال كبيرة، وإن التوصل إلى اتفاق في الوقت القريب غير متوقع. وقال أحد المسؤولين إن "حماس تصر على أن أي صفقة للأسرى يجب أن تؤدي إلى إنهاء الحرب"، وهو ما ترفضه إسرائيل.
وأشار مصدر آخر إلى أن التصريحات المتفائلة لبعض الوزراء، مثل تصريحات وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس، بشأن تقدم المفاوضات، "مبالغ فيها وتُضلل الرأي العام وتُعقّد المفاوضات الجارية".
وأكدت مصادر "واللا" أن بعض الفجوات لا يمكن تجاوزها عبر المباحثات الجارية في الدوحة، وتتطلب قرارات من القيادات السياسية في كلا الجانبين.
وأضاف أحدهم "قد نحتاج إلى المرور عبر أزمة جديدة في المفاوضات لدفع الطرفين إلى اتخاذ القرارات المطلوبة".حماس تربط التقدم بإسرائيل
في المقابل، أصدرت حركة حماس بياناً رسمياً، اليوم الثلاثاء، أكدت فيه أن المباحثات غير المباشرة التي تجري في الدوحة بوساطة قطرية ومصرية، كانت "جادة وإيجابية"، مشيرة إلى أن التوصل إلى اتفاق ممكن إذا "توقفت إسرائيل عن وضع شروط جديدة".
وفي وقت سابق اليوم، قال الناطق باسم حماس جهاد طه، لـ"العربي الجديد"، إن المباحثات يسودها مناخ من الجدية والتفاؤل. وأضاف أن حركة حماس تتعاطى مع جهود ومساعي الوسطاء بروح من الإيجابية في القضايا كافة التي تخدم شعبنا الفلسطيني.
وشدد على ضرورة أن تكون هناك "جدية من قبل الاحتلال وعدم وضع العراقيل والشروط والدفع باتجاه إنجاح الوصول إلى اتفاق يوقف إطلاق النار وينهي العدوان ومعالجة تداعياته وآثاره على شعبنا". وقال: "نأمل أن تنجح جهود الوسطاء لإبرام الاتفاق".
ويشارك في المباحثات الجارية في الدوحة، وفد إسرائيلي يضم ممثلين عن الموساد، الشاباك والجيش الإسرائيلي، حيث يعملون على تضييق فجوات الخلاف مع الوسطاء القطريين والمصريين.
كما يشارك في المحادثات المبعوث الأميركي بريت ماكغورك، الذي توجه إلى الدوحة عقب اجتماعات عقدها مع كبار المسؤولين الأمنيين في القاهرة. وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن "المحادثات في قطر من المقرر أن تستأنف في الأيام المقبلة على مستوى الفرق التقنية".
وعلى ضوء التوترات السياسية الداخلية، تبقى فرص نجاح الصفقة محل شك، مع استمرار رفض بعض الأحزاب في ائتلاف نتنياهو، مثل "القوة اليهودية" و"الصهيونية الدينية"، لأي اتفاق يشمل الإفراج عن أسرى فلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي.