بعد غياب استمر نحو 10 سنوات، عاد الحراك الدبلوماسي الأوروبي إلى العاصمة السورية دمشق، في محاولات استكشافية لطبيعة سياسات السلطة الجديدة، التي تولتها "هيئة تحرير الشام"، بعد سقوط الأسد.
وبعد الوفد البريطاني، الذي زار سوريا أمس الاثنين، أبدت عواصم غربية عدة، انفتاحاً تجاه السلطة الجديدة، من خلال وفود بدأت بالوصول تباعاً إلى دمشق، منذ اليوم الثلاثاء، بينها فرنسي وألماني، في حين أكدت رئاسة الوزراء الإيطالية رغبتها الدخول على خط الشام من باب "الحوار".
لا عودة لداعش
هذا الانفتاح الأوروبي عبّرت عنه رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلايين، بالقول إنه ينبغي للاتحاد الأوروبي "تكثيف" علاقاته مع هيئة تحرير الشام.
وقالت فون دير لايين، بعد اجتماع مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في أنقرة: "علينا الآن تكثيف تعاملنا المباشر مع هيئة تحرير الشام وفصائل أخرى"، لافتة إلى أن الاتحاد الأوروبي وحلفاءه "لا يمكنهم السماح بعودة تنظيم داعش في سوريا".
باريس تدعم السوريين
ووصل اليوم الثلاثاء، المبعوث الفرنسي جان فرنسوا غيوم، إلى دمشق، حيث قال للصحافيين، إن "فرنسا تستعد للوقوف إلى جانب السوريين" خلال الفترة الانتقالية، موضحاً أنه جاء "لإجراء اتصالات مع سلطات الأمر الواقع" في دمشق، في حين رُفع العلم الفرنسي فوق السفارة الفرنسية في دمشق التي أغلقت منذ العام 2012، بحسب ما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية، مشيرة إلى زيارة قام بها الوفد للسفارة الفرنسية، في منطقة المهاجرين، بالعاصمة السورية دمشق.
روما تطرق بوابة دمشق
وفيما يجري وفد ألماني، وصل دمشق اليوم الثلاثاء، مباحثات مع الجانب السوري، أكدت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني أن بلادها مستعدة للحديث مع حكام سوريا الجدد، مرحبة بسقوط نظام الأسد.
وأوضحت، خلال مخاطبتها البرلمان، أن "المؤشرات الأولية مشجعة، لكن هناك حاجة لأقصى درجات الحذر"، قائلة إن "إيطاليا هي البلد الوحيد ضمن مجموعة السبع الكبرى، التي أعادت فتح سفارتها في دمشق"، وكان ذلك قبل شهور من سقوط الأسد.
وأضافت ميلوني أن إيطاليا "مستعدة للحوار مع القيادة السورية الجديدة، طبعا في سياق التقييمات والتدابير المتشاركة مع الشركاء الأوروبيين والدوليين"، معتبرة أن "العنصر الحاسم سيكون الموقف إزاء الأقليات الإثنية والدينية". واستطردت: "أفكّر خصوصا في المسيحيين، الذين سبق أن دفعوا ثمناً غالياً جدّا، وغالبا ما كانوا موضع اضطهاد".
وكانت بريطانيا قد أعلنت الأحد الماضي، عن حزمة مساعدات بـ 63 مليون دولار، لمساعدة السوريين المحتاجين إلى الدعم.
ويوم أمس الاثنين، قال وزير الخارجية البريطانية ديفيد لامي، إن بلاده أوفدت مسؤولين رفيعي المستوى إلى دمشق للقاء السلطات السورية الجديد، مشيراً إلى ان "سقوط نظام الأسد المرعب، يوفر فرصة لا تتكرر إلا مرة واحدة في كل جيل للشعب السوري".
وستدعم الأموال البريطانية، الاحتياجات الناشئة لملايين السوريين الذين يحتاجون للمساعدات الإنسانية، بما في ذلك إعادة تأهيل الخدمات الأساسية مثل المياه والمستشفيات والمدارس.