أثار تعيين علاء برسيلو مديراً عاماً لـ"الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون" في دمشق، موجة من السخرية في مواقع التواصل الاجتماعي، وسط تساؤلات كبيرة عن مؤهلاته وخبراته، لأن الشاب الذي يبلغ من العمر 33 عاماً كان "أدمن" لصفحة في "فايسبوك" تنشر الدعاية لـ"هيئة تحرير الشام".
ونقل "تلفزيون سوريا" عن مصادر خاصة نبأ تعيين برسيلو في المنصب الشاغر وسط فوضى تشهدها مؤسسات الإعلام السوري الرسمي وشبه الرسمي منذ سقوط النظام السوري قبل أسبوع.وكان السؤال الأبرز المتداول في وسائل التواصل الاجتماعي: "من هو علاء برسيلو؟"، في إشارة إلى غموض خلفيته الإعلامية، وعبّر عدد من المعلقين عن صدمتهم من تعيين شخصية غير معروفة لإدارة مؤسسة رسمية بارزة مثل "الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون"، بينما ركز آخرون على الطبيعة الإسلامية المتشددة للشاب.وعمل علاء برسيلو مديراً لمنصة "المبدعون السوريون" في إدلب، وهي منصة مقربة من "هيئة تحرير الشام" عملت طوال سنوات على بث الدعاية الجهادية، وظهر شخصياً في مقاطع فيديو هاجم فيها مثلاً عمل النساء خارج المنزل، وغيرها من تفاصيل تمس الحريات الفردية، فيما كانت منصته تتجاهل الاحتجاجات الشعبية ضد "هيئة تحرير الشام" في إدلب والتي بدأت قبل سنوات احتجاجاً على سياسات الهيئة المتشددة، ما أدى لاعتقال إعلاميين وضربهم وتعذيبهم واغتيال آخرين ممن انتقدوا الهيئة حينها.ورأى ناشطون أن تعيين برسيلو يأتي في سياق قرارات تكررت طوال الأسبوع وأثارت سابقاً ردود أفعال مشابهة، حيث تأتي القرارات بهذه الصيغة غير الرسمية من دون تبنيها كـ"جس نبض" للشارع قبل تثبيت الشخصيات أو التراجع عنها لاحقاً. كما أثار القرار مجدداً تساؤلات حول معايير اختيار الشخصيات القيادية في مؤسسات الدولة الإعلامية، وكأن سوريا قد خلت من أي كفاءات إعلامية مؤهلة لتولي هذا المنصب، حتى ضمن الإعلام المعارض الذي قدم طوال العقد الماضي أسماء بارزة.وانتقد المعلقون هذه النوعية من التعيينات القائمة على الولاءات السياسية بدلاً من الكفاءات في بلد يحاول التخلص من هذا النموذج الذي أفرزه نظام الأسد المخلوع طوال عقود.