بدأت قيمة الليرة السورية بالانحدار أما الدولار الأميركي، خلال الساعات الـ48 الماضية، بعد تحسن ملحوظ بقيمتها في السوق السوداء، عقب الإطاحة بنظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، لتصل قيمتها اليوم الثلاثاء، إلى 16 الفاً لكل دولار.
يأتي ذلك فيما خفّض مصرف سوريا المركزي من قيمة الليرة، في ثاني نشرة تصدرها إدارته، بينما أدلى رئيس حكومة تصرف الأعمال محمد البشير بتصريحات كشف فيها عن واقع الاحتياطي النقدي السيء للخزينة السورية.
انخفاض الليرة
وأظهرت النشرة الصادرة عن موقع "الليرة اليوم"، اليوم الثلاثاء، انخفاض الليرة السورية أمام الدولار الأميركي في العاصمة دمشق، حيث سَجّل سعر مبيع الدولار 16 الفاً، والشراء 15 الفاً. وبذلك فإن الليرة انخفضت بنحو 5 آلاف، خلال يومين.
وكانت الليرة السورية قد تحسنت بشكل ملحوظ خلال الأسبوع الأول الذي أعقب سقوط الأسد، إذ وصلت قيمة الدولار الواحد إلى نحو 11 الفاً و500 ليرة، في كل من دمشق وحلب، قبل أن تعود إلى مسار الهبوط.
قرارات المركزي
بدوره، رفع المركزي السوري سعر مبيع الدولار في النشرة الرسمية الصادرة عنه، اليوم الثلاثاء، إلى 15 ألفاً و150 ليرة، والشراء 15 الفاً، كما تُظهر الأرقام في نشرة "الصرافة والمصارف".
واستبقت الإدارة ذلك، بإصدار بيان ألغت بموجبه عدداً من القرارات الصادرة على زمن النظام المخلوع. وبموجب البيان، فقد أُلغي قرار تقييد الصادرات، وأصبحت أي بضاعة مسموح بتصديرها خارج البلاد، ومن دون وجود تعهد تصدير منظم بخصوصها.
وكذلك، ألزمت الإدارة جميع المصارف العامة والخاصة بإعادة مبالغ التأمين النقدي بالليرة السورية، إلى حسابات المصدرين، كما اعتبرت أن جميع تعهدات إعادة القطع الأجنبي الناجم عن التصدير النهائية والمؤقتة، "مسددة حكماً".
وكان من أبرز القرارات، هو السماح للمستوردين بتمويل المواد "المسموح باستيرادها"، من مصادرهم الخاصة من القطع الأجنبي، وبالتالي إلغاء منصة تمويل المستوردات التي كانت تحصر تمويل مستورداتهم بالقطع الأجنبي، من خلالها.
المركزي بلا دولارات
في الاثناء، قال رئيس حكومة تصريف الأعمال لقناة "الجزيرة مباشر"، إن احتياطيات سوريا من العملات الأجنبية منخفضة للغاية، وإن حكومته تواجه تحديات كبيرة جراء تسلمها "إرث ثقيل جداً" من النظام المخلوع.
وأضاف أن الشعب السوري كان يعيش وضعاً معيشياً صعباً، وكانت أجور الموظفين تتراوح بين 15 إلى 20 دولاراً، موضحاً أن الهدف الأول للحكومة كان تحقيق الأمان وعدم حدوث فوضى بعد سقوط نظام الأسد. وتابع: "نهدف إلى تحقيق الأمن والاستقرار وحماية أموال الناس وممتلكاتهم وتوفير الحد الأدنى من الخدمات".
وعما إذا كانوا قد عثروا في خزائن الدولة على أموال، قال: "استلمنا خزائن سوريا خاوية ورقم الاحتياطي المالي للبلاد قليل لا يذكر"، مضيفاً أن "لا أرقام دقيقة حتى الآن بشأن الأموال التي سرقها بشار الأسد ومنظومة الفساد".
بدورها، نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤولين سوريين حاليين وسابقين قولهم إن احتياطيات الدولار الأميركي استُنفدت تقريباً، لأن حكومة بشار الأسد المخلوع، استخدمتها بشكل متزايد لتمويل الغذاء والوقود ومجهود الحرب.