واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، اعتداءاته على العائلات الغزاوية، مرتكباً 3 مجازر جديدة خلال الـ24 ساعة الماضية، نجم عنها سقوط عشرات الشهداء والمصابين.
وفيما يستمر الاحتلال بسياسة التجويع، خصوصاً في شمال القطاع، حذرت منظمة الصحة العالمية من الظروف "المروعة" للوضع الصحي في القطاع، والتي باتت تهدد حياة الكثير من مرضى الأمراض المزمنة.هجمات برية وجويةووسعت قوات الاحتلال هجماتها الجوية والبرية ضد مناطق متفرقة في القطاع، لتطال مراكز الإيواء، فارضة حصاراً على 15 ألف أسرة نازحة في منطقة مواصي رفح، لا تملك أماكن للاحتماء، في حين جددت استهدافها لمستشفى كمال عدوان الذي يعد أحد آخر المرافق الطبية العاملة شمال القطاع.واستهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية، فجر اليوم، منزلاً سكنياً عند موقف جباليا وسط قطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد عدد من الفلسطينيين المدنيين، بلغوا بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" 10 فيما أصيب آخرين، غالبيتهم من النساء والأطفال. وأوضحت الوكالة أن الاستهداف أدى إلى تدمير واسع في المبنى، وسط صعوبة بالغة في عمليات الإنقاذ والإخلاء بسبب استمرار القصف وتحليق طائرات الاستطلاع في سماء المنطقة. وجاءت هذه الغارة، بعد أخرى استهدفت مشروع بيت لاهيا شمال القطاع، وأسفرت عن استشهاد شخصين اثنين بالإضافة إلى اشتعال النيران، جراء قصف مسيرة إسرائيلية بقنابل طاولت الطابق الثالث من مستشفى كمال عدوان، الذي تعرض إلى قصف من طائرات مسيرة بعشرة قذائف، في حين سيرت قوات الاحتلال 3 روبوتات متفجرة باتجاه المستشفى الذي يعاني من انقطاع كامل للتيار الكهربائي، ونفاد الأدوية والمستلزمات الطبية، نتيجة القصف المتكرر والحصار المفروض على المنطقة.مقتل ضابط إسرائيليفي المقابل، اعترف الجيش الإسرائيلي، على لسان المتحدث باسمه بمقتل ضابط، وإصابة آخرين بجراح متفاوتة في كمين تعرضوا له في المعارك الدائرة في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.وأفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية، أنه بالإضافة إلى مقتل الضابط والجندي في معارك رفح، أصيب جنديان آخران بجراح متوسطة، مشيرة إلى أن الجنود وقعوا في الكمين عقب انهيار مبنى تم تفخيخه مسبقاً، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوفهم، ولم تذكر وسائل الإعلام الإسرائيلية تفاصيل إضافية حول الحادثة.سياسة التجويعوتزامناً مع المجازر التي يرتكبها الاحتلال، تستمر سياسة التجويع في القطاع ما دفع المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي إلى دقّ ناقوس الخطر بالقول إن مليوني شخص يواجهون جوعاً حاداً في أنحاء غزة، مشددة على ضرورة الوصول الإنساني الآمن لإنقاذ الأرواح وتجنب المجاعة في غزة. من جهتها، حذرت منظمة الصحة العالمية من الظروف "المروعة" في القطاع. وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس، تعليقاً على الاعتداءات المتكررة على مستشفى كمال عدوان، إن فريقاً من المنظمة زار بصعوبة المستشفى قبل يومين "وسط أعمال عدائية وانفجارات في محيط المستشفى أثناء المهمة". وأوضح، في تصريح، عبر منصة "إكس"، إن الفريق "سلم خمسة آلاف لتر من الوقود والأغذية والأدوية، ونقل ثلاثة مرضى وستة مرافقين إلى مستشفى الشفاء" الرئيسي في القطاع الفلسطيني.وحذّر غيبريسوس من "ترك المستشفى من دون موظفين متخصصين في الرعاية الجراحية ورعاية الأمومة"، مشيراً إلى أن الهجمات أسفرت عن المزيد من الأضرار في المنشأة وإمداداتها من الأكسجين والكهرباء، مضيفاً "ان الظروف في المستشفى مروعة بكل بساطة"، ولا بد من "حماية الرعاية الصحية ووقف هذه الجحيم".مهددون بالموتوفي السياق الصحي أيضاً، أكد تقرير حقوقي، صدر اليوم، عن مركز الميزان لحقوق الانسان في فلسطين، أن حرب الإبادة على القطاع، وضعت مرضى الأمراض المزمنة المقدر عددهم بـ350 ألف مريض، في مواجهة خطر الموت، مشدداً على حاجتهم إلى توفر الأدوية والعلاجات المناسبة بشكل دائم.وأشار التقرير إلى أن الخدمات الطبية للأمراض المزمنة في قطاع غزة تأثرت خلال حرب الإبادة، نتيجة خروج العديد من المستشفيات والأقسام المتخصصة عن الخدمة، وفقدان كثير من أصناف الأدوية والمستهلكات الطبية، داعياً المجتمع الدولي ومؤسساته الفاعلة بالضغط وحماية حياة المرضى، لا سيما المصابين بالأمراض المزمنة، وحماية المستشفيات والمنشآت الصحية وأفراد الطواقم الطبية.حصيلة الضحايا من الطلابفي غضون ذلك، كشفت وزارة التربية والتعليم العالي، أن عدد الطلاب الذين استشهدوا، بلغ 12799 طالباً وطالبة، فيما أصيب 20,942 آخرين منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والضفة الغربية، منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.وأوضحت الوزارة في بيان، اليوم الثلاثاء، أن عدد الطلبة الذين استُشهدوا في قطاع غزة منذ بداية العدوان، وصل إلى أكثر من 12 ألفاً و681، والذين أصيبوا إلى 20 ألفاً و311، في حين استشهد 118 طالباً، وأصيب 631، إضافة إلى اعتقال 538 في الضفة الغربية، مضيفة أن العدوان أدى أيضاً إلى استشهاد 598 معلماً وإدارياً وإصابة 3 آلاف و801 آخرين بجروح، فيما تعرض أكثر من 158 معلماً وإدارياً للاعتقال في الضفة.