2024- 12 - 25   |   بحث في الموقع  
logo قتيلان وجرحى بانهيار مبنى في الميناء.. إليكم التفاصيل logo 2024: عام مواجهة النزوح السوري والتسهيلات الأممية لبقائهم بلبنان logo مقدمات نشرات الاخبار logo مِنحة تشريعيّة “للبدايات البيضاء”!.. بقلم: د. رنا الجمل logo جنبلاط وترشيح عون.. توقيت خاطىء؟.. عبدالكافي الصمد logo الايجابيات الرئاسية تتراجع.. من يقصد باسيل بمرشح التوافق؟!.. غسان ريفي logo : تهنئة من القلب في عيد الميلاد logo العودة إلى دمشق: المدينة التي كرهتها وأحببتها دوماً (1)
الأسد في موسكو يثير غضب الروس وسخريتهم
2024-12-17 10:25:42


عشرة أيام مضت على سقوط الأسد، ولم تصدر بعد كلمة واحدة منه تعليقاً عما كشفت عنه هذه الأيام من أهوال وفظائع ارتكبها نظامه، وجعلت أنظار العالم تتسمر على شاشات التلفزة، غير مصدقة أن بشراً ارتكبوا هذه الوحشية. أيام لا يقارن وقعها على العالم إلا بوقع "الأيام العشرة" التي تحدث عنها جون ريد، إثر إنقلاب البلاشفة على الثورة الروسية، وقال بأنها هزت العالم. والبيان الذي صدر الإثنين في 16 الجاري بإسم "رئاسة الجمهورية السورية"، لم يأت على ذكر ما نقلته الشاشات من صور التوحش الذي ارتكبه بحق السوريين وغيرهم. ولم يكن أحد ينتظر أن يخرج الأسد ليقول شيئاً عن ذلك، أو ليعلن أسفاً أو ندامة، فهو كما والده لم يعتد ذلك. كما لم يعتد تفسير أو تبرير أو نكران ما يأتيه، فهو "الرب" كما كان يجبر جنوده على ترداده. والرب لا يفسر ولا يبرر. قد يكون البعض كان يتوقع أن يكون سقوطه، بعد شعاره "الأسد إلى الأبد"، قد علمه الإلتفات إلى ما يدور في الواقع، وإلى أنه جزء منه وليس فوقه "إلى الأبد". لكن السوريين قطعوا "أبده"، وخلقوا واقعاً جديدأ، يأمل فيه السوريون وأبناء المنطقة ألا يكون فيه مكاناً لسفاحين "أبديين" آخرين، بل عدالة تقتص من كل ينصب نفسه إلهاً على السوريين.لنتخيل المستحيل، ونفترض أن الأسد فر إلى الغرب وليس إلى موسكو، فهل كانت الصحافة الغربية لتنتظر كل هذا الأيام حتى يتكلم، أم أنها كانت لتستخدم كل ترسانتها الإعلامية لمعرفة، على الأقل، مكان إقامته بالتحديد. لكن الغرب لم يكن ليستقبل مثل هذا السفاح المتعالي على الواقع والبشر، بل استقبلته موسكو صديقة السفاحين المقتلعين من عروشهم، أو الذين لا يزالون متمسكين بها. وموسكو لم تبق على إعلام حر مستقل في روسيا، بل نفته إلى الخارج، والمتبقي منه في الداخل، إما أنه رسمي تابع للكرملين مباشرة، أو أنه يدور في فلكه. ومن المستحيل أن ينشر هذا الإعلام شيئاً عن الأسد في موسكو، إلا ما يسمح الكرملين بتسريبه إلى هذا الإعلام. ويفترض البعض أن صمت الأسد وعائلته قد يكون أحد شروط الكرملين لمنحه اللجوء، ويعفيه بذلك من "إحراج" الكلام أمام فظاعة ووحشية الصور التي تنشرها شاشات التلفزة. لكن البيان، إن صح أنه صادر عنه بإسم رئاسة الجمهورية، لا يمكن أن يصدر من دون علم السلطات الروسية وسماحها بنشره. وقد يستدعي من السلطة الجديدة في دمشق توخي الحذر من احتمال استخدام الكرملين للسفاح المخلوع في أعمال التشويش على مسار استعادة الدولة ومؤسساتها.إعلام الكرملين الرسمي أو الذي يدور في فلكه، لا ينشر ما يتعلق بالأسد وفراره، إلا ما ينقله عن الإعلام والمصادر الغربية والشرق أوسطية. والنصوص التي ينشرها بشأن الحدث السوري، تقتصر على تحليل معلومات هذه المصادر واستعراض آراء الخبراء الروس بشأنها. وينال الأسد في نصوص هذا الإعلام قسطاً وافراً من الملامة وتحميله المسؤولية الرئيسية عن سقوطه. وتعليقات القراء الروس على هذه النصوص تكاد تقتصر على السخرية الغاضبة من الأسد، والسخط على الكرملين لتبديده كل هذه الإمكانيات والتضحية بحياة الجنود الروس لدعم "سلطة جمعت كل هذا العدد من الحمقى"، كما علق أحد قراء صحيفة الكرملين على نص نشرته في 8 الجاري.
اليومية postimees.ee التي تصدر في جمهورية إستونيا نشرت في 16 الجاري نصاً يدحض ما قاله الأسد في البيان المنسوب إليه، بأنه لم يخطط مسبقاً لفراره. فقد قالت الصحيفة إن الأسد كان يعد مسبقاً لحياة مرفهة في المنفى. إذ نقل إلى موسكو 2 طن من الأوراق النقدية. ونقلت عن الفايننشال تايمز قولها إن العالم بدأ مطاردة مليارات الديكتاتور السوري المخلوع. إذ أصبح من المعروف أن البنك المركزي السوري نقل إلى موسكو في الفترة 2018 – 2019 أوراق دولار ويورو نقدية بقيمة حوالى 250 مليون. وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن الصحافيين عثروا على تسجيلات تشير إلى أن المبلغ المنقول إلى موسكو كان يتشكل من أوراق نقدية من فئة 100 دولار و500 يورو، ويعادل وزنه حوالى 2 طن.
وعلى الرغم من أنه بين العامين 2012 و2018 لم يكن هناك من رحلات طيران بين دمشق وموسكو، إلا أن المبلغ تم شحنه عبر 21 رحلة جوية لحساب مصرف "المؤسسة المالية الروسية" الذي تسيطر عليه شركة Rosoboronexport.لم تقتصر السخرية من الأسد اللاجئ في موسكو على قراء الصحف والناشطين السياسيين فقط، بل رأى نواب روس في البرلمان (الدوما) أن السفاح الفار من مواجهة تبعات سقوطه، لا يستحق سوى السخرية المرفقة بسؤال الكرملين عن حاجته إلى "طيارين أُسقطوا من علياء تحليقهم".
صحيفة القوميين الروس المتشددين SP نقلت في 15 الجاري عن عضو لجنة الشؤون الدولولية في البرلمان (الدوما) الروسي دمتري كوزنتسوف إفتراضه أن الأسد، أو بالأحرى عائلته، كان يمكن أن يتسلم إحدى مناطق الدونباس المتضررة من العمليات العسكرية، ويستقر في أحد المباني الجديدة في مدينة ماريوبول. كما كان بوسعه أن يدعم المخرج الصربي أمير كوستوريكسا في تصوير فيلم في الدونباس مستوحى من دوستويفسكي. ويقول إنه يدعمه في أن يثبت نفسه في خدمة الشعب الروسي، وبعد ذلك، لمساهمته في استعادة الدونباس، يمكن النظر في مسألة الجنسية.
تعلق الصحيفة على فكرة البرلماني الروسي بالقول إنه من وجهة نظر تبسيطية، يبدو الإقتراح منطقياً تماماً. فطالما أن روسيا أنقذت "الزعيم السوري" السابق من تكرار المصير البائس لكل من صدام حسين ومعمر القذافي، عليه بالتالي أن يشكرها كدليل على امتنانه. فروسيا يجب أن تحصل منفعة ما من "الطيارين الذين تم إسقاطهم".
لكن الصحيفة استضافت برلمانيا روسياً سابقاً، ناقش هذا الاقتراح، وبيّن مضاره بالنسبة لسمعة روسيا العالمية، وعدَّد الخدمات التي أداها الأسد ووالده للاتحاد السوفياتي وروسيا. صحيفة الكرملين VZ نشرت في 9 الجاري نصاً رأت فيه أن "الأسد سيبلغ شيخوخة مشرفة في روسيا". تصرالصحيفة، كما كل إعلام الكرملين منذ اليوم الأول لسقوط الأسد على القول إنه لم يهرب تحت جنح الظلام، بل تخلى عن منصبه طوعياً خلال المفاوضات مع "المشاركين في الصراع المسلح"، بعد أن أصدر تعليماته للوزراء المتبقين في دمشق بنقل السلطة سلمياً.
نقلت الصحيفة عن الخبير الروسي Youri Liamine تعليقه على مطالبة بايدن بتقديم الأسد وأركانه إلى العدالة الدولية، بقوله إن الأسد موجود الآن في روسيا التي منحته حق اللجوء، وطالما أنه "عندنا" لا تستطيع لا الولايات المتحدة ولا الاتحاد الأوروبي تقديمه للمحاكمة.
حظي نص الصحيفة بـ36 تعليقاً من القراء تنبض بالسخرية الغاضبة. قال أحدهم إنه كان يجب منحه "تقاعداً مشرفاً" منذ خمس سنوات، وتنصيب إداري كفوء مكانه. آخر قال إن الأسد سوف يشيخ في روسيا، لكن من دون أي تبجيل. أحدهم رأى أنه كان من الأفضل تعليق مشنقة له، وليس "شيخوخة مشرفة". أحدهم قال: "فلنطرد هذا المكلل بالعار"، الذي قال يوماً إنه لن يفر من وطنه، وصدق بوتين. "كم فقدنا من شبابنا من أجل هذا الحقير. تفوه، قذارة".


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top