سقط 52 شهيداً وأصيب العشرات، في مسلسل المجازر المستمر، الذي يرتكبه جيش الاحتلال الإسرائيلي، في قطاع غزة، فيما ارتفع منسوب الحديث عن صفقة مرتقبة لتبادل الأسرى ووقف اطلاق النار، والتي عبّرت عنها مواقف دولية مختلفة، بالإضافة إلى إشارات بهذا الصدد، من قبل مسؤولين إسرائيليين، وفي حركة "حماس".
وترجمة للمؤشرات الإيجابية، أطلق وزير الأمن الاسرائيلي يسرائيل كاتس، موقفاً أشار فيه إلى الاقتراب من إبرام صفقة تبادل للأسرى مع حركة "حماس"، "أكثر من أي وقت مضى"، منذ الصفقة الماضية.
وقال كاتس: "الأسرى هم الهدف الأول للحرب، ونؤيد التوصل إلى صفقة حتى لو كانت جزئية"، مؤكداً أن "صفقة التبادل المحتملة، ستحظى بدعم الغالبية، في حكومة بنيامين نتنياهو".
في المقابل، كشف مسؤول في حركة "حماس"، عن إحراز تقدّم غير مسبوق في المفاوضات، حول وقف إطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح الأسرى، لكنه شدد أنه "على نتنياهو اتخذا القرار النهائي بهذا الصدد".
توسع باستهداف مدارس الإيواء
ميدانياً، وسّع جيش الاحتلال من هجماته على مراكز الإيواء والنازحين، فاستهدف بالقصف الجوي والمدفعي، 4 مدارس تأوي نازحين، فيما بلغ عدد المجازر 7 خلال الـ24 ساعة الماضية.
وواصلت آليات الاحتلال إطلاق النار جنوب تل الهوى، في حين تم استهداف مخيم جباليا بالقصف المدفعي، وجرى نسف مبانٍ في محيطه وفي منطقة أبو قمر فيه، كما استُهدفت بيت لاهيا بالمدفعية، وفجّت روبوتات مفخخة فيها وفي مشروعها.
وطال القصف بلدة خزاعة شرق خانيونس جنوبي القطاع، فيما استهدفت غارة جوية مدينة رفح جنوبي القطاع.
وأشارت وزارة الصحة الفلسطينية إلى وصول 52 شهيداً و 203 إصابات، الى المستشفيات في المجازر المرتكبة ضد عائلات القطاع، مشيرة إلى "أن عدداً من الضحايا، لا يزال تحت الركام وفي الطرقات، لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم".
الدفاع المدني يستنكر
من جهته، دان الدفاع المدني في قطاع غزة، بأشد العبارات مواصلة جيش الاحتلال الإسرائيلي، اغتيال طواقم الدفاع المدني. وعبّر عن رفضه ادعاءاته المضللة لتبرير استهدافه للمراكز الصحية، مشدداً على أن الدفاع المدني عمله خدماتي إنساني.
واستنكر الجهاز، مزاعم جيش الاحتلال، حول مركز دفاع مدني النصيرات، والذي وصفه بـ "مجمع إرهابي"، لافتاً النظر إلى أن ذلك جاء لتبرير استهدافه للمركز.
واستهجن الدفاع المدني "محاولات الاحتلال الإسرائيلي المستمرة، زج وتشويه دورنا المعلوم وهدفنا الإنساني النبيل، ليبرر كاذبا للعالم ادعاءاته باستهداف طواقمنا، وغفل أن جيشه دمر معظم مقراتنا ومركباتنا منذ الأيام الأولى للحرب، ومنع طواقمنا من ممارسة عملها في شمال قطاع غزة، ما يدلل على رفضه المطلق لوجود أي خدمات إنسانية أو طبية."
وإذ شدد الدفاع المدني على أن مراكزه والأماكن التي تقيم فيها طواقمه معروفة للمنظمات الإنسانية، تساءل عن كيفية تبرير جيش الاحتلال لطواقمه 17 مرة أثناء عملها داخل المباني التي يقصفها وأثناء عمليات إنقاذ الأطفال؟ مضيفاً "هل تلك الأماكن تعتبر تجمعات إرهابية" يستوجب استهدافها؟".
حليب الرضع مهدد بالنفاذ
وأدت الحرب المتواصلة، إلى واقع إنساني مأساوي في القطاع، إذ أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، أن إمدادات حليب الأطفال لديها تكاد تنتهي، إذ لم يتبقّ إلا 6 صناديق لتوزيعها، في حين يعتمد عليها نحو 8 آلاف و500 رضيع في القطاع للحصول على الحليب.
وأوضحت الوكالة أن الصناديق المتبقية كانت من دفعة تسلّمتها قبل 3 أشهر، لافتة إلى أن النقص في الإمدادات، يُعرّض حياة الرضع، وأكثر من 200 ألف شخص يعتمدون على خدماتها للخطر.
وأكدت أن نحو 19 ألف طفل في القطاع دخلوا المستشفى بسبب سوء التغذية الحاد خلال الأشهر الأربعة الماضية، مشيرة إلى أن العدد تضاعف عن مطلع العام الحالي.