تستمر الخروقات الإسرائيليّة لاتفاق وقف إطلاق النار، وعدا عن تحليق المسيّرات الاستطلاعيّة في الأجواء اللّبنانيّة وتحديدًا العاصمة بيروت وضاحيتها الجنوبيّة، أفيد اليوم عن عمليات جديدة قام بها الجيش الإسرائيليّ جنوبًا، تضمنًت نسفًا وتفجيرًا لبعض المنازل في بلدات شيحين وعيترون وبليدا، وسُمع دويّ انفجاراتٍ عنيفة في محيط بنت جبيل. وفي مقابل هذه الخروقات، قال رئيس الحكومة الإسرائيليّة بنيامين نتنياهو، عن التطورات الأخيرة تحديدًا ، لقد "ضربنا مسارات تهريب السّلاح إلى حزب الله عبر سوريا"، مشيراً في تصريحٍ آخر إنه "سنواصل ضرب حزب الله بالشكل المطلوب".
إلى ذلك، أفادت هيئة البثّ الإسرائيليّة، بأن "مفوّض الحكومة لإعادة إعمار الشمال وإعادة السكّان يستقيل من منصبه ويقول إن صلاحياته قُلصت".تطور النظام الجويّ لحزب اللهمن جهتها، نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية تقريراً حديثاً تناول فيه تطور قدرات الدفاع الجوي لحزب الله في لبنان، والذي أصبح يشكل تهديداً متزايداً للطائرات الإسرائيلية في السنوات التي سبقت الحرب مع لبنان. التقرير يشير إلى أن حزب الله أنشأ نظاماً متكاملاً لمكافحة الطائرات، يتضمن أكثر من 100 بطارية صواريخ أرض-جو، بالإضافة إلى رادارات متطورة إيرانية وروسية، والتي تم نشرها في مناطق استراتيجية في لبنان.
ووفقاً للتقرير، فقد تعرضت إسرائيل لمواقف محورية عندما توقفت طائراتها عن التحليق في الأجواء اللبنانية قبل عامين من أحداث 7 أكتوبر 2023. هذه التحولات جاءت بالتوازي مع تحصين الأجواء السورية التي شهدت أيضاً تدابير مكثفة لإنشاء جدار جوي في سوريا.
وأشار التقرير إلى أن إسرائيل كانت في حالة استنفار دائم نتيجة انتشار أنظمة الدفاع الجوي في سوريا، والتي كانت تشمل صواريخ متقدمة مثل "S-300" التي كانت في حوزة روسيا. لكن، وفي مفاجأة كبيرة، فقد تضاءل التهديد في الأجواء السورية بعد تدمير أكثر من 100 بطارية صواريخ في عملية عسكرية واسعة النطاق، والتي استهدفت بالدرجة الأولى الأنظمة السورية المضادة للطائرات مثل "ميغ" و"سوخوي"، والتي كانت تعتبر في وقت من الأوقات منافسة لطائرات "F16" و"F15" الإسرائيلية.
ورغم هذا النجاح، بقيت هناك بطاريات صواريخ متقدمة في الأراضي السورية تحت سيطرة روسيا في قواعد عسكرية. لكن، التهديد الأكبر جاء من حزب الله الذي قرر تعزيز دفاعاته الجوية بشكل غير مسبوق، حيث استفاد من الخبرات السورية والإيرانية وطوّر نظاماً متقدماً لمكافحة الطائرات، بما في ذلك تغطية العديد من المناطق الإسرائيلية الحيوية مثل وادي يزرعيل وحيفا وطبريا.
ووفقاً للتقرير، فإن حزب الله لم يكن يهدف إلى شل سلاح الجو الإسرائيلي بالكامل، بل كان هدفه الأساسي هو تحقيق إنجاز ملموس، مثل إسقاط طائرة حربية إسرائيلية، وهو ما نجح في تحقيقه بالفعل بعد أشهر من اندلاع القتال، حيث أسقطت البطاريات التابعة لحزب الله طائرات مسيرة إسرائيلية باستخدام صورايخ "SA-67".
كما أشار التقرير إلى أن إسرائيل بدأت في جمع معلومات استخباراتية عميقة حول نظام الدفاع الجوي لحزب الله، ليتبين أن النظام يضم حوالي 3000 عنصر، معظمهم من خريجي دورات تدريبية في سوريا وإيران. هذا النظام كان مكوناً من ثلاث وحدات جغرافية: وحدة الدفاع الجوي الجنوبية، وحدة بيروت، ووحدة البقاع. ويُتوقع أن تستمر الضغوط على حزب الله من خلال الضربات الإسرائيلية المستمرة، التي بدأت بتآكل تدريجي لنظامه الدفاعي، فيما تواصل إسرائيل جهودها لاستعادة الردع في الأجواء اللبنانية.