أعلن المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا غير بيدرسن، الأحد، تأييده رفع العقوبات المفروضة على هيئة تحرير الشام. وأكد أنّ العدالة "الموثوقة" ضرورية لتجنّب الأعمال "الانتقامية"، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن سوريا بحاجة إلى مساعدة "إنسانية فورية".عدالة ومساءلةوالأحد، وصل بيدرسن إلى دمشق في أول زيارة لمسؤول كبير في الأمم المتحدة، بعد أسبوع على سقوط حكم بشار الأسد، إثر قمع لا يرحم استمر لعقود. وليس من الواضح ما إذا كان سيلتقي أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني) قائد هيئة تحرير الشام، التي قادت فصائل المعارضة المسلحة التي أسقطت حكم بشار الأسد.
ووفقاً لتصريحات أُرسلت للصحافيين، قال بيدرسن: "نحن بحاجة إلى أن نرى أن هناك عدالة ومساءلة عن الجرائم التي ارتُكبت. نحن بحاجة إلى التأكد من أن ذلك يحدث عبر نظام قضائي موثوق، وأنّه لا يوجد انتقام".وشدد بيدرسن عند وصوله إلى دمشق على ضرورة أن تبدأ مؤسسات الدولة بالعمل بشكل كامل مع ضمان الأمن لها، متمنياً رؤية نهاية سريعة للعقوبات على سوريا، وأن تنطلق فيها عملية التعافي قريباً. وأوضح أن سوريا بحاجة إلى مساعدات "إنسانية فورية إضافية". وقال: "نعلم جميعاً أن سوريا مرّت بأزمة إنسانية ضخمة. يتعيّن علينا ضمان حصولها على مزيد من المساعدات الإنسانية الفورية، للشعب السوري ولجميع اللاجئين الذين يرغبون في العودة. هذا أمر بالغ الأهمية".الترتيبات الانتقاليةوالثلاثاء الماضي، قال بيدرسون إن الترتيبات الانتقالية في سوريا لا بد أن تكون شاملة قدر الإمكان، لتضم فصائل من بينها هيئة تحرير الشام، التي تصنفها الأمم المتحدة جماعة إرهابية. وذكر خلال إفادة صحافية في مقر الأمم المتحدة في جنيف أن "تسع سنوات مرت الآن على اعتماد هذا القرار (إعلان هيئة تحرير الشام جماعة إرهابية)، والحقيقة حتى الآن أن هيئة تحرير الشام والفصائل المسلحة الأخرى ترسل رسائل جيدة إلى الشعب السوري... عن الوحدة والشمول". وبعد هجوم خاطف استمرّ 11 يوماً، تمكّنت الفصائل من دخول دمشق في الثامن من تشرين الأول/ديسمبر، وإنهاء حكم آل الأسد الذي استمرّ أكثر من نصف قرن والذي عُرف بالقمع الوحشي.وطيلة الأيام التالية، طغت مشاهد الاحتفالات على مختلف المدن السورية وبين السوريين الموجودين في الخارج. وتعرّضت تماثيل الأسد ووالده وأفراد عائلته للتدمير في مدن عدّة، بينما نُهب قصره ومقرّ إقامته في دمشق. وقال أحد السوريين: "كان يعيش في رفاهية بينما كنّا نعاني".وفي مقابل تداول صور معتقلين تعرّضوا للتعذيب في السجون وشهادات عن الرعب والخوف في ظل حكم بشار الأسد، انتشرت تصريحات لسوريين متفائلين بسقوطه، عبّرت عن نشوة بـ"الحرية" و"التوقف عن الخوف" و"نهاية الكابوس".وفكّت هيئة تحرير الشام بقيادة أبو محمد الجولاني ارتباطها بتنظيم القاعدة في العام 2016، لكن دولا غربية عدة أبرزها الولايات المتحدة لا تزال تصنفها "منظمة إرهابية".دعم عسكريوفي سياق آخر، أعلن وزير الدفاع التركي يشار غولر الأحد، أن أنقرة مستعدّة لتقديم دعم عسكري للحكومة السورية الجديدة إذا طلبت ذلك، مؤكداً أنه يجب منحها الفرصة للعمل. ومنذ العام 2016، تمارس تركيا نفوذاً متنامياً في شمال سوريا، حيث أقامت علاقات مع هيئة تحرير الشام. والسبت، أعادت فتح سفارتها في سوريا التي كانت مغلقة منذ العام 2012.وفيما تستضيف تركيا نحو ثلاثة ملايين سوري غادروا بلدهم جراء النزاع، أعلن وزير الداخلية علي يرلي كايا في منشور على منصة "إكس" الأحد، أن 7621 سورياً "عادوا بشكل طوعي من تركيا" بين 9 و13 كانون الأول/ديسمبر.