في اليوم الـ435 لحرب الإبادة، قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي مدارس تضم نازحين ومنازل في مناطق متفرقة في قطاع غزة، ما أدى إلى سقوط عشرات الشهداء والمصابين، فيما بثت "كتائب القسام" مشاهد لكمين مركب، نفذته ضد آليات وجنود الاحتلال شمالي القطاع.وفيما يتواصل، الحراك الدبلوماسي الأميركي، وهذه المرة من القاهرة، حيث استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، ومنسق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجلس الأمن القومي الأميركي بريت ماكغورك، في محاولة لوقف الحرب على غزة، أكدت حركة حماس أنها مستمرة في جهودها لوقف حرب الإبادة الإسرائيلية، مشددة على أنها تعاطت بكل إيجابية ومسؤولية عالية مع كافة المبادرات.عشرات الشهداء والمصابينميدانياً، شهد القطاع مجزرة جديدة جرّاء غارة جوية إسرائيلية على محيط مقر بلدية دير البلح، أدت إلى سقوط عشرة شهداء في حصيلة أولية، بينهم رئيس بلدية دير البلح، وأصيب العشرات، في حين، سقط 7 شهداء وأصيب 20 آخرين، غالبيتهم من النساء والأطفال، في غارة أخرى، استهدفت مدرسة ماجدة الوسيلة في مدينة غزة.وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي، أنذر ليل الجمعة - السبت، سكان مناطق سكنية جنوب شرق بلدة جباليا، الواقعة بين محافظتي شمال غزة ومدينة غزة، بإخلائها تمهيداً لهجوم عسكري. وأدت عمليات القصف المستمرة للقطاع من قبل جيش الاحتلال، إلى استشهاد الصحافي محمد بعلوشة في قصف استهدف منزله في شارع أحمد ياسين بحي الصفطاوي شمال غزة. كما استشهد فلسطيني وأصيب آخران أحدهما بجروح خطيرة شرق مخيم البريج وسط القطاع، فيما أصيب عدد من الأشخاص في حي الزيتون في مدينة غزة.كمين مركّب لـ "القسام"في المقابل، بثت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، مشاهد مصورة توثق هجوم مقاتليها على شاحنة تقل عدداً من جنود الاحتلال غرب مخيم جباليا، شمالي قطاع غزة في التاسع من الشهر الحالي. وبحسب المشاهد، استهدف مقاتلو القسام، شاحنات وآليات عسكرية محملة بالجنود الإسرائيليين، قرب مفترق الاتصالات غرب مخيم جباليا، بالإضافة إلى سيطرة المقاتلين، على جرافة عسكرية قبل إحراقها والانسحاب من المكان. وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي اعترف في وقت سابق بمقتل ضابط وجنديين في الكمين.وتظهر المشاهد، التي عرضتها القسام، مجموعة من المقاتلين وهم يخططون ويجهزون للكمين المركب، وقال أحد المقاتلين إنهم سينفذون كميناً محكماً ضد قوات الاحتلال، مشيراً إلى أنه وفقاً للمعلومات التي حصلوا عليها من خلال الاستطلاع والرصد الميداني، فإن العدو يتمركز بسرية من لواء غفعاتي غرب جباليا، ومدعمة بقوات أخرى.حراك دبلوماسيسياسياً، التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مع مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، ومنسق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمجلس الأمن القومي الأميركي بريت ماكغورك، بحضور وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، ورئيس المخابرات العامة اللواء حسن رشاد، والسفيرة الأميركية لدى القاهرة هيرو مصطفى جارج. وجرى خلال اللقاء بحث تطورات المنطقة ووقف إطلاق النار في غزة.وكان سوليفان، تحدث أمس الجمعة، عن قرب التوصل إلى صفقة تبادل أسرى بين إسرائيل وحركة حماس. وقال في مقابلة أجرتها معه القناة 13 الإسرائيلية الخاصة، قبل ساعات من اختتام زيارته الى تل أبيب التي وصل إليها الخميس: "لقد حانت اللحظة المناسبة، نحن قريبون من التوصل إلى صفقة"."حماس": جهودنا كبيرة لوقف "النار"واليوم السبت، أكدت حماس في بيان أصدرته لمناسبة ذكرى انطلاقتها أنها تواصل "جهودها الكبيرة" لوقف حرب الإبادة، مشيرة إلى أنها بذلت، ولا تزال، جهوداً كبيرة لوقف العدوان وإنهاء المعاناة، وتعاطت بكل إيجابية ومسؤولية عالية مع كافة المبادرات. وعبّرت الحركة عن انفتاحها على أي مبادرات جادة وحقيقية لوقف العدوان وجرائم الاحتلال، مؤكدة تمسكها الراسخ "بحقوق شعبنا وثوابته وتطلعاته، والوفاء لدماء الشهداء وتضحياتهم". كما جددت تمسكها بـ"عودة النازحين وانسحاب الاحتلال، وإغاثة شعبنا وإعمار ما دمَّره الاحتلال، وإنجاز صفقة جادة لتبادل الأسرى" في أي مبادرة لوقف الإبادة بغزة.وأوضحت حماس أن الشعب الفلسطيني "له الحق المطلق ويملك القدرة والكفاءة والإرادة الحرّة، في أن يُقرّر مستقبله ويرتّب بيته الداخلي بنفسه"، قائلة: "لا يجوز لأحد أن يفرض الوصاية عليه، أو أن يُقرّر بالنيابة عنه". وشددت الحركة على رفضها "أي مشاريع دولية وصهيونية لتحديد مستقبل قطاع غزة، بما يتناسب مع معايير الاحتلال ويكرس استمراره"، داعية محكمة العدل الدولية والمنظمات الحقوقية إلى "مواصلة عملها في توثيق جرائم الحرب الصهيونية، ضدّ الشعب الفلسطيني، وتقديم مرتكبيها للمحاكمة ومنع إفلاتهم من العقاب".