أكدّ الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أنّ "حزب الله قوي ويتعافى من جراحاته ومن كان يتأمل بانتهاء حزب الله خاب أمله"، ولكنّه اعترف في المقابل أنّ الحزب "خسر في هذه المرحلة" أي بعد سقوط نظام بشار الأسد "طريق الإمداد العسكري"، معتبراً أنّ هذه المسألة تبقى "تفصيلاً حيث يمكن البحث عن طرق أخرى".
وتطرق قاسم في إطلالة تلفزيونية إلى الشأن السوري متمنياً "التعاون بين الشعبين والحكومتين في سوريا ولبنان"، والتأكيد على خيار الشعب السوري. امّا التمني الأكبر فكان "بأن تعتبر هذه الجهة الحاكمة الجديدة في سوريا أنّ إسرائيل عدو"، مشيراً إلى أنّ "إسرائيل دمرت كل الإمكانات الخاصة بالجيش السوري تحت عناوين مختلفة وهذا دليل على القرار التوسعي في كل الدول العربية". وأكدّ قاسم في هذا الإطار أنّه "لا يمكننا الحكم على القوى الجديدة في سورية إلا عندما تستقر وتتخذ مواقف واضحة وينتظم وضعها".المقاومة مستمرةوتضمنت كلمة قاسم ملفات محلية عدّة أبرزها التأكيد في أكثر من مرة أنّ "المقاومة مستمرة"، وبأنّ "هذا العدو لا يكبحه إلاّ المقاومة"، التي منعت إسرائيل "من الدخول إلى الشرق الأوسط الجديد من بوابة لبنان". قاسم اعتبر أنّ "اتفاق وقف إطلاق النار هو لإنهاء العدوان وليس لإنهاء المقاومة وهو تنفيذي ومستمدّ بالقرار 1701 ويرتبط بمنطقة جنوب نهر الليطاني حصراً"، وبالتالي فإنّ "الاتفاق لا علاقة له بالداخل اللبناني ولا بعلاقة المقاومة بالدولة"، وتحدث أيضاً عن برنامج عمل الحزب راسماً خارطة طريق للمرحلة المقبلة تقوم على "تنفيذ الاتفاق في جنوب نهر الليطاني وإعادة الإعمار بعد العدوان الإسرائيلي"، اضافة إلى سياسة اليد الممدودة مع كل المكونات للتوصل إلى انتخاب رئيس للجمهورية، والتأكيد على التعاون المطلق مع الجيش اللبناني.برنامج العملوضمن برنامج عمل حزب الله في المرحلة المقبلة، قال قاسم "يضمن البرنامج الحوار الإيجابي حول القضايا الإشكالية، ومنها ما هو موقف لبنان من الاحتلال الاسرائيلي لأرضه؟ وكيف نقوّي الجيش اللبناني؟ وماهية استراتيجية الدفاع اللبنانية؟". وأعلن الشيخ قاسم عن 5 نقاط وهي:
‫أولا: تنفيذ الاتفاق في جنوب نهر الليطاني. ‫ثانيا: إعادة الإعمار بمساعدة الدولة ‫المسؤولة عن الإعمار والتعاون مع كل الدول ‫والمنظمات والأشقاء والأصدقاء الذين يرغبون ‫في مساعدة لبنان على الإعمار. ثالثاً: العمل الجاد لانتخاب الرئيس في 9 ‫كانون الثاني لتنطلق عجلة الدولة. رابعاً: المشاركة من خلال الدولة ببرنامج ‫إنقاذي، إصلاحي، اقتصادي، اجتماعي مبني على ‫المواطنة والمساواة تحت سقف القانون واتفاق ‫الطائف وفي مواجهة الفساد ومحاسبة المفسدين.‫خامسا: الحوار الإيجابي حول القضايا ‫الإشكالية. مستقبل المقاومةما هي المقاومة؟ سأل قاسم هذا السؤال في معرض حديثه عن مستقبل المقاومة. وقال إنّ "شرعية المقاومة تأخذها من إيمانها بقضيتها مهما كانت الإمكانات"، معتبراً أنّ هذه "المقاومة تربح بالنقاط وليس بالضربة القاضية على عدوها. والانتصار هو أن لا تتزعزع وأن تبقى هذه المقاومة". وأضاف قاسم "فلسطين نقطة الارتكاز لتحريرها في هذه المنطقة، فخير لنا أن نواجه هذه الغدة السرطانية مجتمعين من أجل منعها من التوسع وإبطال احتلالها".
قاسم الذي اكد أنّ "مقاومة حزب الله مستمرة إيماناً وأعداداً"، رداً على كل التعليقات التي تقول انّ المقاومة انتهت، اعتبر أنّه عندما تُقدم التضحيات "فلا يعني ذلك أنّ المقاومة خسرت بل دفعت ثمن استمرارها"، متوجهاً بذلك إلى"أصوات النشاز التي تعيش حالة من الخيبة وردة الفعل".ودعا قاسم قائلاً: "تعالوا إلى مقاومة أُنشئت وبيّنت جدواها وبيّنت أن هذا العدو لا يمكن أن ينسحب إلا بالمقاومة"، متابعاً حديثه "كل مرحلة لها طرقها وأساليبها فحصلت بعض التغيّرات لكن المهم أن تبقى المقاومة".المشروع التوسعي الإسرائيليوعن المشروع التوسعي الإسرائيلي قال قاسم إنّ حزب الله كان يتوقع حصول العدوان الإسرائيلي على لبنان، لكنّه "لم نكن نعلم التوقيت الذي كانت إسرائيل ستختاره لشنّ عدوانها وهذا الأمر كان قبل طوفان الأقصى واستمرّ بعد تلك المعركة حتى حصل العدوان في أيلول". قاسم سأل ماذا أنجزت إسرائيل بعدوانها على لبنان، ليجيب "إسرائيل تمكنت من قتل قياداتنا وعلى رأسهم السيد حسن نصرالله، وخرقت الإتصالات التابعة لحزب الله وهذه الأمور تعدّ من "إنجازات العدو" خلال الحرب والثمن كان كبيراً ومؤلماً".
ولكن في المقابل قال قاسم إنّ "حزب الله منع العدو من القضاء على المقاومة وسحقها"، بعدما تمكن الحزب من تهجير أكثر من 200 ألف مستوطن إسرائيلي "فيما قتلت المقاومة وجرحت مئات الجنود الإسرائيليين بالإضافة إلى إحداثها أضراراً جمّة في الجبهة الداخلية الإسرائيلية".عوامل القوةقاسم إعتبر أنّ "العدو ذهب إلى وقف إطلاق النار بسبب عوامل القوة والصمود"، مشيراً إلى أنّ "الحزب أنجز المواجهة ضد إسرائيل بإنتصار حقيقي والعدو وجد أن آفاق معركته ضد حزب الله مسدودة ولهذا السبب ذهب إلى اتفاق لوقف إطلاق النار".
وأشار الأمين العام للحزب إلى أنّ "المقاومة كانت سداً منيعاً ومنعنا العدو من تحقيق هدف "الشرق الأوسط الجديد" من بوابة لبنان"، معيداً الحديث إلى الاتفاق الأميركي، حيث قال إنّه "تم عرض الاتفاق علينا وعلى رئيس المجلس النيابي نبيه بري وكانت هناك ملاحظات وعدّلنا ما استطعنا على الاتفاق وبالتالي الموفد الأميركي آموس هوكشتاين هو الذي أتى بالاتفاق". وعن الخروقات الإسرائيلية، تحدث قاسم عن صبر المقاومة على مئات الخروقات "من أجل أن نساعد على تنفيذ الاتفاق ولنكشف العدو ونضع كل المعنيين أمام مسؤولياتهم"، مؤكداً أنّ "الحكومة هي المعنية بمتابعة منع الخروقات الإسرائيلية، واللجنة المعنية بمتابعة الاتفاق معنية أيضًا". وأشار إلى أنّ "حزب الله يتابع الخروقات ونتصرف وفق المصلحة".
وختم قاسم حديثه بالتأكيد أنّ "المقاومة مستمرة"، مشيراً إلى أنّه "من المهم أن نقوم بقراءة بعد هذا التطور الكبير في المنطقة وإن شاء الله تكون النتائج إيجابية".