دخل الملف النووي الإيراني منعطفاً جديداً، مع بدء طهران لما يبدو أنها سياسة جديدة، لحماية منشآتها النووية، خصوصاً في ظل التصعيد الإسرائيلي المستمر، والتلويح بعمل عسكري ضد تلك المنشآت.
هذه التطورات وضعت القيادة الإيرانية، أمام فصل آخر من التعامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فبدت أقل "تشدداً" وأكثر مرونة في التعامل مع الوكالة من خلال الموافقة على تعزيز إجراءات الأخيرة الرقابية للمنشآت الإيرانية، وعدم إعاقة عملها، في خطوة يصفها المراقبون بأنها نوعاً من "التراخي"، وتسليم إيران المزيد من أوراق الضغط لديها، كي لا تكون "فريسة" أي تصعيد غير محمود العواقب، قد يطرأ على المنطقة.حق الوصول
وفي تعبير واضح، عن السياسة الجديدة لطهران، أكد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي، أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية كان لها على الدوام، حق الوصول إلى المراقبة الخاصة بها في إطار الضمانات، ومعاهدة "حظر الانتشار النووي"، قائلاً: "لم نضع أي عقبات أمامها ولن نفعل ذلك".
وفي تصريحات للصحافيين، اليوم السبت، على هامش إزاحة الستار عن مولد الترددات اللاسلكية المحلية العالية الطاقة والذي يعتبر من الأجزاء الرئيسية لمسرعات الإلكترون، قال إسلامي: "إن مستوى الرقابة يتغير بطبيعة الحال نظراً لنوع الأنشطة التي يتم تنفيذها، وهذا أمر طبيعي".
وأشار إسلامي إلى القيام بزيادة الطاقة الاستيعابية، "ومن الطبيعي أن يزيد عدد عمليات التفتيش أيضا". وأضاف "نحن نعمل وفق إطار الوكالة الدولية وانها أيضا تراقب أنشطة إيران".
وانتقد إسلامي المناقشات والتحريفات التي تستهدف بلاده، لافتاً النظر إلى أن "مصدرها الكيان الصهيوني الذي يقوم بالدعاية ضد برنامج إيران وانشطتها النووية منذ سنوات"، مشيراً إلى "أنهم يسعون إلى استفزاز العالم ضدنا".تأكيد دولي
وتأتي تصريحات إسلامي، بعد يوم، من إشارة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إلى أن إيران وافقت على زيادة إجراءات المراقبة التي تقوم بها الوكالة، مقابل المضي بقرارها زيادة وتيرة إنتاج اليورانيوم العالي التخصيب بشكل كبير.
ووفقاً لتقرير الوكالة، فإن إيران وافقت على طلب الوكالة زيادة وتيرة وكثافة" إجراءات المراقبة.
وكان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، قد قال يوم الخميس الماضي، إن إيران ستسمح بمراقبة وثيقة لمنشأة يورانيوم مثيرة للجدل بعد أن وافقت على تمكين الوكالة من إجراء عمليات مراقبة أكثر تواترا وكثافة.
وجاء تصريح غروسي بعد نشر معلومات من الوكالة ومقرها فيينا، مفادها أن إيران تعتزم زيادة طاقتها الإنتاجية الشهرية من اليورانيوم بنسبة 60 في المئة، من 4.7 كيلوغرام إلى أكثر من 34 كيلوغراماً. ويقول الخبراء إنه يلزم لصنع سلاح نووي، ما بين 40 و50 كيلوغراما من هذه المواد.