استفاق مخيم جنين اليوم السبت، على اشتباكات بين قوات أمن السلطة الفلسطينية ومقاومين، أدت إلى استشهاد أحد قادة "كتيبة جنين"، التابعة لـ"سرايا القدس"، بالإضافة إلى إصابات خطرة، في صفوف المدنيين، بينهم أطفال ونساء.
وتأتي هذه الاشتباكات، في المخيم الذي يسوده التوتر منذ نحو 10 أيام، في إطار ما تعتبره السلطة الفلسطينية، حملة ضد "الخارجين على القانون"، فيما تعتبرها المقاومة خطوة لإنهاء وجودها، ويراها أبناء المخيم بأنها ضدهم قبل أي أحد آخر.
وقُتل الشاب يزيد جعايصة، برصاص أمن السلطة عقب إصابته بالرصاص، وهو من القادة البارزين لكتيبة جنين، ومطلوب لقوات الاحتلال الإسرائيلي منذ سنوات.اشتباكات عنيفة
واندلعت الاشتباكات فجر اليوم السبت، خلال محاولات لأمن السلطة الفلسطينية، الدخول إلى المخيم من ثلاثة محاور رئيسية، فرد المقاومون باستخدام العبوات الناسفة محلية الصنع "كواع"، لعرقلة القوات المهاجمة، وإعاقة تقدمها نحو المخيم، مشيرة في المقابل، إلى أن قناصي الأجهزة الأمنية، أطلقوا النار على المارة في الشوارع وعلى المنازل، الأمر الذي أدى إلى إصابات لأطفال ونساء، بينها حالات خطرة.
وخلال المعارك، دعا مقاومون عبر مكبرات الصوت، المقاومين في بلدات جنين المجاورة، إلى التدخل والتصدي لاقتحامات قوات الأمن، فيما أشعل محتجون وسط مدينة جنين الإطارات المطاطية، تعبيراً عن رفضهم لسياسات الأجهزة الأمنية وتصعيدها ضد المخيم.
وعلق الناطق الرسمي باسم قوى أمن السلطة أنور رجب، على معارك مخيم جنين قائلاً إن الأجهزة الأمنية، بدأت، فجر اليوم، تنفيذ المرحلة ما قبل الأخيرة للعملية الأمنية (حماية وطن)". وأضاف في تصريح صحافي، أن هدف الأجهزة الأمنية من هذه العملية، استعادة مخيم جنين مما سماها "سطوة الخارجين عن القانون، الذين نغصوا على المواطن حياته اليومية، وسلبوه حقه في تلقي الخدمات العامة بحرية وأمان".
وأشار رجب إلى أن أجهزة السلطة الأمنية اتخذت التدابير والإجراءات كافة التي تجنّب المواطن أي تداعيات من شأنها أن تمسّ بحياته، أو تؤثر بسير الحياة الطبيعة في مدينة جنين ومخيمها.
وكانت السلطة الفلسطينية قد رفضت مبادرات محلية لنزع فتيل التوتر وحقن الدماء، متحدثة عن قرار لإنهاء ظاهرة المقاومة في مخيم جنين، ما أثار غضباً واسعاً بين أهالي المخيم، الذين اعتبروا التصعيد ضدهم لا ضد المقاومة.
وتشهد مدينة جنين ومخيمها توترات لليوم العاشر على التوالي، إذ تتواصل الاشتباكات المسلحة بين قوات أمن السلطة وعناصر من "كتيبة جنين"، بالتزامن مع الحصار المفروض على المخيم. وبدأت هذه الأحداث على خلفية حملة اعتقالات شنتها الأجهزة الأمنية ضد نشطاء من المخيم، ينتمون إلى حركة الجهاد الإسلامي، تبعها استيلاء أفراد الكتيبة في الخامس من الشهر الحالي، على مركبتين إحداهما تعود للارتباط العسكري الفلسطيني، والأخرى لوزارة الزراعة.
وأعقب ذلك اعتقال السلطة لنشطاء وذوي شهداء من مخيم جنين ثمّ حصاره وإغلاق مداخله، وصولاً إلى مقتل الشاب ربحي الشلبي، الثلاثاء الماضي، في أحد أحياء مدينة جنين، والتي اعترفت السلطة الفلسطينية، الخميس الماضي، بالمسؤولية عن قتله، بعد محاولة انكار، لم تفلح، بسبب تحوّل مقتل الشاب إلى قضية رأي عام.
حماس تستنكر
وعبرّت حركة حماس، في بيان، اليوم، عن استنكارها لملاحقة السلطة للمقاومين والمطلوبين للاحتلال، مشيرة إلى أن الحملة "تتماهى بشكل تام مع عدوان الاحتلال وإجرامه، من دون أي اكتراث لكل النداءات، بكفّ يدها عن أبناء شعبنا ومقاومينا".
فيما دعت سرايا القدس، اليوم، إلى "يوم غضب" والإضراب العام والنفير الشامل في الضفة الغربية، والمشاركة في تظاهرةٍ شعبية تحت عنوان "دم الشهداء يوحدنا والعدو يتربص بنا".
وأكدت في بيانها، أنه "آن الأوان لأن تصل رسالتنا الكبرى للعدو وأعوانه بأن المقاومة نهجنا وخيارنا في الدفاع عن أبناء شعبنا وأحرار أمتنا".