أكدت الهيئة الروحية لطائفة الموحدين الدروز في بلدة حضر، في مرتفعات جبل الشيخ السوري، أن البلدة جزء لا يتجزأ من سوريا الموحدة، مشددة على أن ما يصدر خلاف ذلك، هو غير شرعي ولا يمثل رأي غالبية الأهالي.
جاء ذلك في بيان مصور للهيئة الروحية والاجتماعية في بلدة حضر، بعد انتشار مقطع مصور لمطالبة أحد مشايخ البلدة بضمها لإسرائيل. وتعتبر حضر أبرز قرى جبل الشيخ في مرتفعات الجولان من الجهة الشرقية، وتقع ضمن المنطقة العازلة التي احتلتها إسرائيل قبل أيام، ويقطنها غالبية درزية، وتبعد 75 كيلومتراً عن دمشق، وتقابل بلدة مجدل شمس المحتلة منذ العام 1967.
سوريا الموحدة
وأعرب بيان الهيئة الروحية عن أمله في أن تنتهي المرحلة الدقيقة التي تمر فيها سوريا، إلى سوريا موحدة تسودها القيم والمحبة والعدالة والمساواة والديمقراطية، بعيداً عن التعصب والمناطقية والطائفية والعشائرية وأن تكون سوريا لكل السوريين.
وقال إن وسائل التواصل الاجتماعي تناقلت مقاطع مصورة تحمل آراء تتنافى مع الموقف التاريخي لأهالي حضر القائم على عمق الانتماء لسوريا، والمتمثل بقول القائد التاريخي لسوريا سلطان باشا الأطرش: "الدين لله والوطن للجميع".
وأكدت الهيئة الروحية والاجتماعية على أن حضر جزء لا يتجزأ من سوريا الموحدة، "وهذا الموقف ثابت ولا يتغير وهو منسجم مع الموقف العام لعموم الشعب السوري". وشددت على أن أي رأي مخالف لما ورد في هذا البيان، "يُعتبر غير شرعي ولا يمثل موقف عموم أهالي بلدة حضر وهو ليس إلا موقف شخصي والله ولي التوفيق".
كذلك، أصدر أهالي قرية بقعسم القريبة من حضر، بياناً حمل أربعة بنود، أكدوا خلاله، رفضهم للاحتلال الإسرائيلي "الماضي والحاضر"، وسعيهم للحفاظ على سيادة ووحدة الأراضي السورية.
ضم حضر للجولان
ويأتي البيان رداً على انتشار مقطع مصور أظهر أحد مشايخ البلدة يدعى راتب البصار، وهو يطالب ضمن اجتماع للأهالي، عُقد أمس الخميس، بضم حضر لإسرائيل مع القرى والبلدات الدرزية التي تحتلها تل أبيب في هضبة الجولان، مثل مجدل شمس وبقعاتا.
وقال البصار: "نريد أن ننضم إلى الجولان الإسرائيلي حفاظاً على شرفنا، وهذا يهم جميع القرى المحيطة لأن مصير حضر هو مصير المنطقة بأكملها. ونتمنى أن يتم ضمنا إلى أهلنا في الجولان وأن نعيش بحرية وكرامة".
يا جناااه ..تذكروا كيف تم استقطاع #جنوب_السودانمن الدولة السودانيةدروز في قرية حضر جبل الشيخ #جنوب_سوريايعقدون نفير واجتماع كبير للمطالبة بالانضمام لإسرائيل يا أسفاه على #سوريا بداية التشضي اذا لم يتدارك الثوار الجدد الوضع مالم فسينفرط العقد. pic.twitter.com/cf0Y5A4PTu
— محمد حيدرة (@ALKRAR_HAIDRA) December 13, 2024
وزعم البصار أن هذا المطلب هو "الخيار الأقل شراً"، في ظل التهديد القادم للطائفة الدرزية في المنطقة، بعد سقوط نظام بشار الأسد وتولي إدارة العمليات العسكرية إدارة حكومة دمشق، حسب زعمه.
وقال ناشطون دروز إن حديث البصار ينافي الواقع، ويحمل الكثير من المغالطات، إذ يدعي تهديد وجودي للطائفة من قبل الإدارة الجديدة للبلاد، وتخوف الأهالي من الذهاب إلى مناطق تتواجد فيها طوائف أخرى، وهذا الأمر تنفيه الوقائع على الأرض. ودلّ الناشطون على ذلك بما يحدث في السويداء، ذات الغالبية الدرزية، والتي تستقبل مقاتلي العمليات العسكرية، كما أن فصائل السويداء شاركت باقي المكونات السورية، في إسقاط نظام الأسد.
والأحد، توغلت القوات الإسرائيلية داخل حضر، واظهر مقطع مصور رفع جنود الاحتلال للعلم الإسرائيلي داخلها. وقبل يومين فرضت قوات الاحتلال حصاراً على البلدة، بعد تقدمها من الغرب واحتلالها التلول الأحمر من الجهة الشرقية، حيث قامت بتمشيط المنطقة، وتفجير مواقع عسكرية قديمة، قبل أن تنسحب وتعود للتمركز من الجهة الغربية.