بعد طول انتظار، أصدر الرئيس الأميركي جو بايدن، استراتيجيته لمواجهة كراهية المسلمين والعرب، والتي تزايدت بشكل حاد، منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة، داعياً إلى "ضرورة مواصلة العمل من أجل الحد من التمييز والتحيز".
ونشرت الوثيقة التي تتألف من 64 صفحة، قبل أسابيع من تنصيب الرئيس المُنتخب دونالد ترامب، الذي كان قد فرض حظر سفر على مواطني بعض الدول، ذات الغالبية المسلمة، خلال ولايته الأولى، قبل أن يلغيه بايدن في أول يوم له في منصبه في 2020.
وتأتي هذه الوثيقة، بعد أكثر من عام من مقتل الطفل وديع الفيومي (6 سنوات)، طعنًا على يد رجل استهدفه هو ووالدته، لأنّهما أميركيان من أصل فلسطيني. وهي تتطابق مع أخرى شاملة لمكافحة "معاداة السامية" أصدرها البيت الأبيض، في أيلول/ سبتمبر 2023.
ووصف بايدن في مقدمة استراتيجيته، الهجوم على الفيومي ووالدته بأنه "عمل شنيع"، لافتاً النظر إلى ارتفاع جرائم الكراهية ضد المسلمين والعرب والتمييز والتنمّر والذي قال بأنه "خاطئ وغير مقبول".
وكتب بايدن: "يستحق المسلمون والعرب العيش بكرامة والتمتّع بكل الحقوق إلى أقصى حد، جنباً إلى جنب مع جميع الأميركيين"، مشيراً إلى أن "السياسات التي تؤدي إلى تمييز ضد مجتمعات بأكملها، خاطئة ولا تحمي سلامتنا".
وتعليقاً على الوثيقة، اعتبر مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية، الذي يُدافع عن الحقوق المدنية للمسلمين، أن الاستراتيجية غير كافية ومتأخرة للغاية، منتقداً البيت الأبيض لعدم إنهاء قائمة مراقبة اتحادية وقائمة "حظر طيران" تشمل العديد من الأميركيين من أصول عربية ومسلمة، ولعدم إنهاء الحرب في غزة، والتي أجّجت "رهاب الإسلام".
وعلى الرغم من إصدار الوثيقة، توقع مؤسس المعهد العربي الأميركي جيم زغبي، أن تتخلى إدارة ترامب المقبلة عن هذه الاستراتيجية، لكنّه رحّب في الوقت نفسه، بتوسع استراتيجية البيت الأبيض، لتشمل كراهية العرب، بدلاً من التركيز فقط على الأفعال التي تستهدف المسلمين.
ولم يصدر عن فريق ترامب الانتقالي أي تعليق فوري على الاستراتيجية أو ما إذا كان سيدعمها. وكان ترامب قد قال خلال حملته الانتخابية، إنه سيمنع دخول أي شخص، يُشكّك في حقّ إسرائيل بالوجود، وسيُلغي تأشيرات الطلاب الأجانب "المعادين للسامية".