في الوقت الذي يواصل فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي، ارتكاب مجازره المتنقلة في قطاع غزة، بدأت نتائج الحراك الدبلوماسي لوزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن في المنطقة، والذي بدأه على خط الأردن-تركيا، بالظهور بإعلانه من أنقرة، أن هناك "مؤشرات مشجعة"، للتقدم نحو وقف لإطلاق النار في القطاع الذي دمرته الحرب.
من أنقرة التي وصلها قادماً من العاصمة الأردنية عمان، وفي مؤتمر صحافي مشترك، عقده مع نظيره التركي هاكان فيدان، قال بلينكن: "ناقشنا الوضع في غزة، وناقشنا الفرصة التي أراها.. للتوصل إلى وقف لإطلاق النار. وما رأيناه خلال الأسبوعين الماضيين هو المزيد من المؤشرات المشجعة"، مشيراً إلى أنه طالب تركيا باستخدام نفوذها لدى حركة حماس لترد "بالإيجاب" على مقترح لوقف إطلاق النار، للمساهمة في إنهاء هذا الوضع. وأضاف "نقدر جدا الدور الذي تلعبه تركيا من خلال استخدام صوتها لدى حماس في محاولة لإنجاز ذلك".
وزاري إسرائيلي مصغّر
في غضون ذلك، أفادت هيئة البث الإسرائيلية أن المجلس الوزاري المصغر عقد اجتماعاً على خلفية التقدم في مفاوضات صفقة التبادل، فيما ذكر موقع "مكور ريشون" الإسرائيلي، أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو سيجري الليلة مشاورات أمنية بعد انتهاء اجتماع المجلس الوزاري المصغر.
ارتفاع عدّاد الشهداء
ميدانياً، ارتفع عدد الفلسطينيين الذين سقطوا جرّاء قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي لمنزل في مخيم النصيرات مساء الخميس، إلى 30 شهيداً، بينهم نساء وأطفال إضافة لعشرات المصابين.
وفجر اليوم الجمعة، أفاد المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، عن مجزرة جديدة، سقط بنتيجتها 33 شهيداً وفقد وأصيب 84 آخرين، في قصف جوي استهدف مربعاً سكنياً، يضم عمارات عدة يقطنها عشرات المدنيين في مخيم النصيرات.
وأعلن المكتب، أن غالبية شهداء المجزرة، هم من عائلة "الشيخ علي"، وأن المصابين والمفقودين غالبيتهم من الأطفال والنساء وكبار السن.
وأشار إلى أن الاحتلال، كان يعلم، أن هذا المربع السكني، يضم عدداً من العمارات السكنية، التي تضم عشرات المدنيين والأطفال والنساء والنازحين، الذين شرَّدهم من منازلهم وأحيائهم، في ظل سياسة التهجير القسري الممنهجة، التي يرتكبها كجريمة ضد الإنسانية وجريمة مخالفة للقانون الدولي.
وحمّل المكتب الإعلامي "الاحتلال والإدارة الأميركية والدول المشاركة في جريمة الإبادة الجماعية، خصوصاً المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا، كامل المسؤولية عن استمرار حرب التطهير العرقي، وحرب الاستئصال وجريمة الإبادة الجماعية، ومواصلة ارتكاب هذه المجازر ضد المدنيين في قطاع غزة".
ودعا المجتمع الدولي وكل المنظمات الأممية والدولية إلى الضغط على "الاحتلال بكل الوسائل والطرق، لوقف جريمة الإبادة الجماعية وشلال الدم المتدفق في القطاع والحرب ضد الأطفال والنازحين".
في غضون ذلك، أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، بسقوط ثلاثة شهداء وإصابة آخرين، اليوم الجمعة، في قصف إسرائيلي للقطاع. وأوضحت أن "قوات الاحتلال استهدفت عددا من المواطنين شمال المخيم الجديد في النصيرات وسط القطاع، ما أدى لاستشهاد مواطن وإصابة اثنين آخرين، فيما استشهد مواطنان في قصف للاحتلال جنوب مدينة غزة."
وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على قطاع غزة، براً وبحراً وجواً، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ما أسفر عن استشهاد 44 ألفاً و835 مواطناً، أغلبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة 106 آلاف و356 آخرين، في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.