أصدر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، اليوم الجمعة، الأوامر للجيش الإسرائيلي "للاستعداد للبقاء" طوال فصل الشتاء في المنطقة العازلة بين سوريا والدولة العبرية، في هضبة الجولان الاستراتيجية المحتلة.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، في بيان: "بسبب الوضع في سوريا، من الأهمية بمكان من الناحية الأمنية الإبقاء على وجودنا على قمة جبل حرمون، ويجب بذل كل الجهود لضمان جهوزية (الجيش) في المكان للسماح للجنود بالبقاء في هذا المكان رغم ظروف الطقس الصعبة".
والخميس، قال مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إن انهيار حكم الرئيس المخلوع بشار الأسد، أحدث "فراغاً عند حدود إسرائيل وفي المنطقة العازلة"، مشدداً على أن وجود القوات الإسرائيلية في المنطقة التي استولت عليها الأحد مؤقت، في انتظار استتباب الأمن عند الحدود بين إسرائيل وسوريا.
"انتهاك" و"فوضى"
وأثار احتلال إسرائيل للمنطقة العازلة انتقادات دولية واسعة النطاق، بما في ذلك من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الذي دعا أمس الخميس، "جميع الأطراف إلى وضع حد للوجود غير المسموح به في المنطقة العازلة، والامتناع عن أي فعل من شأنه تقويض وقف إطلاق النار واستقرار الجولان".
وترى الأمم المتحدة في سيطرة الجيش الإسرائيلي على المنطقة العازلة على تخوم هضبة الجولان السورية المحتلة، "انتهاكاً" لاتفاق فض الاشتباك العائد إلى العام 1974. ودعت الولايات المتحدة حليفتها إسرائيل إلى أن تكون سيطرتها على المنطقة "مؤقتة".
وتوقّع الخبير الجيوستراتيجي مايكل هورويتز، أن تكون مدّة انتشار القوات الإسرائيلية في المنطقة العازلة، "رهناً باستقرار النظام السوري الجديد ونواياه".
وقال في تصريحات لوكالة "فرانس برس"، إنه بالرغم من الرسائل التوفيقية التي توجّهها الإدارة السورية الجديدة للجميع، بما في ذلك إزاء الدولة العبرية، "لا أظنّ ان إسرائيل مستعدّة للمجازفة بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023".
وأضاف "أرى أن الميل للبقاء في الجزء السوري من جبل حرمون، حتّى على المدى الطويل، سيكون قوياً جداً في ظلّ الفوضى الراهنة وتشكيلة الحكومة الإسرائيلية" التي تضمّ اليمين المتطرّف.احتلال طويل
ويشنّ الجيش الإسرائيلي غارات عديدة على سوريا منذ سقوط الأسد. وتشير تقديرات الاحتلال إلى أنه تم تدمير 86% من نظام الدفاع الجوي السوري.
وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن جيش الاحتلال يستعد لبقاء طويل الأمد في الأراضي السورية. ولفتت إلى أن الجيش الإسرائيلي شرع بتحويل المواقع العسكرية السورية التي تم احتلالها من قبل مقاتلي كتيبة 101 من وحدة المظليين، دون أن تُطلق أي رصاصة إثر انسحاب قوات النظام السوري بعد هروب الأسد، إلى مواقع عسكرية إسرائيلية.
وأفادت بأن الجيش الإسرائيلي أحكم سيطرته على المناطق الحيوية في المنطقة، واحتلال قمم التلال التي تكشف مساحات واسعة من سوريا، خصوصاً في المناطق الحدودية، وأقام حواجز عسكرية في التقاطعات داخل القرى السورية، كالحواجز المنتشرة في الضفة الغربية.
وفي بعض المواقع، تجاوز الجيش الإسرائيلي المنطقة العازلة، وسيطر على مواقع في مناطق سورية خالصة قرب المنطقة الحدودية تقع خارج منطقة فض الاشتباك، يُعتبر أنها مواقع "إستراتيجية للتحكم والتصدي للتهديدات القادمة من الداخل السوري".