ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بسقوط بشار الأسد وهروبه. هنا بعض الفسبكات والتغريدات حول الحدث وأهميته في التاريخ الحديث، بعد الجزء الأول، والثاني، والثالث، والرابع، والخامس، هنا الجزء السادس:أحمد قعبور
سمعت يوماً من صديق سوري روايةً لا اعرف مدى انتشارها او صحّتها، لكنها ليست غريبة عن القسوة والبرودة في شخصيّة الرئيس حافظ الأسد والنهج الاستبداديّ الذي ادار به سوريا، وطبعاً لبنان ثلاثين عاماً. تقول الحكاية انه بعد سجنه رفيقه صلاح جديد، بقيت ابنة الأخير تزور صديقتها ابنة الأسد، وكلتاهما في سنّ الطفولة، في منزل الأخير. بعد بضع سنوات قالت زوجة السجين لابنتها: قلتِ ماما ان الرئيس الأسد يتناول الطعام معكم احياناً، اطلبي منه العفو عن بابا وقولي له اننا اشتقنا اليه كثيراً. استجمعت الصغيرة شجاعتها ذات مساء الى مائدة الطعام ونطقت جملة والدتها. لم يجب الأسد بكلمة بل راح بصمت ارعب الفتاة يطرق بالشوكة والسكّين على صحنه. ثم امرَ زوجته بعدم احضار الفتاة ثانيةً الى البيت.
(صلاح جديد اعتقل خلال "الحركة التصحيحيّة" العام 1970 و"قبعَ" 23 سنة في "المزّة" حيث توفّي العام 1993).
زياد عبد الصمد
بعد سقوط نظام بشار الأسد وتكشّف الجرائم المروعة التي ارتكبها ضد شعبه، خصوصًا الإعدامات الجماعية والتعذيب الوحشي في سجن صيدنايا، تتزايد الدعوات الدولية لمحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم. هذا السجن، الذي أُطلق عليه “المسلخ البشري”، أصبح رمزًا للقمع المنهجي. حيث تعرض الآلاف من المعتقلين للتجويع والإذلال والتعذيب، في انتهاكات وثّقتها منظمات حقوقية كبرى مثل العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش.
تتجاوز هذه الدعوات محاسبة النظام السوري، لتشمل أيضًا الجرائم المستمرة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني. ففي الحملات العسكرية الأخيرة على غزة والضفة الغربية، تصاعدت الاتهامات ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع في حكومته، إلى جانب عدد من المسؤولين الإسرائيليين، بارتكاب انتهاكات قد ترقى إلى جرائم حرب. من بين هذه الجرائم، القصف العشوائي الذي استهدف المدنيين والمرافق الحيوية، والتهجير القسري، إضافة إلى الحصار المفروض على غزة منذ سنوات.
المنظمات الدولية دانت هذه الانتهاكات، واعتبرتها انتهاكًا واضحًا للقانون الدولي الإنساني. مؤخرًا، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات توقيف بحق رئيس الحكومة الإسرائيلية ووزير الدفاع، مما يمثل خطوة مهمة نحو إنهاء سياسة الإفلات من العقاب، خاصة أن الأغلبية الساحقة من دول العالم قد تلتزم بتنفيذ هذه المذكرات.
تحقيق العدالة يتطلب محاكمة جميع المسؤولين عن الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب، سواء في سوريا أو فلسطين. هذا الإجراء يمثل حجر الزاوية لإنهاء الانتهاكات وضمان السلام القائم على العدالة وحقوق الإنسان في المنطقة بأسرها.جاكلين سلام
في زمن الأسد، كان عندي في بيتنا سهرة حلوة وعدد كبير من الأصدقاء والصديقات والاهل، واكل وشرب وكاس وطاس وعود وغناء… واتفقنا على ان السهرة القادمة ستكون في ضيافة (صديق من الحاضرين). في اليوم التالي، وصلنا خبر ان صديقنا اخذته المخابرات السورية، وثم صار في سجن صيدنايا. وبعد مدة من الزمن خرج منها.
ولم تكن المرة الاولى لدخوله السجن السوري. التهمة: علماني إنساني مدني مع الحقوق والمواطنة والعمال والمرأة والحرية لكل السوريين.
اعتقد انه الان من السعداء بزوال هذا النظام .
سلام ووردة لقلبك واسرتك يا صديقي.حسام أبو حامد
اعترف أني كنت أكثر جرأة بالكتابة الصحافية وأنا في سوريا، لعلمي أني سأتحمّل شخصياً عواقب فعلي، قبل أن اضطر للخروج في العام 2021 بسبب مضايقات وتهديدات أمنية. لكن جرأتي وكثافة انتاجي تراجعتا في الخارج حين خشيت أن يتحمل بعض أولادي الباقين في سوريا تبعات أي مقال أو محتوى آخر. حتى أني اضطررت في بعضها أن أغفل اسمي أو أن اكتب باسم مستعار. لا ألوم من صمتوا في سوريا تحت سلطة النظام، تفقد الشجاعة حين يتعلق التهديد بمن هم حولك.
وبصراحة النظام كان مخيفاً، وما تكشف ربما غيض من فيض. هناك أصدقاء وزملاء فرسان، استمروا ينتقدون النظام وهم تحت شبح التهديد الأمني حتى سقوطه. خصوصا في صفحات "العربي الجديد". على سبيل المثال لا الحصر: عمار ديوب ورانيا المصطفى وعلي العبد الله. تحية لهم ولآخرين.