2024- 12 - 13   |   بحث في الموقع  
logo غارة إسرائيلية على الزرارية والجيش ينظف الخيام logo على أوتوستراد انطلياس… حادث سير بين سيارتين logo نقابتا المحامين في طرابلس وبيروت: ملتزمون بالوقوف إلى جانب الشعب اللُّبناني في الدِّفاع عن حقوقه logo الساعات الآخيرة للأسد.. غدر بماهر ودائرته المقربة ورحل سراً logo بايدن: استراتيجية "متأخرة" لإنصاف العرب والمسلمين logo كشافة لبنان” فوج ارده زغرتا افتتحت معرضها الميلادي للتسوق logo “تجمع العلماء”: المقاومة ما زالت تعطي الفرصة للجهود الديبلوماسية وسط إلتزام صارم بالقرار 1701 logo وزير الاقتصاد اتصل بنظيره الالماني شاكرا دعم لبنان
ذكرى جلال خوري: قراءات في مسرحيات كأنها كُتبت اليوم
2024-12-13 14:25:47

جاء جلال خوري الى المسرح من حقل التجربة. ابن الخياط الشهير في بيروت، الذي بدأ حياته صحافياً ممارساً في حقل الرياضة، ليجد نفسه ناقداً فنياً في قلب الحركة الثقافية اللبنانية، يكتب بالفرنسية في جريدة لوسوار Le Soir. ومن الكتابة جاء إلى المسرح مؤلفاً يعتمد على النص بالدرجة الأولى، ويشكل مع أسماء مثل أنطوان ملتقى ومنير أبو دبس وروجيه عساف ويعقوب الشدراوي، ريادة المسرح اللبناني منذ الستينات.نتذكر جلال خوري بمرور سبع سنوات على رحيله، لأنه لم يكن شخصية عادية مرّت في تاريخ المسرح اللبناني، فهو أحد آباء المسرح المعاصر وأحد أبرز روّاد عصر المسرح الذهبي. وهو أول من اهتدى إلى الشاعر والمخرج والمسرحي الالماني برتولد بريخت، فقدّم "رؤى سيمون ماشار" بالفرنسيّة عن مسرحية بريخت الأصلية التي كُتبت العام 1942 وقُدّمت للمرة الأولى على الخشبة العام 1957. هذا اللقاء سيكون له الأثر الذي لا يُمحى في مشوار خوري الفكري والمسرحي.أمّا الشخصية التي تدخلت بشكل مباشر في مسار جلال خوري الفني والمهني، فكانت الصحافي جورج نقاش، الذي نصحه بالتوجّه إلى المسرح واستحصلَ له على منحة للدراسة في فرنسا. عندما عاد من فرنسا، قدّم أوّل أعماله المسرحية العام 1968 بعنوان "ويزمانو، بن غوري وشركاه". المسرح السياسيفي العام 1971، قدّم مسرحية "جحا في في القرى الأمامية"، وقدّم معها نجماً مسرحياً ستعرفه الخشبات على مدى عقود من الزمن، هو الممثل نبيه أبو الحسن المعروف بشخصية "أخوَت شَناي". في هذه المسرحية نقلَ خوري المسرح من مرحلة العروض التي لا يتجاوز عددها الـ30، إلى أكثر من 150 عرضاً لهذه المسرحية، رغم أن وقائعها كانت تدور على تماس الحدود مع فلسطين. إلا أن خوري رفض أن تكون مسرحية سياسية، بل "هي مسرحية واقعية في خلفيتها السياسة حتماً".لم يكن خوري مع الموضوع السياسي المباشر. اعتمد على غنى الواقع وقدّمه بصورة غير مغلوطة وبمتعة، كما يقول المسرحي الألماني بريخت. أوصلت المسرحية أهدافها السياسية من دون طرح الأفكار بشكل مباشر. كان يهمه انعكاس الأوضاع السياسية في ضمير الفرد. بعدها، توالت الأعمال المسرحية، فقدّم "الرفيق سجعان" العام 1974، المبنية على تحليل البنى العشائرية–العائلية وكيفية تداخلها في الصراعات الحزبية حديثة العهد، وكانت آخر مسرحياته المتأثرة ببريخت، ليتوغل أكثر في صياغة مسرح يبحث في عمق الموضوعات بلغة الحوار المبسط القريب من الناس، مثل "كذاب...أو محاورات شاهين وطنسا" العام 1982. وفي العام 1988 قدّم مسرحية "فخامة الرئيس" التي حققت أصداء هائلة، وعاد واستعادَها العام 2015، أي بعد 27 عاماً على تقديمها للمرة الأولى على الخشبة. ومع الرغبة الكبيرة التي سَكنته بتقريب المسرح من لغة الناس البسيطة، مع المحافظة على عمق موضوعاته وطروحاتها، قدّم سلسلة من الأعمال المسرحية الإضافية، من بينها: "يا ظريف أنا كيف"(1992)، و"رزق الله يا بيروت"(1994)، وهندية، راهبة العشق"(1999)، ثم "الطريق إلى قانا"(2006)، و"رحلة مُحتار إلى شرْي نَغار"(2010)، و"خدني بحلمك مستر فرويد"(2014)، و"شكسبير إن حكى"(2016)... بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من الأعمال المقتبسة.قراءات "معاصرة"في الذكرى السابعة لرحيلة وبمبادرة من الكاتب المسرحي باتريك شمالي، نظم "ديسكرت 7" أمسية قراءات من مسرحيات جلال خوري، شارك فيها طارق يعقوب، وكريستين شويري، وباتريك شمالي، وسولانج تراك. افتتح شمالي الأمسية بالترحيب بالحضور من مقدمة مسرحية "سوق الفعالة" التي اقتبسها خوري عن مسرحية "السيد بونتيلا وخادمه الأمين". عرضت "سوق الفعالة" العام 1969 في مسرح مهرجانات بعلبك في القنطاري، وكانت أول أعمال جلال خوري التي وطدت علاقة مسرحه بالجمهور العريض، إذ استمرت لنحو 57 عرضاً. بعد الترحيب من "سوق الفعالة"، كانت قراءة مقاطع من "فخامة الرئيس" النص القديم- الجديد الذي يقرأ اليوم في الوضع الرئاسي المأزوم في لبنان بعد عدم تمكن المجلس النيابي من انتخاب الرئيس العتيد، وما يخفي من أسرار وأسباب ترتبط مباشرة بالمأساة الهزلية اللبنانية. بعدها قراءة مقاطع من "خدني بحلمك مستر فرويد" التي عرضت العام 2014 في مسرح مونو، ثم "جحا في القرى الأمامية" التي تُقرأ كما لو أنها كتبت اليوم بعد الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة وأثرها في الواقع اللبناني الهش. وفي الختام، كانت قراءة من مسرحية "سرجون" وهي مسرحية غير مكتملة، كان جلال خوري يستعد لإنهاء كتابتها وبدء التدريبات عليها في المسرح قبل رحيله في 2 كانون الأول 2017.


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top