شنّت موسكو، اليوم الجمعة، ضربات كثيفة على أوكرانيا، رداً على الهجمات الأوكرانية بصواريخ "أتامكس" الأميركية، وذلك بعد ساعات، على إعلان الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، معارضته الشديدة لاستخدام أوكرانيا، صواريخ أميركية الصنع لضرب أهداف في روسيا، وهو ما اعتبره الكرملين "يتماشى مع "الموقف الروسي".
وذكرت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، عبر "تلغرام"، أن قواتها المسلحة، شنت اليوم الجمعة، هجوماً كثيفاً بالصواريخ والمسيرات على منشآت حيوية للطاقة في أوكرانيا، رداً على استخدام أوكرانيا صواريخ "أتامكس" الأميركية يوم الأربعاء الماضي، استهدفت مطار عسكري روسي في مدينة تاغانروغ الساحلية، في منطقة روستوف الجنوبية.
الكرملين: ترامب مدرك
ويأتي ذلك، في حين نوه الكرملين بموقف ترامب الأخير. وأشار المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، خلال إحاطة إعلامية، إلى أن التصريح الأخير للرئيس الأميركي المنتخب، "يتماشى بالكامل مع موقفنا"، لافتاً الانتباه، إلى أن "رؤية ترامب للأسباب الكامنة وراء التصعيد، هي أيضاً متوافقة مع رؤيتنا، ومن الواضح أن ترامب يدرك ما يتسبب بتصعيد الوضع".
وفيما يكثر الحديث عن محادثات روسية- أوكرانية، مع اقتراب عودة ترامب إلى البيت الأبيض، في كانون الثاني/يناير المقبل، قال يسكوف: "لا نريد وقفاً لإطلاق النار، بل نريد السلام عند استيفاء شروطنا وبلوغ أهدافنا"، مشيراً إلى أن "الشروط المسبقة للمفاوضات لم تتوافر، إذ تطالب موسكو عملياً باستسلام أوكرانيا، قبل التفاوض معها على شروط إحلال السلام".
أوكرانيا عامل ضغط
ويوم أمس الخميس، نشرت مجلة "تايم" تصريحات لترامب تضمنت معارضته "بشدة" استخدام أوكرانيا صواريخ أميركية الصنع لضرب روسيا، لكنه شدد في الوقت نفسه، على عدم تخليه عن أوكرانيا، وعزمه استخدام الدعم الأميركي لكييف كعامل ضغط من أجل التوصل لاتفاق ينهي الحرب.
وأثار تزويد واشنطن لكييف بصواريخ "أتامكس" البالغ مداها 300 كيلومتر، غضب موسكو، التي ردّت على الخطوة بإطلاق صاروخ "أوريشنيك" الفرط الصوتي، على منطقة دنيبرو، في شرق أوكرانيا.
وفي مقابلته مع "تايم"، التي اختارته "شخصية العام"، قال ترامب: "أختلف بشدة مع إطلاق صواريخ لمسافة مئات الأميال داخل روسيا. لماذا نفعل ذلك؟"، لافتاً إلى أن "هذا لا يؤدي سوى إلى تصعيد هذه الحرب وجعلها أسوأ".
وأُجريت المقابلة في 25 تشرين الثاني/نوفمبر، قبل عيد الشكر، وقبل أن يلتقي ترامب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على هامش إعادة افتتاح كاتدرائية نوتردام في باريس.
ولدى تكرار سؤاله عن رأيه في مسألة دعم أوكرانيا، أجاب ترامب بأنه سيستخدم دعم واشنطن وسيلة ضغط لإنهاء الحرب، قائلاً: "أريد التوصل إلى اتفاق، والطريقة الوحيدة للوصول إلى اتفاق هي عدم التوقف" عن الدعم.
البيت الأبيض: لا جدال
وتعليقاً على تصريحات ترامب، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي، إنه لا يريد "الدخول في جدال" مع معسكر الرئيس المنتخب بشأن هذه المسألة.
وأشار كيربي، في مؤتمر صحافي، إلى أن "سياسة الرئيس بايدن، تمثلت في بذل كل ما في وسعنا … حتى تتمكن أوكرانيا من الدفاع عن نفسها، بحيث يجد الرئيس زيلينسكي نفسه في أفضل الظروف الممكنة عندما نصل إلى مفاوضات".