كتب جوزيف قصيفي في”الجمهورية”: يقول متابعون إنّ رؤساء الكتل النيابية إضافة إلى النواب غير المنتظمين في كتل تلقّوا نصيحة من غير جهة خارجية وداخلية معنية بالاستحقاق بعدم التغيّب عنها. وإنّ المتغيب سيتحمّل التداعيات السلبية لقراره أمام الرأي العام اللبناني الذي ترىغالبيته وجوب الإسراع في بت الملف الرئاسي. وحتى الساعة، فإنّ الكتل الرئيسة مثل كتلة “الجمهورية القوية ” وتكتل ” لبنان القوي” وكتلة “التنمية والتحرير” وكتلة “اللقاء الديموقراطي”، أكّدت حضورها. كما انّ كتلة “الوفاء للمقاومة” لن تغيب استناداً إلى ما قاله الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم في إحدى إطلالاته بأنّ الكتلة ستشارك في جلسة انتخاب الرئيس في 9 كانون الثاني. وفي المعلومات أيضاً أنّ الرئيس نبيه بري يشدّد على وجوب البقاء في قاعة المجلس إذا تأمّن ثلثا الاصوات، ولم يفز أحد المرشحين من الدورة الأولى، وذلك لإصراره على انتخاب رئيسيُنهي الفراغ في سدّة الرئاسة الأولى في التاريخ الذي حدّده في الدورة الثانية، ولو نال النصف زائداً واحداً، مع انّه لا يرغب في ذلك، لاعتقاده بأنّ رئيس الجمهورية اللبنانية في هذا الظرف بالذات يجب أن يكون محصّناً باوسع تأييد من الأفرقاء السياسيين الممثلين في المجلس النيابي. ويبدو أنّ الوضع الراهن في لبنان بعد التطورات الكبيرة التي سبقت وواكبت وتلت سقوط النظام السوري ولجوء بشار الاسد إلى روسيا، يحتّم إنجاز الاستحقاق الرئاسي تداركاً لمزيد من الأخطار، خصوصاً انّ ثمة تحدّيات كبيرة تواجه لبنان ومنها: مواكبة إتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل ووقف انتهاكاتها المتمادية وإعادة الاعمار.
– الشروع في إعادة بناء مؤسسات الدولة المتهالكة والفاقدة القدرة على التصدّي لكمّ المشكلات التي تواجهها.
– ورشة الإصلاح المالي، ووضع سياسة مصرفية تؤدي إلى إعادة هيكلة هذا القطاع العاجز عن الإقلاع بصيغته الراهنة، والبتّ في مصير الودائع. كما وضع التشريعات اللازمة بالخروج من هذه الأزمة – المأساة.
– وضع آلية للتحرّر من الفساد بوضع قواعد الشفافية التي باتت معروفة، وفي متناول الدولة موضع التنفيذ.
ويرى مسؤول سابق، أنّ كل هذه النقاط على أهميتها لا يمكن أن تقلع من دون جيش قوي يعمل وفق سياسة دفاعية واضحة يلتزم بها الجميع لجهة حصرية السلاح بالدولة، وقضاء مستقل، وإدارة رشيدة ورشيقة. لأنّ قوة لبنان لم تعد في ضعفه، وأنّ الاستمرار في هذه المقولة يعني الانحدار السريع في اتجاه اضمحلال الدولة،لأنّ عداء إسرائيل لم ولن يتوقف بعد القتل والدمار الكبيرين اللذين أوقعهما في لبنان، وإضعاف ««حزب الله »، كمقاومة. فالدولة العبرية بعد إجهازها على الجيش السوري وقدراته بنسبة 85 في المئة، والخسائر التي أنزلتها بلبنان، والرسائل إلى المنطقة التي بعثت بها مواربة، أو من خلال النموذج التدميري في كل من لبنان وسوريا، والإرباك الكبير الذي اوقعت فيه مصر، إنما أرادت أن تطوّق هذه البلدان المحاذية لحدودها بحزام من «الضفاف الغربية» التي يكون لجيشها دور هو أقرب إلى الشرطة او بالكاد، على غرار ما هو قائم في مناطق السلطة الفلسطينية. من هذا المنطلق يستعجل الرئيس نبيه بري الاتصالات ويسعى إلى ضمان حضور العدد الأكبر من النواب في 9 كانون الثاني 2025 ، يؤيّده في ذلك سفراء الدول الخمس المعنية بالاستحقاق.
The post لا غياب عن جلسة 9 كانون الثاني appeared first on .