أعرب قادة مجموعة الدول السبع الكبرى عن استعدادهم لدعم عملية انتقالية، في إطار يؤدي إلى حكم موثوق وغير طائفي في سوريا، فيما دعت واشنطن وعمّان إلى الحفاظ على أمن سوريا، وانتقال شامل يؤدي إلى حكومة مسؤولة وتمثيلية يختارها الشعب السوري.
وفي مستهل جولته إلى المنطقة، دعا وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن، بعد لقائه ملك الأردن عبدالله الثاني، في العقبة، إلى عملية "شاملة" لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمن حماية الأقليات.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، إن بلينكن الذي يغادر منصبه بعد شهر، وعد بدعم واشنطن "استقرار جيران سوريا، بما في ذلك الأردن، خلال هذه الفترة الانتقالية".
وأشار ميلر إلى أن الولايات المتحدة تأمل ضمان "عدم استخدام سوريا قاعدة للإرهاب"، وعدم تشكيلها "تهديداً لجيرانها"، في إشارة إلى مخاوف تركيا المستاءة من التحالف العسكري الأميركي مع القوات الكردية في سوريا، وكذلك مخاوف إسرائيل التي قصفت مئات المواقع في سوريا منذ سقوط الأسد.
من جهته، أكد الملك عبدالله الثاني، "احترام الأردن لخيارات الشعب السوري، والحفاظ في الوقت ذاته على أمن سوريا وسلامة مواطنيها"، وفق بيان صدر عن الديوان الملكي.
محاسبة نظام الأسد
من جهتهم، دعا قادة "مجموعة السبع" في بيان، "كل الأطراف" إلى الحفاظ على سلامة أراضي سوريا ووحدتها الوطنية واحترام استقلالها وسيادتها"، مؤكدين من جانب آخر، على ضرورة "محاسبة نظام الأسد".
وأوضحت المجموعة أن "الانتقال السياسي بعد نهاية الحكم الاستبدادي، الذي دام 24 عاماً لبشار الأسد، يجب أن يضمن احترام سيادة القانون وحقوق الإنسان العالمية، بما في ذلك حقوق المرأة، وحماية جميع السوريين، بما في ذلك الأقليات الدينية والعرقية، والشفافية والمساءلة". وأضاف البيان، أن مجموعة السبع "ستعمل مع أي حكومة سورية مستقبلية تلتزم بهذه المعايير، وتكون نتاج هذه العملية، وتدعمها بشكل كامل".
إنصاف ضحايا السجون
وفي سياق منفصل، أدان مبعوث الأمم المتحدة الى سوريا غير بيدرسون، الفظاعات التي شهدها سجن صيدنايا ومراكز الاحتجاز الأخرى، مؤكداً ضرورة "الحفاظ على الأدلة وتوثيقها بدقة" لتحديد المسؤوليات.
وشدد المبعوث الأممي في بيان، اليوم الخميس، على أن "العدالة للضحايا وأسرهم ليست مجرد حق، بل إنها ضرورية أيضاً للتعافي ومنع المزيد من الانتهاكات".
وقال بيدرسون إن الصور التي نُشرت أخيراً، تعكس "الوحشية التي لا يمكن تصورها" التي عانى منها السوريون لعقود. وأضاف "هذه الصور هي شهادة عميقة على المعاناة والألم الذي لا يوصف الذي يتحمله المعتقلون وأسرهم وأحباؤهم".
وأشار بيدرسون إلى أنه، بالرغم من فظاعة الصور، "إلا انها لا تمثل سوى جزءاً بسيطاً من أهوال نظام السجون"، لافتاً إلى أن "العالم مدين للشعب السوري بالاستماع والعمل بلا كلل من أجل مستقبل لا يمكن أن تتكرر فيه مثل هذه الأهوال أبداً"، داعياً إلى اتخاذ إجراءات لدعم السجناء المفرج عنهم وأقربائهم.
وأكد المبعوث الأممي أن عائلات المعتقلين والمفقودين والمفرج عنهم أخيراً، "بحاجة إلى دعمنا العاجل، وذلك يشمل الرعاية الطبية والدعم النفسي والمساعدة القانونية والمأوى الآمن"، مطالباً جميع الأطراف والمنظمات المتخصصة ذات الصلة، بإعطاء الأولوية للاحتياجات الإنسانية للأفراد المفرج عنهم، والأسر التي ما زالت تبحث عن أحبائها، ومنح "المراقبين المستقلين إمكان الوصول من دون عوائق".