نشر علي مخلوف، ابن رجل الأعمال السوري رامي مخلوف وابن خال الرئيس المخلوع بشار الأسد، منشوراً عبر حسابه في "إنستغرام" حاول فيه تصوير نفسه كمعارض للنظام الذي ساهمت عائلته في بنائه ودعمه لعقود.
المنشور، الذي تضمن أربع صور، ظهر وكأنه محاولة لتبرئة النفس من إرث الأسرة المرتبط بالنظام الاستبدادي الذي حكم سوريا لعقود وأودى بها إلى كارثة اقتصادية وإنسانية غير مسبوقة. وكمحاولة للعودة إلى المشهد السياسي كبديل لنظام الأسد بوصفه ممثلاً للطائفة العلوية.
View this post on Instagram
A post shared by Ali Rami Makhlouf (@ali_r_makhlouf)
وفي المنشور، دعا علي السوريين إلى عدم الارتباط بالنظام السابق أو الدفاع عنه، زاعماً أن عائلته تعرضت للظلم بعد خلافها مع بشار الأسد. كما أشار إلى اتهامات الفساد والنهب الموجهة لعائلته بأنها جزء من مؤامرة للنيل منهم، لكنه تجنب الإشارة إلى الدور الكبير الذي لعبته عائلة مخلوف في تمويل النظام ودعم آلة القمع التي قتلت وشرّدت الملايين من السوريين، ما أثار سخرية واسعة خصوصاً عندما قال أن تلك الخلافات ضمن النظام كانت بسبب انحياز عائلة مخلوف للسوريين في المعتقلات.وسخر عشرات السوريين من منشور علي مخلوف، مطالبينه بإعادة الأموال التي نهبتها عائلته مشيرين أن محاولة التبرؤ من النظام بعد سقوطه ليست إلا محاولة فاشلة لكسب تعاطف الشعب. وجاء في أحد المنشورات: "إذا كنت صادقاً، ابدأ بإعادة أموال الشعب السوري المخزنة في بنوك سويسرا".والحال أن عائلة مخلوف كانت شريكاً أساسياً لنظام الأسد منذ عقود، حيث احتكرت الاقتصاد السوري وسخّرت موارده لصالحها. رامي مخلوف، والد علي، كان يُعتبر الواجهة الاقتصادية للنظام، وجمع ثروات هائلة من خلال عقود وصفقات مشبوهة كان النظام يسهلها. ومع بداية الثورة السورية، أسس رامي ميليشيات موالية للنظام ساهمت في قمع المتظاهرين وقتل الأبرياء، ما عزز سيطرة النظام على المناطق التي شهدت احتجاجات.والخلافات التي ظهرت بين آل مخلوف وبشار الأسد في السنوات الأخيرة، تمحورت حول تقاسم النفوذ والثروات المنهوبة، إلا أن العلاقة بين الطرفين ظلت قائمة على المصالح المشتركة. ففي الليلة التي سقط فيها الأسد، عرض رامي مخلوف 50 مليون دولار للنظام مقابل إطلاق سراحه، مؤكداً على وحدة العائلة رغم الخلافات.يحاول علي مخلوف الآن تصوير نفسه كمعارض للنظام وكمدافع عن الشعب السوري، لكن السوريين لم ينسوا صورته كرمز للطبقية والفساد. حيث اشتهر علي بنمط حياته الباذخ واحتفالاته الفارهة التي استفزت مشاعر السوريين، الموالين للنظام حتى ضمن الطائفة العلوية قبل سنوات، ممن يعانون من الجوع والفقر ونشروا مطالبات بتحسين أوضاع الكهرباء والمحروقات.ففي عيد ميلاده، في العامين 2020 و2021، أقام علي حفلات في دبي تميزت بالترف وأطفاً الشموع فوق كعكة زينت بحفارات النفط للسخرية من أزمة البنزين حينها، فيما كانت مناطق النظام تشهد أزمة اقتصادية خانقة. هذه المفارقة دفعت السوريين إلى وصفه بأنه جزء من الأزمة التي يعيشها البلد، وليس ضحية لها.