تداولت بعض وسائل الإعلام وصفحات في مواقع التواصل، معلومات زعمت وقوع اعتداءات على كنيسة "آيا صوفيا" في السقيلبية بريف حماة، وعلى مقام السيدة زينب بريف دمشق. لكن تتبع مصدر تلك الأنباء أوصل إلى حسابات ممانعة وصفحات معروفة بولائها الشديد لنظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.
ورأى متابعون للمشهد السوري أن هذه النوعية من الحسابات تسعى، من خلال نشر وضخ الأخبار الزائفة، إلى إثارة الفتنة والتحريض الطائفي، عبر تصوير أن مرحلة ما بعد الأسد ستشهد هجمات تستهدف الأقليات.وروجت صفحة "جنود الرب" التي كانت تقوم بالتحريض الطائفي في سنوات الحرب السورية، ويديرها مسيحيون متزمتون كانوا تابعين لنظام الأسد، منشورات قالت أنها تشكل اعتداء على الكنائس لكنها رفضت مطالب المعلقين بنشر مقاطع فيديو توثق تلك الاعتداءات المزعومة، وقالت أنها "تتحفظ" عن النشر.والكنيسة المذكورة قامت روسيا بإنشائها العام 2020 بالتعاون مع ميليشيات محلية تابعة لنظام الأسد، للترويج لفكرة حماية موسكو لمسيحيي المشرق حينها.وانتشرت أنباء أخرى عن منع مظاهر الاحتفال بأعياد الميلاد استناداً إلى تسجيل صوتي تبين لاحقاً أنه قديم عندما قام نظام الأسد بالتعميم على الكنائس للتقليل من الاحتفالات بسبب "احترام دماء الشهداء"، حينها، ما يثبت زيف تلك الادعاءات. كما بادرت جهات موثوقة إلى طمأنة المواطنين والتأكيد على أن ما يتم تداوله لا يمتّ للحقيقة بصلة، بما في ذلك شخصيات دينية ظهرت في مقاطع فيديو من السقيلبية وغيرها.في السياق، نشر موالو النظام إشاعات أخرى حول وقوع اعتداء على مقام السيدة زينب. لكن بعد التدقيق في هذه الأخبار، اتضح أنها لا تمتّ للحقيقة بأي صلة. واضطرت بعض وسائل الإعلام، التي تبنت هذه الادعاءات في البداية، إلى تصحيح تقاريرها ونفي وقوع أي اعتداء على المقام، مع الإشارة لتبني قنوات الممانعة، في لبنان تحديداً، خطاباً يركز على التخويف بشأن الأقليات وتجاهل أي فظائع لحقوق الإنسان تمت في معتقلات النظام السوري.
سوريا: اقتحام مسلحين حرم السيدة زينب في ريف دمشق
— الميادين عاجل (@AlMayadeenLive) December 11, 2024
وتبرز هذه الحملة الإعلامية المضللة كجزء من جهود منظمة يقودها أنصار النظام السابق لإثارة القلق والخوف بين المواطنين، والترويج لفكرة أن سوريا بعد الأسد ستكون بحالة أسوأ بكثير مما كانت في عهده، وهو أمر يقول السوريون عموماً أنه ليس دقيقاً لأن الفظائع التي ارتكبها النظام السوري كانت طويلة الأمد ومستمرة ما يجعل أي بديل له، أقل سوءاً، ويصرون على مواجهة أي نظام استبدادي أو ديني في حال قيامه في المستقبل.
مصادر سورية في السيدة زينب بريف دمشق للميادين:⭕ لم يحصل اعتداء على المقام بل محاولة دخول مسلحين ولم يسمح لهم بذلك⭕السلطة الجديدة في سوريا أصدرت بيانات واضحة وهي جادة في منع خطاب طائفي وممارسات وعنف على خلفية مذهبية⭕الجميع في سوريا حريصون على السلم الأهلي وتفادي أي عنف… pic.twitter.com/KPvHRN1gzg
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) December 11, 2024