نشر المغني السوري المعروف بولائه لنظام الأسد المخلوع، حسام جنيد، مقطع فيديو ظهر فيه وهو يؤدي موالاً شعبياً يتغزل بزعيم "هيئة تحرير الشام" أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني)، بعد سنوات من التمجيد لنظام الأسد الذي سقط قبل أيام.
والموال الجديد يظهر تحولاً في مواقف جنيد، إذ لطالما غنى تمجيداً للأسد وجيشه وحواجزه التي روعت السوريين على مدى سنوات طويلة، علماً أنه صاحب أغنية "يا بشار متلك مين" التي أصدرها للترويج للجيش السوري ولإبادة السوريين بعد ثورة العام 2011، علماً أن ذلك التحول جزء من تغيرات سريعة بات داعمو النظام السابق يقدمونها ويطلع عليها اسم "التكويع".وقدم جنيد نفسه كواحد من أكثر الفنانين ولاء للنظام السوري منذ العام 2011. ورغم ذلك، يبدو أن سقوط الأسد دفعه إلى البحث عن زعيم جديد ليواليه، متجاهلاً التحولات السياسية والاجتماعية التي تمر بها سوريا اليوم. ويذكّر الفيديو بمقولة "الطبع غلب التطبع"، في إشارة إلى أن من يطبّل للطغاة سيجد دائماً طريقه للتطبيل، بغض النظر عن الظروف أو الأشخاص، وهي ثقافة كرسها نظام الأسد طوال 54 عاماً ومن المبالغة توقع أنها ستختفي بعد أيام من سقوط النظام.وأتى فيديو جنيد في وقت حاسم بالنسبة للسوريين، حيث تنتشر حملة في مواقع التواصل الاجتماعي تدعو إلى إنهاء ظاهرة التطبيل وتقديس القادة السياسيين، مهما كانت انتماءاتهم أو أدوارهم. وتهدف الحملة إلى تفادي تكرار الأخطاء الماضية التي كرست استبداد القائد الواحد، مثل الأسد الأب والابن. ورأى الناشطون أن جنيد يشكل مثالاً واضحاً على ثقافة الانتهازية التي ساهمت في بناء أنظمة استبدادية.وكان الفنانون الداعمون للنظام طبقة تدور في فلك السلطة وتروج لها وتلمع انتهاكاتها مقابل الاستمرار في العمل والحصول على فرص للبروز والشهرة والمال، ومن كان يخالف ذلك الاتفاق كان يحظى بالتهميش. وهنا، استذكر السوريون تصريحات الممثل والكاتب السوري المعارض إياد أبو الشامات الذي قال: "الموالي سيبقى موالياً، والمعارض سيبقى معارضاً".ظاهرة التملق والانتهازية، التي يمثلها فيديو جنيد الأخير، ليست جديدة. على مر التاريخ، ساهمت هذه الثقافة في بناء أنظمة استبدادية وترسيخها. المتملقون والمطبلون للحكام لا يبحثون عن التغيير بقدر ما يبحثون عن البقاء على قيد الحياة في أي نظام جديد، وهو ما يكرس القمع ويقوض محاولات بناء مجتمع ديمقراطي قائم على الحرية والمساواة.