في وقت ينأى لبنان بنفسه عن تطورات الأحداث في سوريا مع التأكيد على وحدة الشعب السوري، وكذلك "حزب الله" الذي سحب عناصره من مدينة القصير السورية على الحدود مع لبنان قبل أيام على سقوط نظام بشار الأسد، والدخول محلياً في الرهانات على احتماليات انتخاب رئيس للجمهورية في التاسع من كانون الثاني من العام المقبل وانتظام عقد المؤسسات، خرجت إيران في تصريحات عن مسؤولين لتلمح بوجود "طرق جديدة لدعم جبهة المقاومة، وسط اعتراف إيراني للمرة الأولى بأنّ سقوط الأسد سيؤثر "بشكل مباشر على المقاومة".
وفي تصريح لافت، كشف رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف، أنّ "اغتيال قادة حزب الله كان أشد علينا من سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد لكن الحزب أصبح أقوى"، معتبراً أنّ "سقوط الأسد يسبب اضطرابا للمقاومة ولكنها ستتكيف مع الظروف الجديدة وتصبح أقوى".الحرس الثوريكلام قاليباف الذي اعترف فيه أنّ سقوط الأسد "سيعطل المقاومة"، جاء بعد يوم على موقف المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي الذي أكدّ أنّ "المقاومة ستكون أقوى من الماضي"، وهو ما إستكمله اليوم الحرس الثوري الإيراني، إذ أكدّ قائده اللواء حسين سلامي، أنّ "طرق دعم جبهة المقاومة لا تزال مفتوحة"، لافتاً إلى أن الأمور قد تتخذ شكلاً جديداً في المستقبل القريب.
سلامي اكدّ أنّه "حتى الآن المسارات مفتوحة لدعم جبهة المقاومة"، مشيراً إلى أنّ ذلك لا يعني أنّ "جميع الطرق تقتصر على سوريا، وطرق الدعم ليست محصورة بسوريا، وحتى هناك، قد يتخذ الأمر تدريجياً شكلاً آخر مرة أخرى".
وأعاد سلامي التأكيد أنّ "جبهة المقاومة مستقلة عن الجغرافيا الإيرانية وحزب الله لا يزال فاعلا ونشطا وحيا"، مشيراً إلى أننا "كنا نعلم بحركة المسلحين بسوريا وأخبرنا قيادتها لكن غياب إرادة المقاومة أدى لما حدث".ضربة المقاومةيأتي ذلك في خضم الحديث عن عمل "محور المقاومة" في مرحلة ما بعد سقوط الأسد، وما لهذا التطور أن يشكل ضربة قوية للمحور. وكانت صحيفة "واشنطن بوست" ذكرت في وقت سابق أنّ "حزب الله الذي كانت قوته تضاهي قوة جيوش في المنطقة، مُني هو الآخر بهزيمة مذلة على يد إسرائيل خلال الشهر الماضي، وصار يعتمد اليوم على الدعم الإيراني ليبني نفسه من جديد".