تنهمك الإدارة السياسية الجديدة في سوريا بالعمل على ترتيب أوضاع المرحلة الانتقالية أو مرحلة تصريف الأعمال واستتبابها. هناك أجوبة سريعة للكثير من التساؤلات، وإشكاليات أو تحديات أخرى لا تزال تحتاج إلى وقف وتفكير وتعاون بين مختلف القوى والفصائل والمكونات والاستعداد للعمل والتعاون مع كل أطياف المعارضة والقوى المختلفة.
أحد أبرز التحديات التي ستكون هي شكل نظام الحكم وهو ما يحتاج إلى وقت كي يتبلور، وهو ما ستعمل عليه لجنة دستورية للبحث في كل الصيغ المقترحة والممكنة، على أن تتشكل اللجنة الدستورية من جهات مختلفة، وهذه اللجنة ستكون بحاجة إلى مزيد من الوقت كي تتمكن من وضع تصور متبلور. العلاقة مع لبنان
في هذا السياق، التقى رئيس تحرير "المدن" الزميل منير الربيع، بالمتحدث باسم إدارة الشؤون السياسية في سوريا عبادة أرناؤوط، الذي يوجّه في البداية تحية إلى الشعب اللبناني، مؤكداً أن "الجرائم التي ارتكبها نظام الأسد في لبنان لا نقبل بها ولن نسمح بأن تتكرر. نحن نحترم سيادة لبنان، وهو دولة صديقة ونحرص على العلاقات الرسمية والأخوية، والحفاظ على الجذور التاريخية العميقة بين الشعبين".
ويضيف أرناؤوط "نرفض أي مساس أو اعتداء على سيادة لبنان، وعلاقتنا ستكون مبنية على المصالح المشتركة." ويؤكد أن الحكومة ستتواصل مع السلطات اللبنانية للتعاون في سبيل استرداد المسؤولين عن تعذيب السوريين وكانوا محسوبين على النظام وهربوا إلى لبنان.
دولة مدنيةويقول أرناؤوط: "نريد سوريا دولة مدنية، وثقافتها منسجمة مع المجتمع السوري، وذات رؤية تنموية تسعى الى النهوض بها على مختلف المستويات، ونسعى الى الاكتساب والاستفادة من كل الخبرات". ولدى سؤاله عن التصور السياسي للمرحلة المقبلة وكيف سيكون شكل الحكم، يجيب: "لا نريد استباق الأحداث ولكننا حريصون على التنوع الطائفي والثقافي والعرقي وهو عامل قوة يجب الاستفادة منه، وهو محط احترام وتقدير، وعلى جميع المواطنين أن يتكاتفوا لبناء سوريا الجديدة".
عملياً سيتم تعليق أو تجميد العمل بالدستور السوري الحالي، بانتظار المرحلة الانتقالية، بحسب أرناؤوط الذي يشير إلى أن حكومة الإنقاذ القائمة هي حكومة تسيير أعمال ستكون لثلاثة أشهر، وخلال هذه المرحلة سيتم تشكيل لجنة دستورية للنظر في الدستور وإجراء التعديلات اللازمة".
ويؤكد أن "جميع الطوائف محط احترام وتقدير، والجميع سيكون بمنأى عن الاستهداف، ونريد طي الصفحة الماضية للانسجام مع التغيير الذي حدث، والدولة التي نطمح بها هي أن ينال كل إنسان حقه، ولكل شخص حقه في المعتقد وممارسة شعائره الدينية. فنحن نتواصل مع رجال الدين المسيحيين ونطمئن العلويين، ومختلف الطوائف والقوميات الأخرى. مشروعنا هو أن يكون كل السلاح في سوريا بيد الدولة. وسنعمل على إعادة تشكيل الجيش وبنائه".احترام سيادة سوريا
ويشدد المتحدث باسم إدارة الشؤون السياسية على أن الهدف الأساسي للثورة "كان إسقاط نظام الأسد وتحرير كامل التراب السوري، واحترام سيادة سوريا وهذا ما سيتم العمل عليه مع كل الجهات المعنية"، مؤكداً أن "دور إدارة الشؤون السياسية في هذه المرحلة سيتركز على إعادة بناء العلاقات مع الدول، والتأسيس لمرحلة من الشراكة مع دول الجوار والمحيط ودول العالم على أساس المصالح المشتركة". وأنه "لن يكون هناك أي جزء من سوريا خارج سيطرة الحكومة السورية".